قوات GIS الضاربة.. «صقور» المخابرات المصرية

هم رجال الظل، أثرهم حاضر في كل مكان دون أن تراهم، سرعتهم حاسمة وضرباتهم خاطفة، يؤمنون الشخصيات البارزة ويترصدون الإرهابيين ويقضون على معاقلهم.
إنها قوات G.I.S الدرع السري لجهاز المخابرات العامة في مصر، والتي تخطف الأنظار لدى ظهورها "النادر" في المهمات التي تحمل مستوى عالي الخطورة والحساسية.
بدأ الحديث عن هذه القوات يتصاعد خلال هذه الأيام مع ظهورها في تأمين الوفود المشاركة في المفاوضات الجارية حاليا في منتجع شرم الشيخ بسيناء، حيث يوجد ممثلون عن حركة حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا.
وكانت الصورة اللافتة تلك التي التقطت لأحد عناصر قوات G.I.S وهو يقف خلف رئيس وفد حماس المفاوض، خليل الحيّة، الذي نجا الشهر الماضي من هجوم إسرائيلي استهدفه في العاصمة القطرية الدوحة.
ما هي قوات G.I.S المصرية؟
قوات G.I.S المصرية هي اختصار لعبارة General Intelligence Service، أي جهاز المخابرات العامة المصرية، ولكن يستخدم المصطلح أحيانا، لا سيما في السياقات الأمنية والإعلامية، للإشارة إلى وحدات النخبة الخاصة التابعة للجهاز، وهي قوات مكافحة الإرهاب والتدخل السريع التي تعمل تحت إشراف المخابرات العامة.
وفي السياق العسكري والأمني الدقيق، فإن قوات G.I.S تعد من أكثر التشكيلات المصرية سرية واحترافا، وتوصف بأنها نظير قوات العمليات الخاصة الأمريكية (CIA Special Activities Center) أو وحدات الـSAS البريطانية.
وتمتاز قوات G.I.S بتدريباتها الشديدة التي تجمع بين القتال القريب، القنص، القفز المظلي، حرب المدن، والتسلل الليلي.
وتتولى هذه القوات مهام حساسة للغاية، من بينها تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب داخل وخارج الحدود المصرية، وتحرير الرهائن وإنقاذ الشخصيات المهمة في المواقف عالية الخطورة، إضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية الميدانية وتنفيذ عمليات نوعية سرية، وتأمين البعثات المصرية في مناطق النزاع أو الأزمات.
كما تتولى تأمين وصول شخصيات رسمية أو مطلوبين للأمن المصري في جرائم إرهابية، والمشاركة في عمليات مشتركة مع القوات المسلحة أو الشرطة عند الحاجة.
وتعتبر القوات ضمن فرق النخبة، التي تقف بالمرصاد للإرهابيين وتضرب معاقلهم، ومن مهماتها أيضا حماية المنشآت الوطنية من اختراقات الإرهابيين.
وكان أول ظهور لقوات النخبة المصرية عندما سلم الجيش الوطني الليبي الإرهابي هشام عشماوي لمصر في مايو 2019 حيث ظهرت في الصور التي بثتها وسائل الإعلام حينها وهي تحمل على صدورها شعار G.I.S تحيط بعشماوي الذي تم إعدامه لاحقا.
وظهرت أيضا وهي تحيط برئيس المخابرات السابق عباس كامل خلال زيارته لقطاع غزة في 2021 ضمن جولة مباحثات يجريها مع جميع الأطراف في إسرائيل والضفة الغربية لتثبيت وقف إطلاق النار حينها.
ولا يعرف تحديدا عدد هذه القوات ضمن الجهاز الأكثر حساسية في مصر، غير أنها نادرا ما تظهر إلا في الأحداث بالغة الأهمية، إذ يصنف نشاطها ضمن أعلى درجات السرية القومية.