ميرتس وحكم ألمانيا.. «ماغا» جديدة تواجه عقبات جمة
يطلق المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية، التعهدات بإعادة ألمانيا إلى مجدها، لكن التحديات يمكن أن تقوض طموحه.
ويقوم فريدريك ميرتس، المحتمل أن يكون المستشار القادم لألمانيا، بحملته الانتخابية على أساس نسخته الخاصة من "الماغا" (شعار حملة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، متعهداً باستعادة شعور بلاده المفقود بالعظمة في أوقات غير آمنة بشكل كبير.
ولكن نظرًا للتحديات العالمية الهائلة التي تواجهها ألمانيا الآن، من التدهور الصناعي إلى الحرب في أوروبا، قد يجد ميرتس نفسه عاجزًا فعليًا عن تحقيق رؤيته لاستعادة النمو الاقتصادي والشعور بالأمن.
وقال ميرتس في رسالة مصورة بعد إعلان ترشيحه لمنصب المستشار في وقت سابق من هذا العام: "يجب على أوروبا والعالم أن ينظروا إلى ألمانيا مرة أخرى بإعجاب وليس بحيرة".
وأضاف: "سأضع كل قوتي" في بناء "ألمانيا التي يمكن أن نفخر بها مرة أخرى".
ويبدو أن ميرتس وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي يتزعمه يستعدان لتولي السلطة في غضون أشهر بعد انهيار ائتلاف الأحزاب الثلاثة ذات الميول اليسارية في ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 23 فبراير/شباط، يتقدم المحافظون الألمان بفارق كبير في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد 32%.
وهذا يضع ميرتس، وهو محامي شركات يبلغ من العمر 69 عامًا، على أعتاب تحقيق حلمه القديم بأن يصبح مستشارًا للبلاد.
ومع ذلك، لم يكن يتخيل أن حلمه سيتحقق في وقتٍ محفوف بالمخاطر بالنسبة لأوروبا - ولألمانيا على وجه الخصوص. فالبلاد تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية مزعجة في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي مجموعة من الصعوبات الخاصة به - من بينها تهديد أزمة ديون جديدة منبثقة من فرنسا؛ واليمين المتطرف الصاعد؛ وعمليات التخريب والنفوذ الروسية؛ والحرب المتصاعدة في أوكرانيا، وفق مجلة بوليتيكو الأمريكية.
ومع تعثر المحرك الاقتصادي لألمانيا وتصدع سياستها بشكل متزايد بسبب صعود الأحزاب المتطرفة، تفتقر برلين ببساطة إلى القوة اللازمة لقيادة أوروبا للخروج من المأزق.
الأعمدة تتداعى
وتكمن المشكلة بالنسبة لميرتس في أنه على الرغم من طموحه واحتمال حصوله على تفويض واضح للحكم، فإن ألمانيا الآن معرضة بشكل فريد للأحداث العالمية الخارجة عن السيطرة المباشرة لأي زعيم وطني.
ووفق بوليتيكو، لقد اعتمد أمن البلاد وازدهارها لعقود من الزمن على 3 ركائز: ضمانة دفاعية أمريكية؛ وتجارة دولية غير مقيدة تقريباً، مما سمح لاقتصادها الموجه للتصدير بالازدهار؛ وطاقة رخيصة من روسيا لتعزيز الصناعة الألمانية.
وبينما يستعد ميرتس لتولي مقاليد الحكم ويتعهد بقيادة ألمانيا في اتجاه جديد جذريًا، تفتقر البلاد إلى رؤية شاملة لاستبدال تلك الركائز التي عفا عليها الزمن.
أهداف وعقبات
في المقابل، حدد ميرتس رؤية محافظة لكيفية حكمه، ويخطط لخفض مزايا الرعاية الاجتماعية، وخفض عدد طالبي اللجوء القادمين إلى ألمانيا بشكل حاد، وخفض اللوائح لتحفيز المزيد من الاستثمارات الخاصة، وجعل الإنفاق العسكري أولوية أعلى في الميزانية مع الحفاظ على الانضباط المالي.
ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه السياسات، حتى لو تحققت، ستكفي لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهها ألمانيا الآن، وفق بوليتيكو.
لا يزال ميرتس يصر على أن ألمانيا قادرة على الازدهار على الرغم من التحديات العالمية.
وقال لمجلة "شتيرن" الألمانية: "علينا أن نتحول من قوة وسطى نائمة إلى قوة وسطى رائدة مرة أخرى".
ولكن مع عودة العالم إلى تنافس القوى العظمى ومعاناة أوروبا من ضعف سياسي واقتصادي أوسع، فإن مصير ألمانيا كقوة وسطى قد يعتمد إلى حد
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز