تُدمّر شبكيّة العين وقوّة الإبصار.. إحذَر "نظارات الرصيف"
خبراء وأخصائيون يُحذّرون من نظارات الأرصفة رديئة الصنع، إذ تشكّل خطراً على العيون يفوق بمراحل مخاطر أشعة الشمس ذاتها.
يلجأ كثير من الأشخاص في فصل الصيف، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، إلى شراء وارتداء نظارات شمسية، لحماية عيونهم من الحرّ وأشعة الشمس.
ويذهب أغلبهم إلى النظارات الشعبية التي تُباع على الأرصفة، إذ تعتبر الأوسع انتشاراً لا سيّما بين أوساط الشباب، ولكنّ الخبراء والأخصائيين يُنبِّهون من تبعاتها ونتائجها السلبية.
الأشعة البنفسجية
في هذا السياق، حذّر الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون، من نظارات الأرصفة "رديئة الصنع"، مؤكداً أنها تشكّل خطراً على العيون يفوق بمراحل مخاطر ضوء الشمس ذاته.
ونصح سعد، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أي شخص يريد اقتناء نظارة شمسية، باختيار نوع طبي ومعروف، قائلاً: "من المهم أن تكون النظارات مصنوعة من مواد طبية جيّدة، أكثر من كونها أحد خطوط الموضة التي تأتي بالجديد يومياً، فهي تعكس الأشعة فوق البنفسجية (أ) و(ب) سواء في الأيام الشمسية أو التي تتكاثر أثناءها السحب".
بدائل مناسبة
وأفاد سعد بأن الأشعة البنفسجية (ب) هي التي تُسبّب حروق الشمس وتؤذي العين، فالتعرُّض لها 30 دقيقة على مدار السنة يكفي للإصابة بالمياه البيضاء أو ضعف الرؤية 10%.
وأضاف: "يمكن حماية العين من أشعة الشمس ليس بارتداء النظارات فقط بل القبعات العريضة أيضاً، إذ تسهم في إبعاد الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 50%".
مخاطر "المُقلَّدة"
وعن النظارات المُقلَّدة أو "منتجات الرصيف"، ذكر سعد أنها تؤدي إلى الإضرار بالعين، لكونها تسمح بدخول الأشعة فوق البنفسجية، كما تسفر عن مشكلات في النظر مع طول فترة الاستخدام، من خلال جذب الأشعة المُضرّة الصادرة عن الشمس، لا سيّما فوق البنفسجية، ما يدمّر الشبكية.
النظارة الداكنة
من جهته، قال الدكتور خالد عبدالحليم، أستاذ طب وجراحة العيون في القاهرة: "فصل الصيف من الفصول التي يكثر فيها استخدام النظارات الشمسية بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة، ما يسبّب التهابات العيون والحساسية".
وتابع عبدالحليم: "النظارة الداكنة تخدع حدقة العين، فتبقى مفتوحةً لتصل الأشعة الضارة إلى الشبكية وتُلحِق بها الأذى، لذا يُفضَّل استشارة الطبيب قبل شراء نظارة الشمس".
تعرُّق العين
ووجَّه عبدالحليم نصائحَ لمستخدمي النظارات الشمسية، قائلاً: "استخدِم العدسات المصنوعة من مادة تُسمَّى (بلورايز)، فهي تحمي العين من الأشعة الضارة والأتربة والعوامل التي ينجم عنها الجفاف والالتهابات، على عكس النظارات المُقلَّدة والرخيصة".
وبيّنَ أن: "العدسات المستخدمة في النظارات الشمسية يجب أن تكون ذات مواصفات طبية معيّنة، حتى وإن كانت غير طبية، بهدف الحفاظ على العين، فالأصل منها الحماية من الشمس والتعرُّق وليس إلحاق الضرر.
صداع ومشكلات صحية
ويستقبل الدكتور سامح جلال، طبيب رمد الأطفال، مرضى كثيرين يشتكون من مشكلات في الإبصار نتيجةَ استعمالهم نظارات قراءة لا تتناسب مع درجة ضعفِ نظرهم، فهم يجرّبون في المحال نظارات عدّة حتى يجدوا ما يلائمهم، فيشترونها وقد تكون أعلى أو أقل في قوة الإبصار، وبالتالي تُضعِف بصرهم، ما يتطلّب معرفة المقاس الدقيق والصحيح لقوة الإبصار، قبل الشراء.
وأكد جلال أن النظارات الشمسية الرخيصة تُصنَع بطريقة عشوائية ولا تؤدي دورها الوقائي، ما يصيب المرء بالصداع وألم العينيْن، موضحاً أن "المُقلَّدة" تؤدي إلى ازدواجية الرؤية.
وشدّد على ضرورة اقتناء النظارات الشمسية وفق استشارات الأطباء وتوجيهاتهم.