لقاء الظلام.. الغنوشي يجتمع سرا بوفد السراج لملتقى الحوار الليبي
التقى زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي أعضاء من وفد حكومة فايز السراج في اجتماع أحيط بالسرية في منزله بضواحي العاصمة تونس.
وأوضحت مصادر، رفضت الكشف عن هويتها، أنه قبيل الحوار الذي انتظم يوم أمس الإثنين برعاية أممية عقد في منزل الغنوشي الموجود في ضواحي العاصمة التونسية اجتماع سري جمع جزءا من الوفد وحضره أيضا المكلف بالشؤون الخارجية في حزب النهضة رفيق عبد السلام.
ويرى العديد من المتابعين في التحرك الغنوشي محاولة لإفشال عملية السلام في ليبيا، وضربا لأسس التعايش السلمي خدمة للإملاءات التركية.
وتنخرط أنقرة في الصراع الليبي بدعم مليشيات إرهابية تسيطر على العاصمة طرابلس وطمعا في موارد البلد الغني بالنفط، بحسب طيف واسع من المراقبين.
وتوصل فرقاء ليبيا الشهر الماضي لاتفاق برعاية أممية تضمن إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد في ضربة للأطماع التركية التي ينتشر جنودها ومرتزقتها غرب البلاد.
وقال محمد بوعود الكاتب التونسي المختص في الشؤون العربية إنه قبل انطلاق الحوار الليبي الليبي في مرحلته الحالية بتونس، جاءت الإشارة من أنقرة، حيث قال الرئيس رجب طيب أردوغان حسب تسريبات الصحف التركية إنه ينوي القيام بزيارة إلى طرابلس في الأيام القليلة القادمة.
وأضاف بوعود أن الرئيس التركي ينظر بحذر إلى ما ستسفر عنه مفاوضات تونس بين الفرقاء الليبيين والتي يرى كثيرون أنها تؤدي إلى توافقات قد تضع حدا ولو بشكل نسبي لنفوذ تركيا في الغرب الليبي.
ولاحظ بوعود بأن وزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يدين بالولاء التام لأردوغان ويُعتبر ذراعه في الغرب الليبي، استبق الحوار واتخذ من جانب واحد قرارا بإغلاق النقطة الحدودية الرئيسية مع تونس، بوابة "راس جدير" بدعوى عدم رضاه على البروتوكول الصحي الذي اتخذه الجانب التونسي للدخول والخروج.
وأكد أن النية الحقيقية هي الضغط على تونس قبيل الحوار، والدفع باتجاه احتجاجات في بنقردان أو تطاوين أو غيرها، تربك الحكومة التونسية وتؤثر على دورها في الحوار الليبي.
وانعكس الرفض الإخواني في تونس للحوار الليبي عبر هجوم من كوادره على شبكات التواصل الاجتماعي وفي تصريحاتهم المبطنة.
وعلى ما يبدو فإن لقاء تونس ليس محل ترحيب لدى الأطراف الإخوانية التي هاجم بعضها الحوار، وشكك فيه البعض الآخر، خاصة وأن تركيا لم تبلور موقفا واضحا، ربما في انتظار أن يتأكد أردوغان مدى تأثير الحوار على مصالحه، خلال زيارته المرتقبة إلى طرابلس.
وتابع المحلل قائلا "إن قيادات الإخوان نشطت وخصوصا قادة المليشيات المسيطرة على طرابلس في الإدلاء بالتصريحات التي تمسّ من الحوار".
وأوضح في هذا الجانب أن أي حل سلمي للمسألة الليبية يعني تفكيك المليشيات وتوحيد السلاح بيد الدولة، وهو ما يزعج المجمعات الإرهابية المنتشرة من طرابلس إلى مصراتة.
وهو الشأن الذي أكد عليه الرئيس التونسي قيس سعيد في افتتاح الملتقى، حيث دعا إلى ضرورة المحافظة على وحدة ليبيا أمام مخاطر التقسيم والعمل على تفكيك الدوائر الخارجة للدولة في إشارة إلى المليشيات الحاملة للسلاح.
وأمام مجموعة الملابسات المحيطة بالحوار، يبقى الملف الليبي محل ترقب من عديد الأطراف الدولية على أمل التوصل إلى اتفاق يحقن الدماء ويحقق الاستقرار المطلوب.