توتر في كيمنتس الألمانية بعد أعمال عنف معادية للمهاجرين
سكان مدينة كمينتس الألمانية يشتعلون غضبا وسط مخاوف كبار السن من أعمال عنف يقوم بها المهاجرون في المدينة.
تشهد مدينة كيمنتس الألمانية حالة من التوتر، بعد موجة من أعمال العنف العنصرية، إثر مقتل ألماني طعنا على يد مهاجرين، مما أثار احتجاجات وشوه صورة المدينة الواقعة في ألمانيا الشرقية السابقة.
وقالت الصيدلانية ريتا تال، البالغة 60 عاما: "لسنا جميعا نازيين"، وأضافت وهي تنتظر في طابور أمام ملعب كرة القدم في المدينة، حيث كان من المقرر أن يعقد ميخائيل كريتشمر، رئيس حكومة ولاية سكسونيا لقاء مع الأهالي، أن "كل ما يراه الناس أو يُسمعونه عن كيمنتس لا يعكس الحقيقة".
واحتشد نحو 500 شخص داخل قاعة مكتظة في الملعب للاستماع إلى كريتشمر، فيما تجمع في الخارج نحو 800 شخص في تظاهرة نظمها "أنصار كيمنتس"، وهي حركة يمينية متطرفة تشغل 3 مقاعد في المجلس البلدي.
وسمعت أصوات من بعيد تقول "اخرج" موجهة لكريتشمر من الخارج، فيما ساد التوتر أجواء اللقاء.
ويسود مدن ألمانية عدة حالات من الغضب بسبب جرائم ارتكبها مهاجرون وركزت عليها وسائل الإعلام، مما أثار المخاوف بشأن اندماج أكثر من مليون شخص وصلوا منذ 2015.
وواجهت رئيسة البلدية برباره لودفيج، المنتمية للحزب الاشتراكي الديموقراطي، هتافات استهجان عندما نهضت لإلقاء كلمتها حيث حاول الحاضرون مقاطعة كلامها، فيما سعت جاهدة لإسماع صوتها.
وسعى كريتشمر لطمأنة الحشد، وأكد قائلا: "هذه ليست بلدة لليمين المتطرف، هذه البلدة ليست بنية" في إشارة إلى لون الفاشية والحزب النازي.
مع ذلك اعترف بأن صور المتظاهرين الذين أدى بعضهم تحية هتلر أمام عناصر الشرطة الذين لم يكن عددهم كافيا لوقفهم، شوهدت "حول العالم" على التلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي.
خلال الحقبة الشيوعية للجمهورية الديموقراطية الألمانية، كانت المدينة تعرف باسم كارل-ماركس-شتات، لكن بعد التوحيد في 1990 انهارت صناعاتها مثلما حدث في العديد من البلدات الأخرى فيما يعرف "بالمقاطعات الجديدة" بألمانيا الشرقية.
لكن منذ ذلك الحين، انتعش وسط المدينة مع زراعة مساحات خضراء وتجديد المباني، فيما فتحت المسارح والمتاحف أبوابها، لكن بالنسبة للسكان المحليين فإن "الأمن لا يزال الهم الأول".
وتقول سابين كونريتش، التي تقود حركة تدعو إلى الديموقراطية والتسامح "هناك شعور بالخوف خصوصا بين الأكبر سنا، يثيره اليمين المتطرف".
وبالنسبة لبريجيت منتسل البالغة 59 عاما والموظفة في شركة تأمين، والتي كانت موجودة في اللقاء، فإن سبب خوف الناس غير واضح.
وتبلغ نسبة الأجانب في المدنية حوالى 7% فقط من عدد سكان كيمنتس، وهو رقم منخفض نسبيا مقارنة بمدينتي فرانكفورت وميونيخ حيث تزيد نسبتهم عن 25 %.