أثبتت حكومات دول الخليج العربي وشعوبها أنها على قدر عال المسؤولية والتقيد والوعي والاستعداد الصحي
بعد مرور أكثر من 3 أشهر على الإغلاق، و6 أشهر منذ انتشار فيروس كورنا المستجد ها هي الحياة تعود شيئاً فشيئاً إلى طبيعتها، الأسواق تفتتح، الأعمال تستكمل بسلاسة، الموظفون يطلون من مكاتبهم مرة أخرى بعد انقطاع لم يشهدوا له مثيلا قبل هذه الجائحة، والشوارع تعود للازدحام، المواصلات العامة والحدائق والأندية الرياضية، أنشطة تعود بالتدريج مع استقرار أعداد الإصابات وارتفاع أعداد المتعافين في دول الخليج العربي بشكل واضح.
قد أثبتت حكومات دول الخليج العربي وشعوبها أنها على قدر عال المسؤولية والتقيد والوعي.
وقد جاءت هذه القرارات بشكل حكيم ومتأن بعد مضي فترة من دراسة الانتشار بحيث تراعي جميع مفاصل الاقتصاد والصحة والتجارة في ظل الظروف التي يعاني منها العالم جراء الجائحة، من دون التركيز على أي جانب على حساب جوانب أخرى، حيث أن الآثار الاقتصادية والنفسية لا تقل عن تلك الصحية من حيث الخطورة، ما يحتم الاستجابة الواعية بالوقاية ومساعدة أنفسنا والجهات المختصة بالتفاعل الإيجابي عن طريق الالتزام بكافة المعايير التي وضعتها تلك الجهات، وذلك بتطبيق التباعد الاجتماعي والتعقيم والنظافة الشخصية والحفاظ على مسافة آمنة كشروط أساسية للعودة إلى الحياة اليومية، حيث يتشارك المواطن والمقيم مع الحكومات المسؤولية في مكافحة هذا المرض بما يساعد في تقليل الآثار السلبية والتداعيات لهذه الظروف الاستثنائية خلال هذه فترة الأزمة الصحية.
وقد أثبتت حكومات دول الخليج العربي وشعوبها أنها على قدر عال المسؤولية والتقيد والوعي والاستعداد الصحي من حيث البنية التحتية، والرغبة الصادقة في مساعدة أبنائها وجميع العاملين والمقيمين على أرضها، وتجاوز كافة الأزمات بتحقيق التوازن المنشود، من دون تفريط في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة.
ومع مرور فترة الثلاثة أشهر، تعلم الناس عادات صحية كفيلة بمنع الفيروس من الانتشار وفهموا كيف يمكن أن يحموا أنفسهم عبر التباعد الجسدي والاشتراطات الصحية التي تضمن للفرد السلامة والأمان، في المقابل تعلم الأطباء وتعرفوا أكثر إلى المرض ومضاعفاته وكيفية القضاء عليه، نعم لم يكتشف اللقاح بعد، لكن الفترة كانت كافية لدرء الخطر، وربما الاقتراب أكثر من لقاح منتظر.
في الختام فإن هذا الوباء الذي ظهر مفاجئاً قد ألقى بظلاله على حياة رجل الشارع العادي كما هو رجل الأعمال والمليونير، وعدم المبالاة والتهاون ستكون له آثار سلبية فيما لو انتشر المرض حيث راهنت الدول التي فتحت على مدى الوعي، لدى جميع أفرد الشعب لصناعة الفارق، باتخاذ الأسباب الموجبة للتحرك السريع نحو توفير الظروف الملائمة والأجواء المناسبة لكسب المواجهة التي يتشارك فيها العالم أجمع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة