لأول مرة.. دراسة تكشف جينات مرتبطة بإدمان المخدرات

توصل فريق دولي إلى تحديد 220 موقعا جينيا مرتبطا بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الإدمان، من بينها 40 موقعا جينيا لم تُكتشف من قبل.

• بالتحفيز العميق.. دائرة دماغية تخلصك من الإدمان

وتُمثل اضطرابات تعاطي المواد، وتشمل إدمان الكحول والتبغ والحشيش والمنشطات والأفيونات، عبئا صحيا عالميا تتزايد مخاطره بسبب ما تسببه من أمراض مزمنة وإعاقة جسدية ونفسية قد تصل إلى الوفاة.

وتشير التقديرات إلى أن العامل الوراثي يسهم بنحو 50% في قابلية الإصابة بهذه الاضطرابات، وغالبًا ما تترافق مع مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

واعتمد الباحثون بقيادة كلية الطب بجامعة إنديانا على تحليل نتائج دراسات وراثية سابقة شملت عينات بشرية من أصول أوروبية وأفريقية وأمريكية، بهدف رصد الجينات المشتركة بين أنواع الإدمان المختلفة. وأسفرت التحليلات المنشورة بدورية " موليكولار سايكياتري"، عن تحديد 785 جينا تُظهر ارتباطا واضحا بخطر الإدمان المتقاطع بين عدة مواد.

وكشف الفريق أن هذه الجينات تنشط بكثافة في مناطق دماغية مسؤولة عن الذاكرة والمشاعر والتحفيز مثل اللوزة الدماغية والقشرة المخية والحُصَين وتحت المهاد والمهاد، ما يشير إلى أن دوائر عصبية أعمق مما كان يُعتقد سابقا تشارك في تشكل الإدمان.

كما استعان العلماء بما يُعرف بـ"الدرجات متعددة الجينات" لتقدير المخاطر الوراثية لكل فرد، وتبيّن أن الأشخاص الذين ينتمون إلى أعلى 10% من هذه الدرجات يرتفع خطر إصابتهم باضطرابات الإدمان بما يتراوح بين ضعف إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم.

وفي خطوة لافتة، قام الفريق بفحص قواعد بيانات الأدوية المتاحة بحثًا عن مركبات تستهدف هذه الجينات، وتمكنوا من تحديد سبعة أدوية قد تكون قابلة لإعادة توظيفها لعلاج الإدمان مستقبلاً.

وقال الباحثون إن نتائجهم تمثل تقدما مهما في فهم "البنية الوراثية" للإدمان، وتفتح الباب أمام إستراتيجيات علاجية وقائية وتشخيصية دقيقة، قد تساعد الأطباء يوما ما على التعرف المبكر على الفئات عالية الخطورة قبل تطور الحالة.