الجيل «Z» وسباق «بايدن-ترامب».. هل يحسم النتائج؟
سباق بين مرشحين تخطيا العقد الثامن من العمر، على مقعد إدارة أكبر دولة في العالم، لكن تحديد الفائز بيد الناخبين الأصغر سنا في البلاد.
هذه مفارقة أولى تخص الجيل "Z" في الولايات المتحدة قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الحاسمة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن هناك مفارقة أخرى تتمثل في أن كلا الحزبين المتنافسين يبدو واثقا من الحصول على تصويت هذه الفئة.
ووفق تقرير لموقع "يو إس توداي" الأمريكي فإن هناك اتفاقا كبيرا في الأوساط السياسية الأمريكية على أن الجيل "Z" سيكون على الأرجح الصوت الحاسم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ميل إلى المقاطعة
بينما يُنظر إلى الجيل Z، المولود بين عامي 1997 و2012، ويبلغ عدد الناخبين في هذه الفئة 8 ملايين ناخب، على نطاق واسع على أنه حجر الأساس الجديد الذي يعتمد عليه الديمقراطيون في موسم الانتخابات، يرى مراقبون فرصة سانحة للجمهوريين لاقتناص هذه الفئة.
لكن جزءا كبيرا من هذا الجيل عالق في أزمة كبيرة، ويشعر بخيبة أمل بسبب عدم وجود خيارات أو مرشحين شباب يعكسون وجهات نظرهم.
وبالأرقام، فإن 58% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، الجيل Z وجيل الألفية الأصغر سناً، ليسوا متأكدين مما إذا كانوا سيصوتون في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفقاً لاستطلاع نشره موقع أكسيوس.
ومن بين أولئك الذين ليسوا متأكدين، يقول نصفهم إنهم بالتأكيد أو على الأرجح لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، بينما يقول النصف الآخر إنهم على الأرجح سيذهبون.
"مرشحون أصغر سنا"
تقول جاديشا بروانو، الطالبة البالغة من العمر 19 عاما في كلية ديكنسون، التي لا تخطط للإدلاء بصوتها هذا العام "أشعر أنه لا يوجد تمثيل كافٍ في الحزبين الديمقراطي والجمهوري لجيلي".
وتابعت "أود أن أرى أشخاصا أصغر سنا أكثر اتصالا بالقضايا التي تؤثر على المواطنين الذين سيتخرجون في الجامعة قريبا".
وهذا الجيل مختلف أيضا في أهم القضايا السياسية على سلم أولوياته، إذ اختارت أكثرية من 39% ملف الاقتصاد كأولوية قصوى على حساب الإجهاض والتغير المناخي والأسلحة وديون الطلاب والهجرة.
تقول بروانو "سأتخرج بعد بضع سنوات، وأنا قلقة بشأن حجم الديون التي أتحملها.. مجرد العثور على وظيفة يبدو صعبا ومرهقا للغاية".
ووفق "يو إس توداي"، في حين أن الجيل Z، أصبح كتلة تصويتية أكبر بكثير، إذ انضم 8 ملايين ناخب إلى الناخبين خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن الحماس انخفض بشكل لا يمكن إنكاره.
ولدى الجيل Z فرصة لحسم الانتخابات، لكن لا تكمن المشكلة فقط في عدم الاكتراث المتزايد بالتصويت بين أغلبية هذا الجيل، بل بعدم الرضا عن المرشحين أيضا، إذ يقول 37% فقط من الناخبين الأصغر سنا أنهم "راضون" عن المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب، وفق ما نقله الموقع ذاته عن استطلاع لجامعة "هارفارد".
لكن أغلبية هذا الجيل يميلون بشكل واضح لبايدن، وفي أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد للشباب، وهو استطلاع يرصد مواقف جيل الشباب من الجيل Z بشأن مجموعة متنوعة من القضايا، يتصدر بايدن بنسبة 45% من التأييد، فيما حصل ترامب على نسبة 37%.
وبين من قرروا التصويت في الانتخابات من هذا الجيل ارتفعت نسبة تأييد بايدن إلى 56%، في حين ظلت نسبة تأييد ترامب كما هي.
ووفق يو إس توداي، فإن على بايدن أن يخشى على معدلات تأييده بين هذا الجيل، في ظل سياساته الحالية تجاه إسرائيل، إذ يشكل دعمه لإسرائيل في خضم حربها ضد حماس في غزة مشكلة فريدة من نوعها بالنسبة له.
ويقول الكاتب الأمريكي ديسي بوتاس إن الجيل Z "هو الجيل الأكثر معاداة لإسرائيل في البلاد، حيث يعتقد 49% من أفراده أن هناك إبادة جماعية تحدث في غزة، و28% يؤيدون وقفا فوريا لإطلاق النار".
ووفق بوتاس هناك قضية أخرى صارخة بالنسبة لبايدن وهي الاقتصاد والتضخم، وهي قضية تُدرج مرارا وتكرارا باعتبارها القضية الأولى لجيل Z في استطلاعات الرأي، وفي حين أن معدل التضخم قد انخفض في الأشهر الأخيرة، فإن بايدن لا يزال يتحمل اللوم على ارتفاع الأسعار عما كانت عليه قبل أربع سنوات.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA== جزيرة ام اند امز