جنيف7.. في انتظار نتائج زيارة ترامب للشرق الأوسط
الأزمة السورية تراوح مكانها أملا في إرادة سياسية دولة جديدة تتمخض عنها قمم ترامب في الرياض
تمترس فرقاء الأزمة السورية خلف مواقفهم المعلنة في ختام جولة جديدة من مفاوضات جنيف التي حملت الرقم 6.
ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا أعرب، الجمعة، عن تفاؤله بما عده "تقدم تدريجي"، كاشفا عن خطط لاستئناف المفاوضات في يونيو/حزيران، يبدو أطراف الأزمة المستمرة منذ 7 سنوات في انتظار نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وقصد ترامب الشرق الأوسط الجمعة في أول جولة خارجية له، مخالفا تقاليد درج عليها أسلافه، كما استبق جولته التي استهلها بزيارة السعودية، التي وصلها اليوم السبت، بقصف جوي جديد في سوريا استهدف ميليشيات تابعة لإيران.
- إنفوجراف.. فعاليات القمة العربية الإسلامية الأمريكية على مدار يومين
- واشنطن عن الضربة الجديدة للأسد: ندافع عن قواتنا فقط
ولم يظهر وفدا المعارضة ونظام بشار الأسد أي بادرة على رغبتها في الاجتماع في قاعة واحدة، كما لم تحرز الجولة تحقيق اختراق فيما يتعلق بالتفاوض على المستقبل السياسي للبلاد، بحسب مراقبين.
وأبلغ بشار الجعفري رئيس وفد النظام الصحفيين أن المحادثات لم تشمل أي مناقشة للبنود الأربعة الرئيسية في جدول الأعمال وهي إصلاح الحكم وانتخابات جديدة ودستور جديد ومحاربة الإرهاب، من دون أن ينسى اتهام الولايات المتحدة بمحاولة تقويض موقفه التفاوضي بالقول في بداية جولة المحادثات بأن محرقة بنيت في سجن صيدنايا شمالي دمشق للتخلص من جثث معتقلين.
وتمسك وفد المعارضة الذي يقوده نصر الحريري بضرورة إنهاء الوجود الإيراني على الأراضي السورية قائلا، إنه "من غير الممكن الوصول إلى حل سياسي أو محاربة الإرهاب ما دامت إيران وفصائلها المسلحة باقية في سوريا"، كما جدد مطلب المعارضة لإبعاد الأسد.
وفيما كان المفاوضون يجمعون أوراق جولة جديدة، تعلقت عيونهم على ما يبدو بزيارة ترامب للشرق الأوسط، وهي الزيارة التي تقف الأزمة السورية على رأس ملفاتها الساخنة.
وكان ترامب قد أبدى في بداية فترة رئاسته ترددا فيما يتعلق بمصير الأسد، لكنه حسم موقف بلاده في أعقاب قصف نظام الأسد قرية سورية بالأسلحة الكيميائية، ما دفع البيت الأبيض لتوجيه ضربة عقابية على قاعدة جوية انطلقت منها المقاتلة السورية التي تقف خلف الهجوم.
ورغم أن محادثات الأمم المتحدة لم تعد تهدف إلى إيجاد نهاية للقتال في سوريا، إذ بات هذا الهدف محل محادثات موازية ترعاها روسيا وتركيا وإيران، إلا أنها تمهيد الطريق لسوريا المستقبل.
ومن المقرر أن يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع ترامب، الأحد، لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، ويتصدر ملف سوريا أبرز ملفات القمة.
كما يجري ترامب قمة عربية إسلامية مع 50 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف.
وتخلت الإدارة الأمريكية الجديدة عن سياسات سابقتها التي اعتادت التغاضي عن التدخلات الإيرانية في المنطقة.
ومنذ وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي تزايد الوجود العسكري في سوريا بشكل ملحوظ، كما فعل الرئيس الجديد خطوطا حمراء وضعها سلفه باراك أوباما في الملف السوري.
وفي انتظار النتائج السياسية التي ستخرج عن قمم ترامب في الشرق الأوسط، تراوح الأزمة السورية مكانها أملاً في إرادة سياسية دولة جديدة تنتشل الشعب السوري من مصير دفعه إليه رئيس يتحصن في مخبأ مطلقا آلة القتل في البلاد، بحسب معارضين.