«زيارة انتخابية».. «مستشار السلام» يغازل الألمان من كييف
بشكل مفاجئ حل المستشار أولاف شولتز في كييف، حاملا حقيبة جديدة أكبر حجما، عوضا عن حقيبته الجلدية الشهيرة، ضمن حملة إعادة بناء الصورة.
المستشار الساعي لولاية ثانية رغم وضعه الصعب مقارنة بالاتحاد المسيحي المحافظ (30%) من نوايا التصويت، يحاول إعادة بناء صورته كـ"مستشار قوي يسعى للسلام"، على أمل تكرار ما فعله في انتخابات 2021.
اليوم الإثنين، الساعة 7:26 صباحا، وصل القطار الخاص إلى محطة كييف، وعلى متنه المستشار أولاف شولتز، في زيارة مفاجئة وغير معلنة مسبقا، لمقابلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
إنها زيارة شولتز الثانية فقط منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، كانت المرة الأولى التي جاء فيها إلى كييف في يونيو/حزيران 2022.
واليوم، بعد ما يقرب من عامين ونصف، عاد المستشار إلى المدينة التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة.
حزمة دعم
وبمجرد وصوله، قال أولاف شولتز الذي كان مؤمّنا من قبل حراس مدججين بالسلاح "تدافع أوكرانيا عن نفسها ببطولة ضد الحرب العدوانية الروسية التي لا ترحم، منذ أكثر من 1000 يوم".
وأعلن المستشار الألماني أن بلاده ستقدم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 650 مليون يورو، مضيفا "ألمانيا ستبقى الداعم الرئيسي لأوكرانيا في أوروبا.. نحن نقول ما نفعل.. ونحن نفعل ما نقول".
وقبل 83 يوما من انتخابات البوندستاغ "البرلمان"، يريد شولتز بطبيعة الحال إرسال إشارة واضحة: أنا المستشار، وأنا أقود المفاوضات في العالم.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولوه أن الرحلة كان مخططا لها قبل وقت طويل من انهيار الحكومة التي يقودها شولتز وتضم 3 أحزاب، قبل أسابيع.
ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن هدف الزيارة هو الاستماع إلى تقييم الرئيس زيلينسكي للوضع في حوار سري للغاية، وما هو مستعد هو وبلده للقيام به.
إذ أكد شولتز مرارا وتكرارا "لا ينبغي أن يتقرر أي شيء فوق رؤوس الأوكرانيين".
مستشار السلام
شولتز الذي أجرى محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، لأول مرة منذ عامين، ويحاول طرح نفسه كـ"مستشار السلام"، يريد أن يكون صوت أوكرانيا، إذ ما بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مفاوضات بشأن إنهاء الحرب.
ويدعم شولتز موقفه كـ"مستشار السلام"، برفض تسليم كييف صواريخ بعيدة المدى (صواريخ توروس) قادرة على ضرب أهداف في روسيا، رغم أن حلفاءه الرئيسيين، خاصة واشنطن ولندن اتخذتا الخطوة الشهر الماضي.
ولكن هناك مشكلة: يجب أن يكون ترامب مستعدا للتنسيق مع شولتز، وهو مستشار دون أغلبية ينتظر انتخابات جديدة.
ووفق "بيلد" فإن المكالمة الهاتفية الأولى بين ترامب وشولتز بعيد انتخاب الأول، سارت بشكل جيد نسبيا، ولكن ترامب معروف بتغييرات مفاجئة في مساره.
ويبدو أن استراتيجية شولتز في الملف الأوكراني بدأت تحدث صدى في البلاد، إذ كسر حزبه الاشتراكي الديمقراطي موجة التراجع الكارثية المستمرة منذ أشهر في استطلاعات الرأي، وبدأ يعكس المسار، متقدما بنقطة إلى 15% من نوايا التصويت، مقارنة بـ14% الأسبوع الماضي، فيما زادت نسبة تأييد الألمان لشولتز كمستشار بمعدل 7 نقاط.
ويحاول شولتز تكرار ما فعله في انتخابات 2021، حين كان حزبه متخلفا بفارق مريح عن الاتحاد المسيحي قبل 3 أشهر من الانتخابات، لكنه نجح في بناء زخم قوي، وقلب الوضع، والفوز في النهاية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز