طموح بناء الجيش الأقوى في أوروبا يدفع ألمانيا للبحث عن "الشبح"
تطمح الحكومة الألمانية لبناء الجيش الأقوى في أوروبا، ما يدفعها للبحث عن تعزيز جيشها بأحدث الأسلحة.
واليوم الإثنين، نقلت وكالة الأنباء الألمانية على لسان مصادر حكومية لم تسمها قولها إن برلين ترغب في تزويد قواتها الجوية بمقاتلات أمريكية الصنع من طراز الشبح "إف-35".
وقالت المصادر إنه من المقرر شراء المقاتلات من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية كطراز يخلف أسطول "تورنادو" الذي يُجرى استخدامه منذ أكثر من 40 عاما.
والمقاتلة الأمريكية هي الأحدث في العالم وتمتلك قدرات الطيران العمودي وتفادي الرادارات.
وأوضحت المصادر إن القوات المسلحة الألمانية تخطط لشراء ما يصل إلى 35 من المقاتلات الشبح.
ويبدو أن حكومة برلين أعادت التفكير وتراجعت في مخاوفها السابقة من أن شراء طائرات إف 35 يمكن أن يبطل خططا مشتركة مع فرنسا لصناعة طائرة مقاتلة أوروبية مشتركة "نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS).
وفي حالة الطائرة إف 35، تمت الإشارة مؤخرا إلى أن شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا يستخدمون الطائرة أيضا وأن "التأثيرات التآزرية" ستكون ممكنة خلال التشغيل.
وكانت الحكومة الحالية قد اتفقت على تغيير أسطول طائرات تورنادو في اتفاق الائتلاف الذي تم وضعه بعد الانتخابات العامة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي ضوء تقارير المعدات القديمة والمستنفدة منذ سنوات، فإن الجيش الألماني يقوم حاليا بتحديث معداته.
وتأتي الخطوة الألمانية في أعقاب تصريحات وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مليارات اليوروهات المقرر استثمارها في الجيش الألماني، ستجعله الأقوى في أوروبا.
وقال ليندنر في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة أوائل الشهر الجاري: "من مسؤوليتنا أن نجعل القوات المسلحة الأكثر فاعلية في أوروبا، أيضا من أجل حماية حلفائنا".
لكنه قال بوضوح "لا ينبغي استخدام هذه الإمكانات (أي قدرات الجيش) أبدا، ولكن يجب أن تكون بمثابة رادع".
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت قبل أيام، إنشاء صندوق خاص للاستثمارات في الجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو، ورفع ميزانية الدفاع السنوية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتحديث الجيش ومعداته بشكل كامل.
ورغم أن الطموح الألماني لإعادة بناء قواتها المسلحة يسبق الصراع بين روسيا وأوكرانيا لكن على ما يبدو تخشى برلين من خلل في ميزان القوى في القارة ما يدفعها لتعزيز قدراتها.
وخلال سنوات حكم الرئيس السابق دونالد ترامب ومواقفه المناهضة لحلف شمال الأطلسي تنامى شعور في أوروبا بضرورة الاعتماد على قدرات القارة في الدفاع وعدم الارتكان لدور الولايات المتحدة الأمريكية.