جيل من الطحالب لعلاج الجروح.. فاروق الباز يكشف الكواليس لـ«العين الإخبارية»

في عالم الطب والبحث العلمي، كثيرا ما تأتي الحلول الكبيرة من مصادر غير متوقعة.
والحل هذه المره جاء من طحلب دقيق يُقاوم أقسى الظروف البيئية، تحول بواسطة باحثين من المركز القومي للبحوث إلى بطل غير معلن في معركة التئام الجروح، مقدما أملا جديدا وبديلا محليا يوفر ملايين الدولارات على بلادنا.
وفي هذا الحوار الحصري، نلتقي بالدكتور فاروق كامل الباز، الأستاذ المتفرغ بقسم الكيمياء الحيوية النباتية بالمركز القومي للبحوث، والباحث الرئيسي في هذا المشروع الذي نشرت تفاصيله في دورية "أوبن نانو"، ليكشف لنا كيف يمكن لجزيئات نانوية مستخرجة من طحلب صغير أن تحدث نقلة نوعية في علاج الجروح، وتقلل من الاعتماد على المنتجات المستوردة.
بداية.. لو أردنا تعريفا مختصرا لمنتجكم، فماذا تقول؟
هو منتج "جيل نانوي" مبتكر يعتمد على مستخلصات نانوية من طحالب دقيقة تُعرف باسم "دوناليلا سالينا"، وهو منتج موضعي يمكن استخدامه لتسريع التئام الجروح، ويمثل خطوة مهمة نحو توفير بدائل محلية فعالة للمنتجات المستوردة.
ولماذا اخترتم طحالب "دوناليلا سالينا" تحديدا؟
لأنها طحالب دقيقة تنتمي إلى الطحالب الخضراء، وتشتهر بقدرتها على التكيف مع الظروف القاسية كالمياه شديدة الملوحة، ويمكن العثور عليها في البحيرات المالحة. والأهم من ذلك أنها غنية بمركبات كاروتينية نشطة بيولوجيًا مثل "بيتا-كاروتين" و"زيازنثين" التي أثبتت فعاليتها في تسريع التئام الجروح.
كيف تم تحضير هذا الجيل النانوي؟
بدأنا بتحضير جسيمات نانوية محملة بمستخلص الطحالب باستخدام تقنية الاستحلاب المزدوج، ثم دمجناها مع مادة الشيتوزان، وهي مادة مستخلصة من قشور الجمبري، لتكوين جيل نانوي يُطبّق مباشرة على الجروح.
هل خضع هذا الجيل لاختبارات قبل السريرية؟ وما أبرز النتائج؟
نعم، أجرينا تجارب على فئران التجارب، وأظهرت النتائج أن الجيل ساهم في تسريع التئام الجروح، وذلك من خلال خفض مستويات بروتين الالتهاب TNF-α، وزيادة إنتاج عامل النمو البطاني الوعائي VEGF الذي يساعد على تكوين الأوعية الدموية الجديدة، وأيضًا تحسين مستويات الكولاجين المهم في تجديد الأنسجة.
ما هو الدور الذي لعبه نوع المذيب المستخدم في استخراج المستخلصات؟
تبين لنا أن استخدام مزيج "الهكسان-إيثيل أسيتات" كمذيب ساعد في الحصول على تركيزات مرتفعة من المركبين الفعالين بيتا-كاروتين وزيازنثين، بينما مذيب الميثانول أعطى نسبا أقل من الزيازنثين فقط. وهذا العامل كان حاسما في فعالية الجيل المنتج.
كيف يمكن لهذا الابتكار أن يؤثر اقتصاديا؟
نحن نستورد حاليًا مستحضرات مشابهة تُستخدم في التئام الجروح بتكاليف مرتفعة، وهذا المنتج يوفر بديلا محليا عالي الجودة، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير ملايين الجنيهات سنويًا.
ما الخطوة التالية بعد هذه النتائج الواعدة؟
نخطط للانتقال إلى المرحلة السريرية واختبار الجيل على المتطوعين بإشراف طبي صارم، ونأمل أن يُعتمد هذا المستحضر قريبا للاستخدام العام، ليس فقط في المستشفيات ولكن أيضا في الصيدليات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز