أغرته أوروبا فحكم شعبه بطريقة غريبة.. قصة ملك "أونلاين"
قد تدرس أو تعمل عن بُعد، لكن هل سمعت بملك يحكم قبيلته عن بُعد؟ هل بلغك خبر "الملك أونلاين"؟
نعم هي حقيقة من صميم الواقع وليست أحداثا ضمن فيلم سينمائي، فهناك في غانا، تقطن قبيلة "هو هو" التي يحكمها ملك يدعى سيفاس بنساه.
ولكن الملك لم يكن ذلك الحاكم بكل ما يمكن للصورة أن تحشده في المخيلة من لباس وتاج وكرسي ذهبي ضخم، بل كان في عالم آخر ميكانيكيا يعيش حياة عادية خالية من كل تلك الاكسسوارات.
قصة أغرب من الخيال، ذلك أن سيفاس اختار معادلة حياة صعبة، فهو غاني يعمل في مجال ميكانيك السيارات والآلات الزراعية بألمانيا، وفي الآن نفسه يدير شؤون قبيلته في الضفة الأخرى من العالم.
القصة
كان شابا عاديا في القارة العجوز، لكنه في ما وراء البحار كان وريثا لحكم قبائل "هو هو" بعد وفاة جده، استقطبته حياة أوروبا فقرر الاستقرار فيها، ولكنه لم يهمل أيضا واجباته كملك، لكن عن بعد.
في عام 1970، ذهب للدراسة في ألمانيا، واستقر هناك إلى أن توفي جده في عام 1987، ليجد نفسه بعد ذلك حاكما لقبيلة تضم أكثر من 300 ألف نسمة لكونه الوريث الشرعي للحكم، وكان عليه العودة للديار.
لكنه لم يكن يريد ذلك، كان سعيدا في حياته بألمانيا، خصوصا أنه حصل على درجة الماجستير في ميكانيك السيارات والآلات الزراعية ويدير ورشة في فرانكفورت.
وفي نفس الوقت كان عليه مباشرة مهامه الجديدة، فكر مليا ثم توصل إلى أنه بإمكانه التوصل لمعادلة عادلة بين واجباته وحياته.
في البداية، أي قبل ظهور وسائل التواصل الحديثة، كان يستخدم الهاتف الأرضي ليتواصل بشكل منتظم مع قبيلته في غانا، كما كان يجري زيارات لبلده الأصلي لبضع مرات في السنة.
ومع مرور السنوات وظهور تطبيقات التواصل عبر الإنترنت، بدأ يتواصل بشكل أكبر مع قبيلته، وكان يدير شؤونها بسلاسة لافتة، وفي الواقع فإن الغرابة لم تكن تكمن في الحكم عن بعد، ولكن الأغرب هو أن شعبه تقبل هذا الأمر بصدر رحب.
اختار سيفاس أن يكون بعيدا على بلده وعن كرسي الحكم الذى يشغله ليعمل ميكانيكيا فى ألمانيا، ولم تكن المسافة حاجزا بوجه مشاريع كثيرة أقامها، بينها تجهيز مستشفى القبيلة، وتأسيس منظمة غير ربحية لجمع الأموال لشعبه، كما عمل على إرسال مضخات مياه وأنابيب إلى غانا.