ألمانيا غارقة في «التسريب».. البرلمان يفتش عن متهم
يبدو أن مبدأ سرية المعلومات التي تمس الأمن القومي، يواجه وقتا صعبا في ألمانيا، سواء من أجهزة الاستخبارات الخارجية أو الصحف المحلية.
وفي أحدث حلقات التسريب، طالب المستشار الألماني أولاف شولتز بتوضيح ملابسات نشر تفاصيل من المناقشات السرية التي جرت داخل لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني حول قضية صواريخ تاوروس الموجهة.
وقال شولتز في تصريحات بمطار برلين-براندنبورغ اليوم السبت: "إفشاء الأسرار أمر لا يجب أن يحدث". وأضاف: "لذلك فمن الصواب دائما، وأيضا في هذه الحالة، أن يتم التحقيق في الأمر".
يأتي ذلك على خلفية نشر بوابة "تي-أونلاين" الإخبارية الشهيرة، تقريرا تناول الجزء السري من الجلسة الخاصة للجنة الدفاع في البرلمان الألماني.
ووفقا للتقرير، تحدث المفتش العام للجيش الألماني (رئيس الأركان) كارستن بروير في الجلسة يوم الإثنين الماضي، عن الإجراءات التقنية والتشغيلية لتوجيه صواريخ تاوروس نحو أهدافها.
وأضاف التقرير أن الجلسة تناولت أيضا تداعيات تسليم هذه الصواريخ إلى أوكرانيا على أمن ألمانيا.
يذكر أن أوكرانيا تطالب ألمانيا منذ شهور بتسليمها هذه الصواريخ بعيدة المدى لتدافع بها عن نفسها.
وكانت رئيسة لجنة الدفاع ماري-أجنيس شتراك-تسيمرمان، أعلنت اعتزامها إخطار الادعاء العام بسبب واقعة نشر الجزء السري من الجلسة.
وقالت السياسية المنتمية إلى الحزب الديمقراطي الحر في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية الصادرة أمس الجمعة، إنها أخطرت رئيسة البرلمان بيربل باس بالواقعة على الفور.
وأضافت شتراك-تسيمرمان "كشف معلومات من جلسة سرية هو أمر غير مقبول. نأمل في أن نتمكن من تحديد الشخص المعني ومعاقبته على ذلك".
وهذه ليست أول واقعة تسريب معلومات حساسة في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة، إذ نشرت قناة روسية تسجيلا لاجتماع بين قادة الجيش الألماني، حول تسليم صواريخ تاوروس لأوكرانيا.
وفي هذه المحادثة، تحدث المشاركون عن فرضية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ تاوروس الألمانية البعيدة المدى لتأثيرها المحتمل، لا سيما إذا استهدفت أهدافا مثل جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة مع الأراضي الروسية.
وأجرت وزارة الدفاع الألمانية تحقيقا في احتمال التنصت على مناقشات سرية بين ضباط رفيعي المستوى في قواتها الجوية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وكانت الحكومة الأوكرانية قد طلبت رسميا من الحكومة الاتحادية ببرلين صواريخ "تاوروس" يصل مداها إلى 500 كيلومتر وذات دقة عالية في مايو/أيار الماضي، حتى تتمكن من ضرب أهداف عسكرية روسية بعيدة عن خط المواجهة.
وقرر المستشار الألماني أولاف شولتز في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي عدم توريد هذه النوعية من الصواريخ إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، إذ هناك مخاوف من إمكانية إصابة الأراضي الروسية أيضا بهذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر.