جنيف7.. حلقة جديدة من مسلسل "ضجيج بلا طحين"
وسط أجواء تشاؤمية، انطلقت الجولة السابعة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية في جولة ماراثونية لا يتوقع أن تختلف كثيرا عن سابقتها.
تمضي جولة تفاوضية جديدة من جنيف وتنعقد أخرى، ذهاباً وإياباً بين النظام السوري والمعارضة وداعميهما إلى سويسرا، للوصول إلى حل ينهي الأزمة أو يخفف من حدتها، لكن لا شيء جديد، ولا نتائج ملموسة.
ووسط أجواء خلت من التفاؤل حول حل الأزمة السورية، انطلقت الجولة السابعة من مفاوضات جنيف.. تلك المفاوضات التي نسى متابعوها عدد جولاتها لكثرتها، وأثارت تساؤلاتهم حول فشلها.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الإثنين، أن اتفاقيات عدم التصعيد في القتال في سوريا يمكن أن تسهل تسوية الصراع وتفضي إلى مرحلة لإرساء الاستقرار في البلاد، لكن يجب أن تكون مثل تلك الاتفاقيات مرحلة انتقالية وأن تتجنب التقسيم.
- معارض سوري بارز لـ"العين": لا تأثير لفشل "أستانة" على مسار جنيف
- حرب "المناطق الآمنة" تشكل سوريا الجديدة بعد زوال داعش
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي في مستهل محادثات "جنيف 7" إن مناقشات تجرى في العاصمة الأردنية، عمان، لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا بوساطة أمريكية روسية، وهو أول جهد من جانب الحكومة الأمريكية في ظل الرئيس دونالد ترامب في إطار صنع السلام.
وأضاف أن "الاتفاق متماسك في الأساس بوجه عام، متماسك بدرجة كبيرة جداً، في جميع الاتفاقيات تكون هناك فترة للتكيف. ونحن نراقب باهتمام شديد، لكن بوسعنا أن نقول إننا نعتقد أن الاتفاق أمامه فرصة جيدة جداً للنجاح".
وشدد دي ميستورا، على أن مناطق خفض التصعيد لا يجب أن تؤدي إلى تقسيم سوريا، مشيراً إلى أن ما حدث في الموصل سيتحقق قريباً في الرقة.
ورداً على سؤال عما إذا كانت نهاية حرب سوريا قد حانت، قال المبعوث الأممي إن الظروف مهيأة واحتمالات تحقيق تقدم الآن "أكبر" مما شهدناه في الماضي، مؤكداً أنه من أجل القضاء على "داعش" لا يكفي طرده من الرقة بل علينا التوصل إلى حل سياسي.
وأوضح دي ميستورا أن مسار محادثات جنيف جزء من مقاربة سياسية شاملة في سوريا، وقال "نحن لا نعمل بالفراغ، محادثات جنيف مرتبطة بمحادثات أستانة".
توقعات محدودة
ميسرة بكور، الباحث والمحلل السياسي السوري، قال: "بالنظر إلى عدد من المعطيات التي تصدرت المشهد السوري في الآونة الأخيرة، يمكن القول إن محادثات "جنيف 7" لا يُتوقع أن تأتي بنتائج ملموسة تؤدي إلى حل الأزمة" المستمرة منذ أكثر من 6 أعوام.
وأضاف بكور، في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية، أن أولى تلك المعطيات هي فشل الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في الاتفاق حول رسم حدود مناطق "خفض التصعيد" في الجولة الماضية من مشاورات أستانة (أستانة 5).
وفي 4 مايو/ أيار الماضي، توصلت الدول الراعية لمفاوضات أستانة (تركيا وروسيا وإيران) إلى اتفاق "خفض التصعيد" القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، وذلك خلال اجتماع "أستانة 4"، وكان من المقرر اعتماد وثيقة حول مركز تنسيق مشترك، للحفاظ على الأمن في تلك المناطق خلال "جنيف 5".
وتابع الباحث السياسي السوري، موضحاً أن ثاني تلك المعطيات يتلخص في التصريحات الأمريكية التي توضح تسليم واشنطن لملف الأزمة السورية إلى موسكو؛ وهو الأمر الذي اتضح في تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بأن روسيا تملك المقاربة الجيدة للموضوع السوري، وأن مصير الرئيس الأسد بات بيد الروس.
وعن اقتراح موسكو لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، أشار بكور إلى أن تلك مُعطاة ثالثة أدت لخوف السوريين من تقسيم أراضيهم، وأثارت تساؤلاتهم حول الهدف من هذا الاقتراح؟ ولماذا لا يكون الأمر نفسه على كل سوريا؟
إضافة لما تقدم، فإن المعارضة السورية تشهد الكثير من الاختلافات حول تركيبها والموضوعات التي تشغل أولوية في التفاوض بالنسبة لكل طرف من أطرافها، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على مجرى المفاوضات، بحسب بكور.
ويشار إلى أن المعارضة السورية إلى جنيف تنقسم إلى ثلاثة وفود: وفد للهيئة العليا للمفاوضات برئاسة رياض حجاب، ووفد لمنصة موسكو برئاسة قدري جميل، ووفد لمنصة القاهرة برئاسة فراس الخالدي.
وعن الذي سيحدث في جنيف، أشار بكور إلى أنه من المتوقع أن يتم الحديث عن الشق الإنساني مثل الإفراج عن المعتقلين، وإجراءات بناء الثقة، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وفي ظل الاقتراح الروسي الداعي إلى العمل على وضع دستور سوري تحت الإشراف الأممي، توقع بكور أن تناقش مفاوضات "جنيف 7" آليات وضع الدستور.
ومن المقرر أن تناقش الجولة الحالية من جنيف أربعة مبادي، هي: الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب.
من جانبه، قال المحلل السوري، تيسير النجار إن فرص نجاح مفاوضات "جنيف 7" ضعيفة إن لم تكن معدومة، موضحاً أن مختلف أطراف الأزمة وداعميهم في حالة كبيرة من التناقض والاختلاف.
فبالنظر إلى المعارضة السورية، بحسب النجار، ليس هناك ثمة توافق بينها، كما أنها لم تستطع النجاح على الأرض، ومن ثم تعزيز مركزها التفاوضي، كما أن جزءاً كبيراً من أطيافها يضع جُلّ هدفه في الوصول إلى السلطة.
وعن النظام السوري، أوضح المحلل السياسي السوري أن الأسد يسعى لتكثيف وجوده على الأرض رغبة منه في السيطرة على مجريات الأمور، متناسياً المطالب التي انطلقت من أجلها الثورة السورية.
وعن حلفاء الطرفين، أشار النجار إلى أن الولايات المتحدة أضحت تعتمد على روسيا التي ترغب في بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة، في حين أن المعارضة تعتبر رحيله من أولويات حل الأزمة المشتعلة منذ أكثر من ست سنوات.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز