تفاصيل جديدة بـ"انقلاب ألمانيا".. الحصن والأسلحة ومصير شولتز
"أمير وقلعة محصنة وخطة مجنونة".. ثلاث قواعد لـ"انقلاب" محتمل نجحت السلطات الألمانية في إحباطه بهجمة استباقية، لكن تفاصيله تتكشف.
وتقع قلعة فايدمانشايل على تلة في جنوب شرق ولاية تورينغن شرقي ألمانيا، ومملوكة لعائلة روسين التي حكمت المنطقة لمدة 800 عام حتى انهيار النظام الملكي الألماني بنهاية الحرب العالمية الأولى.
وجرى تشييد القلعة لصالح هنري الثاني والسبعين، بين عامي 1834 و1837، وهو عبارة عن مبنى من طابق واحد محاط بالأشجار، إضافة إلى سد صخري ينحدر بشدة في الجزء الخلفي من المبنى.
بوابة المدخل مزينة بتمثالي دب وخنزير وقرون غزلان، ويتوسطها برج، ما يجعل القلعة تبدو وكأنها حصن صغير.
مالك القلعة حاليا هو هنري (هاينريش) الثالث عشر، والمعروف أيضا بـ"الأمير رويس"، سليل العائلة النبيلة السابقة "روسين"، ورجل الأعمال الشهير في فرانكفورت بتجارة العقارات وإنتاج النبيذ، الذي يعد قائد انقلاب أحبطته السلطات قبل أيام.
وفي الفترة الماضية، تساءل بعض سكان البلدة الصغيرة لبعض الوقت عما يفعله الرجل البالغ من العمر 71 عامًا في القلعة، وزادت التساؤلات بعد أن وضع شعار حكم عائلته للمنطقة في الواجهة، ثم نشر أمن يحمل أجهزة لاسلكية عند المداخل، وشك البعض بأنه يسعى لحماية اجتماعات مهمة.
لكن يوم الأربعاء، اتضح للجميع ما يحدث خلف الجدران الضخمة، إذ وصلت القوات الخاصة بالشرطة الألمانية في الصباح في إطار مداهمات ضد خلية إرهابية يمينية متطرفة تخطط لانقلاب، تضم نحو 59 مشتبها بهم.
وخلال المداهمات، قام المحققون بمساعدة 3000 عنصر شرطة، بتفتيش إحدى عشرة ولاية اتحادية، بالإضافة إلى منتجع التزلج الفاخر النمساوي كيتزبوهيل، ومبنى في بيروجيا الإيطالية، ما يعد واحدة من أكبر العمليات ضد المتطرفين في تاريخ مكتب الشرطة الجنائية الألمانية.
وقبل المداهمات، عمل المحققون على متابعة الخلية عن كثب لأسابيع، وتنصتوا على مئات المكالمات الهاتفية الأرضية أو عبر الهواتف الخلوية، وفحصوا حسابات وقنوات على تطبيقات تليغرام وإنستغرام وغيرها.
وفي نهاية الفحص الذي سبق المداهمات، كان الادعاء العام على يقين أن منظمة إرهابية في أوساط حركة "مواطني الرايخ" المتطرفة تعمل على الإطاحة بالنظام السياسي في ألمانيا عبر انقلاب مسلح.
ووفق ما خلص إليه، فإن الخلية شكلت "ذراعا عسكرية" وكانت على ما يبدو مستعدة للتطرف والعنف. وبحسب الادعاء، فإن المشتبه بهم على الأقل "وافقوا" على أن "ممثلي النظام الحالي"؛ أي الحكومة، سيقتلون في الانقلاب.
ووفق تحقيق لمجلة دير شبيغل نشر في عددها لهذا الأسبوع، عثر المحققون خلال المداهمات على أسلحة في أكثر من 50 مبنى من أصل 150 مبنى خضعت للتفتيش.
ومن بين الأسلحة المصادرة، مسدسات من عيار تسعة مليمترات، وسيوف، وسكاكين وبنادق وخوذات قتالية ونظارات للرؤية الليلية وأسلحة خدمة لضباط شرطة ينتمون إلى الخلية.
وفقًا لتقييم أولي، صادرت الشرطة أكثر من 130 ألف يورو نقدًا وكيلوغرام من الفضة والذهب.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيسر: "التحقيقات تسمح لنا بالنظر في هوية التهديد الإرهابي من أوساط مواطني الرايخ"، فيما قال المدعي العام بيتر فرانك: "كان هدف المجموعة هو القضاء على الديمقراطية في ألمانيا باستخدام القوة والوسائل العسكرية".
ووفق دير شبيغل، فإن المجموعة التي سعت لتنفيذ الانقلاب كانت غير عادية، وضمت العديد من الأعضاء السابقين في قيادة القوات الخاصة في الجيش الألماني وضباط شرطة، وقاضية وعضوة برلمان، وطيار، ومحام حاصل على درجة الدكتوراه، وطاهٍ شهير، ومغني، ورجل أعمال، وطبيب شهير.
ورغم هذه التشكيلة التي تضم أناسا من مختلف المهن، فإن نجاح فكرة الانقلاب المجنونة لم يكن مضمونا، لأن شرطة البرلمان، وفق دير شبيغل، كانت تتحسب لهجوم محتمل وفي حالة تأهب بالفعل منذ أسابيع، فيما كثفت الحراسات الخاصة تأمين الوزراء.
وكانت الخطة المجنونة تقوم على اقتحام البرلمان واعتقال النواب وإذاعة بيان إذاعي، وانتظار انتشار الفوضى في الشارع للانقضاض على السلطة واستهداف عناصر الحكومة الحالية، مع اتفاق أن الأمر يمكن أن يصل إلى حد قتل أعضاء الوزارة.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز