«مركز هامبورغ» وحزب الله.. علاقة خفية يقطعها «الحظر»
علاقة خفية بين المركز الإسلامي في هامبورغ وحزب الله اللبناني، شملت تردد عناصر الأخير على المركز وروابط شخصية أخرى، أثبتتها ألمانيا.
وقالت وزارة الداخلية في حيثيات حظر المركز الإسلامي في هامبورغ، "تُظهر مجموعة واسعة من أنشطة المركز الإسلامي أنه يدعم ويعزز البعد العسكري - السياسي لما يسمى محور المقاومة، ولا سيما التحالف مع منظمة ”حزب الله“ الإرهابية. ويتم ذلك بمعرفة تامة بأيديولوجية حزب الله وأهدافه".
وتابعت "وعلى الرغم من حظر حزب الله من العمل في ألمانيا كمنظمة إرهابية في عام 2020، إلا أن المركز الإسلامي يواصل دعم حزب الله والترويج له".
وكانت برلين طُردت نائب رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ، ملا سيد سليمان موسويفر، عام 2022 بسبب قربه من منظمة حزب الله الإرهابية المحظورة في البلاد.
30 شخصا
وفي هامبورغ، تراقب السلطات الأمنية في هامبورغ حوالي 30 من أنصار حزب الله الذين يترددون على المركز الإسلامي في هامبورغ، من بين أماكن أخرى، وفق صحيفة دي فيلت الألمانية.
وفي العام الماضي، دفع مكتب المدعي العام الاتحادي إلى اتخاذ إجراءات ضد أنصار ”حزب الله“ في نفس الوقت الذي تم فيه تفتيش المركز الإسلامي في هامبورغ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للاشتباه في ارتباطهم بالمليشيات اللبنانية.
ووفقًا لتقديرات مكتب حماية الدستور الواردة في تقرير فرع هامبورغ مؤخرا، واطلعت عليها "العين الإخبارية"، يوجد حاليًا حوالي 30 جمعية ثقافية ودينية معروفة في ألمانيا يجتمع فيها بانتظام جمهور قريب من حزب الله وفكره.
ومنذ حظر حزب الله على مستوى ألمانيا في عام 2020، اقتصرت أنشطة هذه الجمعيات على الاجتماعات الداخلية والفعاليات النقاشية والاحتفالات الدينية مثل شهر رمضان أو عاشوراء.
وفي علامة على رصد علاقة قوية بين المركز الإسلامي وحزب الله، قال السياسي المختص بالشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، نيلس شميد لإذاعة ”دويتشلاند فونك“ إن حظر المركز قطع مصدرًا رئيسيًا لتمويل حزب الله.
وكان المركز الإسلامي في هامبورغ يخضع للمراقبة من قبل مكتب حماية الدستور لأكثر من 30 عاماً. وكان الحظر قيد النظر منذ عام ونصف العام.
وقبل أسابيع، قدم حزب البديل لأجل ألمانيا، مشروع قرار للبرلمان، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، جاء فيه أن "أحد الأجهزة الأمنية في هامبورغ تمكن من إثبات صلة المركز الإسلامي بمنظمة حزب الله الإرهابية اللبنانية المحظورة"، دون ذكر تفاصيل.
وفي وقت مبكر صباح الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في بيان رسمي، حظر المركز الإسلامي في هامبورغ والمؤسسات التابعة له في الأراضي الألمانية.
بالتزامن مع ذلك، تحركت الشرطة بفرقة كبيرة إلى مسجد "الإمام علي" في منطقة ألستر في هامبورغ، الذي يديره المركز الإسلامي في هامبورغ، إثر تصنيفه "متطرفا"، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
"دعم مثبت"
فيما قالت وزيرة الداخلية نانسي فيسر، اليوم: ”لقد حظرنا المركز الإسلامي في هامبورغ الذي ينشر أيديولوجية إسلامية شمولية في ألمانيا. (...) بالإضافة إلى ذلك، فإن المركز ومنظماته الفرعية "يدعم إرهابيي حزب الله، وينشر معاداة السامية العدوانية".
وتابعت أن التحقيقات التي أجريت منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني "أثبتت الشكوك الخطيرة" إلى الحد الذي "دفعنا إلى إصدار قرار الحظر اليوم. وبذلك نكون قد وضعنا حدًا لأنشطة هؤلاء الإسلاميين"، مضيفة "هذه خطوة أخرى جديدة ضد التطرف الإسلامي".
وبعد حظر المركز الإسلامي في هامبورغ اليوم، وحظر حزب الله في ألمانيا قبل سنوات، قطعت السلطات الألمانية خيط رفيع ربط الطرفين، وأنشطة دارت في الخفاء لفترة طويلة، وفق مراقبين.
ووفق حيثيات الحظر التي أوردتها وزارة الداخلية الألمانية، واطلعت عليها "العين الإخبارية"، فإن المركز الإسلامي في هامبورغ "جمعية هدفها وأنشطتها موجهة ضد النظام الدستوري والقانون الأساسي (الدستور) وضد فكرة التفاهم الدولي. كما أنها تتعارض مع القانون الجنائي والتزامات جمهورية ألمانيا الاتحادية بموجب القانون الدولي".
وتابعت "علاوة على ذلك، فإنها تروج لمساعٍ خارج أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية لا تتفق أهدافها أو وسائلها مع القيم الأساسية لنظام الدولة الذي يحترم كرامة الإنسان".
وبوصفه ممثلاً مباشراً لـ ”القائد الثوري“ (تقصد المرشد الأعلى) الإيراني، ينشر المركز الإسلامي في جمهورية ألمانيا الاتحادية، أيديولوجية ما يسمى بـ ”الثورة الإسلامية“ بطريقة عدوانية ويريد أيضاً تحقيقها.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز