تحذيرات لألمانيا من خطورة عدم استعادة إرهابيي "داعش" بسوريا
مدير المركز الدولي لدراسات التطرف في برلين أكد أن ألمانيا ليس لديها خيار آخر وعليها استعادة رعاياها المنضمين لداعش
حذّر خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية الإثنين من خطورة عدم اضطلاع برلين بمسؤولياتها، واستعادة العناصر الإرهابية الألمانية في صفوف "داعش" والمحتجزين حالياً في سوريا.
وقال روبرت نويمان مدير المركز الدولي لدراسات التطرف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية لمجلة فوكس إن "ألمانيا ليس لديها خيار آخر"، مشيراً إلى أن "مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تقتضي استعادة مواطنيها المنضمين لداعش".
- بريطانيا تطالب بمحاكمة إرهابيي داعش الأجانب في سوريا
- برلين: من حق كل مقاتلي داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة
وتابع نويمان: "هناك خطر أمني كبير على ألمانيا في حالة أفرجت قوات سوريا الديمقراطية عن هؤلاء الإرهابيين كما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعادوا بشكل فردي وبحرية إلى بلادهم".
وأضاف: "بعد عودة هؤلاء بهذه الطريقة بدون رقابة من السلطات سينشطون ويهددون الأمن في ألمانيا"، مطالباً برلين بتسلم مواطنيها وإعادتهم إلى البلاد لمحاكمتهم أمام محاكمها بما يقلل المخاطر بشكل كبير.
ووفقاً لمدير المركز الدولي لدراسات التطرف، فإن السلطات تقدر عدد الألمان المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية وأسرهم بـ 100 شخص.
نويمان أضاف: "لطالما طالبت برلين بلداناً في الشرق الأوسط باستعادة رعاياها المتورطين في قضايا تطرف في ألمانيا"، لكن بات من الضروري استعادة هؤلاء الإرهابيين المحتجزين.
بدورها، قالت صوفيا كولر الخبيرة في شؤون الإرهاب بالمجلس الألماني للشؤون الخارجية (مؤسسة بحثية خاصة) إن "عودة إرهابيي داعش بشكل منفرد، وبعيدا عن أعين السلطات الألمانية سيمثل خطرا أمنيا كبيرا على البلاد".
لكن كولر لفتت إلى صعوبة عملية استعادة الإرهابيين من الناحية الإجرائية، قائلة: "لا نمتلك وجودا دبلوماسيا في شمال سوريا، ولذلك سيكون من الصعب على السلطات الألمانية إجراء الاختبارات اللازمة لإثبات جنسية المحتجزين هناك".
كان ترامب طالب في تغريدة على "تويتر" السبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بـ"استعادة أكثر من 800 من مسلحي داعش الذين تم أسرهم في سوريا وتقديمهم للمحاكمة"، مهددا بأن واشنطن ستضطر إلى إطلاق سراحهم في حالة عدم استردادهم.
وأضاف: "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى إرهابيي داعش وهم يتغلغلون في أوروبا، حيث من المتوقع أن يتوجهوا".
ورد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على تصريحات ترامب بقوله في تصريحات متلفزة مساء الأحد: "سيكون من الصعب للغاية تنفيذ ذلك.. عودة هؤلاء ستكون ممكنة فقط إذا ضمنا أن يمثلوا أمام القضاء فور عودتهم ويكونوا رهن الاحتجاز".
الوزير الألماني أضاف: "بالطبع يحق لكل شخص يحمل الجنسية الألمانية أن يعود لبلاده في أي وقت؛ لكن لا يوجد في سوريا وسيلة للتحقق من ذلك في الوقت الحالي، لذلك سنقرر مع الفرنسيين والبريطانيين ما يمكننا فعله في هذا الأمر".
يذكر أن السلطات الكردية المحلية في سوريا ترفض محاكمة إرهابيي داعش الأجانب المحتجزين لديها، وتطالب بإرسالهم إلى دولهم، بينما تبدي الدول الغربية تردداً إزاء استعادتهم خوفا من رد فعل سلبي من الرأي العام فيها.
كانت بريطانيا شددت الإثنين على ضرورة محاكمة المسلحين الأجانب في تنظيم داعش الإرهابي في المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم، رافضة دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول الأوروبية بإعادة مواطنيها.
aXA6IDE4LjE4OS4xODYuMjQ3IA== جزيرة ام اند امز