تشييع جثمان طفلة من مدرستها يشعل الغضب في تونس (فيديو)
أثار تشييع جثمان الطفلة هديل المرزوقي، ابنة الـ9 سنوات من مدرستها بمحافظة سيدي بوزيد، وسط تونس، أمام زملائها التلاميذ، غضبا واسعا.
وتوفيت هديل، ابنة شهيد الحرس (الدرك) الوطني، الوكيل أول محمد المرزوقي، الذي استشهد في عمليّة "سيدي علي بن عون الإرهابيّة" صحبة رفاقه شهداء الوطن سنة 2013 زمن حكم الإخوان، بسكتة قلبية أثناء وجودها في مدرستها الابتدائيّة بشارع الجمهوريّة في محافظة سيدي بوزيد.
وجرى تشييع جثمان الطالبة من مدرستها أمام أعين التلاميذ القصّر وبحضور عدد غفير منهم، وهو الأمر الذي استنكرته بشدة وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، وكذلك وزارة التربية في تونس، باعتباره فعلا غير مسؤول، وله انعكاسات سلبية بالغة على سلامة الصحّة النفسيّة للأطفال.
وأعلنت الوزارتان في بيان لهما، أنه تقرّر دعوة الهياكل المحلية للوزارتين بمحافظة سيدي بوزيد إلى التسخير الفوريّ لفريق من الأخصائيين للتعهّد بالأطفال نفسيّا، إضافة إلى فتح تحقيق إداري مشترك بين الوزارتين لتحديد المسؤوليّات عن تنظيم موكب التأبين بساحة المدرسة الابتدائيّة بحضور الأطفال.
وأكدت الوزارتان ضرورة الرجوع المسبق للهياكل الرسميّة المعنيّة بالطفولة والالتزام بالممارسات التربويّة الجيّدة الضامنة للتوازن النفسي للطفل ولتحقيق مصلحته الفضلى والنأي بالأطفال عن المشاعر العدميّة والسلبيّة.
فيديو صادم
فيديو إحضار جثمان هديل المرزوقي إلى المدرسة أثار امتعاض التونسيين ووصفوه بالفضيحة لشدة تأثيره على سيكولوجيا الأطفال.
وعبر الناشط السياسي خليل قنطارة عن استغرابه من نقل جثمان الطفلة إلى المدرسة.
وقال في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك: "أولا ألف رحمة وألف سلام على روح هديل المرزوقي البنت الصغيرة التي توفيت بسكتة قلبية في القسم"، موضحا أن "موتها خلف وجعا في قلوب الجميع لأنها طفلة في مقتبل العمر، وكبرت وترعرعت يتيمة دون أبيها الذي استشهد في سبيل وطنه".
وتابع: "لكن نقل جثمان الفقيدة ووضعه في وسط ساحة المدرسة لتأبينها وسط تجمع لتلاميذ صغار أعمارهم بين الـ6 و11 عاما، والمعلمون يبكونها، غير مقبول ومرفوض. وأكد أن هذا الأمر يمثل صدمة للأطفال ستتواصل معهم إلى مدى الحياة.
بدورها، قالت الشاعرة هدى الحاجي إن إحضار جثمان التلميذة هديل مرزوقي وتأبينها في ساحة المدرسة على مرأى من زملائها التلاميذ الصغار الذين تعرضوا لصدمة وفاتها بينهم، سيضيف إلى نفوسهم الهشة الصغيرة صدمة جديدة.
وتابعت في تدوينة عبر صفحتها بموقع فيسبوك: "أين وزارة التربية من كل هذا العبث بجثمان الفقيدة الذي يقوم به إطار تربوي من المفروض أنه متخصص في سيكولوجية الأطفال. هؤلاء الأطفال الصغار ستتحول المدرسة في أذهانهم إلى مكان مفزع.