دبابات «ليوبارد 2».. فشل ألماني على الساحة الأوكرانية

في ضربة قاسية لسمعة الصناعة العسكرية الألمانية، تكشف تقارير سرية وتقييمات ميدانية عن فشل ذريع لدبابات "ليوبارد 2" في أوكرانيا.
وتظهر الوثائق، التي نُشرت تفاصيلها في وسائل إعلام ألمانية، أن هذه الدبابات - التي كانت تُعتبر رمزاً للقوة الأوروبية - تحوّلت إلى عبءٍ على كاهل القوات الأوكرانية بسبب تحديات تشغيلية وهيكلية جعلتها غير ملائمة لطبيعة الحرب الدائرة.
من "أمل عسكري" إلى "مصدر إحباط": تفاصيل الفشل التقني
وبحسب صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، أرسلت ألمانيا في مارس/آذار 2023 شحنة تضم 18 دبابة من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، بعد جدل داخلي حاد حول مدى جدوى إرسال أسلحة ثقيلة إلى ساحة معركة تعجّ بالتحديات.
لكن محضر اجتماع سري ضم الملحق العسكري الألماني في كييف ونحو 200 ضابط وجندي، كشف عن مشكلات جسيمة واجهت تلك الدبابات، أبرزها:
الهشاشة أمام طائرات الدرونز: كشفت الوثيقة أن التصميم القديم للدبابات يجعلها عرضة لهجمات الطائرات المسيرة، التي تستطيع اختراق دروعها الجانبية بسهولة نسبية، خاصة في المناطق المكشوفة.
صعوبة الإصلاح الميداني حيث تتطلب الدبابات المتضررة نقلها إلى مراكز إصلاح متخصصة في غرب أوكرانيا، بسبب تعقيد أنظمتها الإلكترونية والميكانيكية، ما يُخرجها من الخدمة لأسابيع.
الاعتماد على الدعم الجوي حيث أكد الخبراء أن الـ"ليوبارد 2" صُممت لتعمل في سيناريوهات تقليدية مع تفوق جوي، وهو ما تفتقر إليه أوكرانيا حالياً، مما يجعلها "هدفاً سهلاً" في المعارك المفتوحة.
"العدد القليل يُفاقم الكارثة": تحذيرات خبراء**
برزت مشكلة أخرى وفقاً لـسيرجي سومليني، المدير التنفيذي لمركز المبادرة الأوروبية للمرونة، تتمثل في قلة عدد الدبابات المُرسلة. فأوضح لصحيفة "التليغراف" البريطانية: "إذا تعطلت دبابتان فقط، فإن ذلك يعني خروج 10% من القوة الألمانية المُتبرع بها عن الخدمة لفترات طويلة"، مشيراً إلى أن روسيا تستخدم أسلوب "حرب الاستنزاف" الذي يفاقم هذه الأزمة.
وفي خضم هذه التطورات، أعاد فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (المعارض) والمرشح الأبرز لمنصب المستشارية، إثارة الجدل حول إرسال صواريخ "تاوروس" بعيدة المدى إلى أوكرانيا، قائلاً خلال مقابلة مع قناة ARD الألمانية: "الجيش الأوكراني بحاجة إلى أدوات للتحكم بميدان المعركة مسبقاً".
لكن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز ما زال يرفض هذه الخطوة، خشية تصعيد المواجهة مع روسيا.
من جهته، حذّر الكرملين من أن أي قرار أوروبي بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى سيكون "خطوة نحو الهاوية"، وفقاً لتعبير المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف، الذي قال: "بدلاً من البحث عن حلول سلمية، تختار الحكومات الأوروبية استفزاز موسكو".
مستقبل مُقلق: بين حرب الاستنزاف والسباق مع الزمن
تُظهر أزمة دبابات "ليوبارد 2" الإشكالية الكبرى في الدعم الغربي لأوكرانيا: فالكثير من الأسلحة المُرسلة – رغم تطورها – غير ملائمة لطبيعة الحرب الشرسة ضد تكتيكات روسيا الهجينة، التي تعتمد على الأعداد الهائلة من الدرونز والمدفعية.
كما أن البطء في اتخاذ القرارات السياسية – مثل جدل صواريخ "تاوروس" – يمنح موسكو ميزة استراتيجية في سباق الزمن الذي قد يُحدد مصير الصراع.