"المركزي الألماني" يرفض دعوات زيادة الإنفاق الحكومي
الاقتصاد الألماني يعمل تقريبا بكامل طاقته "لذلك، لماذا ينفق المرء المزيد من الأموال في حين أنه يعمل بكامل طاقته؟"
انتقد ينس فيدمان، رئيس البنك المركزي الألماني (بوندسبنك)، الأصوات المطالبة بزيادة الإنفاق الحكومي في البلاد، وقال إن مثل هذه الدعوات "منفصلة تماما" عن الواقع.
وأضاف فيدمان في كلمة له أمام مؤتمر في نيويورك، الأربعاء، إن الاقتصاد الألماني يعمل تقريبا بكامل طاقته، "لذلك، لماذا ينفق المرء المزيد من الأموال في حين أنه يعمل بكامل طاقته؟".
وأشارت وكالة "بلومبرج" إلى أن معدل البطالة في ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، قريب من أقل مستوياته على الإطلاق، لكن هناك احتمال تعرض الاقتصاد لحالة ركود بسبب تضرر الصادرات الألمانية جراء النزاعات التجارية، وهو ما أدى إلى تراجع أداء قطاع التصنيع وقطاع الخدمات.
يذكر أن الميزانية الألمانية تسجل فائضا منذ سنوات، في حين تصر الحكومة على التمسك برفض زيادة النفقات عن الإيرادات، في الوقت الذي يطالب فيه البنك المركزي الأوروبي، الذي يضم فيدمان ضمن مجلس محافظيه، الدول ذات الفائض المالي مثل ألمانيا إلى استخدام هذه الأموال لتحفيز اقتصادات منطقة اليورو.
في الوقت نفسه، يشهد المزاج العام بشأن الإنفاق الحكومي في ألمانيا تحولا في الوقت الحالي. فأعضاء البرلمان الألماني عن الائتلاف الحاكم برئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، والذين كانوا يعارضون بقوة أي دعوة إلى زيادة الإنفاق، بدأوا تخفيف معارضتهم لمثل هذه الدعوات.
ورغم معارضته لفكرة زيادة الإنفاق الحكومي، قال فيدمان إنه من الممكن القبول بإنفاق مالي إضافي على المدى القصير، "ومع ذلك، وفي ضوء استقرار أوضاع الاقتصاد الكلي، يبدو المزيد من إجراءات التحفيز المالي أمرا غير ضروري، ما لم يظهر تدهور ملحوظ في آفاق الاقتصاد".