الولد سر أبيه... ألكسندر سوروس على خطى والده في البيت الأبيض
سيرا على خطى أبيه، زار ابن الملياردير جورج سوروس، صانع الملوك والرقم الصعب في الداخل الأمريكي، البيت الأبيض أكثر من 14 مرة.
ووفقا لصحيفة نيويورك بوست، تحول ابن الملياردير جورج سوروس بهدوء إلى سفير بحكم الأمر الواقع للبيت الأبيض، نتيجة لزيارته العديدة للبيت الأبيض منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.
وسجل ألكساندر سوروس -جامع تبرعات ديمقراطي يحب التباهي بعلاقاته مع قادة العالم على وسائل التواصل الاجتماعي- ما لا يقل عن عشرة اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض في عام 2022، وفقا لسجلات زوار البيت الأبيض. كما تظهر السجلات مشاركة سوروس، 37 عاما، في مؤتمرين آخرين أواخر عام 2021.
وتشمل زيارته الأخيرة في 1 ديسمبر/كانون الأول اجتماعا مع نينا سريفاستافا، كبيرة موظفي البيت الأبيض آنذاك، والتي عملت أيضا في حملة بايدن الرئاسية.
في وقت لاحق من ذلك المساء، كان سوروس الابن بين 330 شخصا حضروا عشاء رسميا فخما في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض أقامه الرئيس والسيدة الأولى جيل بايدن تكريما للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون.
وفي اليوم التالي، التقى ألكسندر سوروس -الذي يرأس شبكة منظمات أوبن سوسايتي التي أسسها والده- بكل من مستشار الرئيس ماريانا أدام ونائب مستشار الأمن القومي جوناثان فينر، وفقا لسجلات البيت الأبيض.
كما عقد سوروس اجتماعات مع كيمبرلي لانغ، التي كانت آنذاك مساعدة تنفيذية لمستشار الأمن القومي، في 6 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن زيارة سوروس وابنه أثارت قلق الكثير من المتابعين، فيقول مات بالومبو، مؤلف كتاب "الرجل خلف الستار: داخل الشبكة السرية لجورج سوروس"، إن تأثيرات عائلة سوروس على البيت الأبيض بدت أكثر من أي وقت مضى. ففي كل ركن في البيت الأبيض هناك عمل لسوروس في مكان ما، وابنه هو السفير الجديد لوالده".
وتظهر سجلات البيت الأبيض قائمة موسعة لاجتماعات سوروس مع كبار المسؤولين:
وأشار بالومبو إلى أنه بعد انتخابات 2020 الرئاسية كان فريق بايدن الانتقالي مليئا بالليبراليين المرتبطين بشبكة سوروس، كما كانت حكومة بايدن أيضا ذاخرة بالموالين لسوروس.
ويحاول جورج سوروس عادةً عدم الظهور، وممارسة نفوذه من خلال التبرعات للمرشحين اليساريين والتبرع لخدمة القضايا الليبرالية من خلال منظمات أوبن سوسايتي (المجتمع المفتوح) والمنظمات غير الربحية ذات الصلة التي أسسها، والتي قدمت أكثر من 32 مليار دولار في جميع أنحاء العالم منذ عام 1984، وفقا إلى موقعه على الإنترنت.
تعرض المجري المولد البالغ من العمر 92 عاما مؤخرا لانتقادات من المحافظين الذين ربطوا بينه وبين المشاكل القانونية للرئيس السابق دونالد ترامب.
وهم يشيرون إلى تبرع سوروس الأكبر بمليون دولار في عام 2021 للجنة العمل السياسي اليسارية التي دعمت ألفين براغ، المدعي العام لمقاطعة مانهاتن الذي دعا هيئة المحلفين الكبرى التي وجهت الاتهام إلى ترامب أواخر الشهر الماضي بتهم جنائية.
وتُظهر السجلات أيضا تبرع سوروس الابن بأكثر من 11 مليون دولار للجان العمل السياسي اليساري منذ عام 2010، بما في ذلك 2 مليون دولار عام 2018 إلى منظمة باك ذات الأغلبية في مجلس الشيوخ، التي كان لزعيم الأغلبية تشاك شومر (ديمقراطي عن ولاية نيويورك) تأثير كبير عليها.
وتحمل صفحته على إنستغرام صورا له مع رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي زارها ثماني مرات، وكذلك مع الرئيس السابق باراك أوباما، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، وديمقراطيين بارزين آخرين في حفلات جمع التبرعات التي استضافها أو أحداث أخرى.
يشار إلى أن سوروس الأب، الملياردير الأمريكي الجنسية المجري الأصل، كتب في عام 1993 مقالا على موقعه على شبكة الإنترنت، تحدث فيه عن حال العالم بعد ثلاثة عقود، والذي اعتبره البعض توصيفا لما يشهده العالم الآن.
ففي مقاله، قال سوروس إن "الولايات المتحدة ستقود الناتو نحو مواجهة روسيا عبر أوكرانيا، حيث يقوم الأوكرانيون بالقتال عن الحلف بالوكالة".
بدا سوروس في تلك المقالة وكأنه متمكن جداً من أدوات الصراع وخريطة المشهد، فقد اعتبر أن عبء توريد الإمدادات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا تقع على القوى الغربية، وأن مصالح الغرب تتمثل في إطالة أمد الصراع.