سيناريو الرعب.. مخاوف من انتقال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأوروبا

٤ أيام من التصعيد في الأراضي الفلسطينية كانت كفيلة بزرع القلق والخوف في العواصم الأوروبية من انتقال الصراع إلى القارة العجوز.

تلك المخاوف حركها مظاهرات شبه يومية في عواصم أوروبية للتضامن مع الفلسطينيين في معاناتهم، خرج عدد قليل من المشاركين فيها عن النص وهاجموا معابد أو رموزا يهودية.

ويتخوف مراقبون من انتقال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى ساحات وميادين المدن الأوروبية، خاصة في ظل وجود ملايين العرب واليهود في أوروبا.

ماذا حدث؟

كان أحدث الوقائع شهدتها ألمانيا، حيث حاول مجهولون في وقت متأخر مساء الخميس، حرق علم إسرائيل المرفوع أعلى مبنى بلدية نوردهاوزن في ولاية تورينغن وسط ألمانيا.

ووفق الشرطة الألمانية، فإن مجهولين ألقوا مقذوفات نارية على مبنى البلدية لكنها لم تصل للعلم، ولم تتسبب في أضرار مادية في المبنى، وفق صحيفة بيلد الألمانية.

وفي نفس اليوم، ألقى مجهولون الحجارة على نافذة شقة سكنية في ولاية ساكسونيا السفلى "شمال" بسبب تعليق صاحب المنزل علم إسرائيل في النافذة، ولم يصب أحد بأذى.

وفي وقت سابق، هاجم مجهولون بالحجارة كنيس يهودي في مدينة مانهايم الألمانية، بعد وقت قصير من مظاهرة طالبت بقتل اليهود أمام كنيس آخر في مدينة جيلسنكيرشن الألمانية أيضا.

وفي المقابل، أوقفت السلطات أمس، 3 شباب يحملون أسلحة اتضح فيما بعد أنها مزيفة، قرب مسجد في مدينة فرانكفورت، وسط ألمانيا.

وفي ميلان، قالت السلطات الإيطالية إن مظاهرة منددة بالضربات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في المدينة، رددت شعارات "معادية للسامية"، وحرقت علم إسرائيل.

حظر وإجراءات مشددة

ونتيجة للمخاوف من انتقال الصراع إلى القارة الأوروبية، اتخذت فرنسا وألمانيا قرارات بمنع أي مظاهرات ضد الضربات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وبطلب من وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، قررت شرطة باريس مساء الخميس، حظر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ومنددة باستخدام إسرائيل القوة، كانت مقررة غدا السبت.

فيما قالت الحكومة الألمانية في بيان اليوم الجمعة: "لن نسمح بالمظاهرات المعادية للسامية" المرتبطة بالوضع في الشرق الأوسط.

بدورها، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة "الهجمات والتجمعات المعادية للسامية" في ألمانيا، وفق بيان.

وأمنيا، شددت السلطات الألمانية إجراءات الأمن أمام المؤسسات اليهودية والمعابد في الأراضي الألمانية، ونشرت سيارات شرطة أمامها.

وفي ولاية برلين، قال وزير داخلية الولاية، أندرياس جيزل، اليوم الجمعة إن "الجالية اليهودية تشعر بالقلق بشكل مفهوم بشأن أمنها"، مضيفا: "تراقب سلطاتنا الأمنية التطورات في الشرق الأوسط وآثارها المحتملة على برلين"، وتعهد جيزل بتوفير "أفضل حماية ممكنة لليهود".