تايم لاين.. الليرة التركية ضحية تدخلات أردوغان وسياسته الخارجية
لم تنجح الليرة التركية في استعادة أسعار صرفها المسجلة قبيل 9 أغسطس الماضي، على الرغم من اتخاذ رزمة إجراءات إنقاذ
فشلت الليرة التركية في استعادة أسعار صرفها المسجلة قبيل 9 أغسطس/آب الماضي، على الرغم من اتخاذ رزمة إجراءات من جانب وزارة المالية والبنك المركزي لتدارك أزمة الصرف القائمة.
وأضعفت تدخلات رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، بالسياسة النقدية المحلية الثقة في الليرة كعملة استقرار في السوق التركية، إضافة إلى سياساته المتبعة مع الخارج، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
مطلع أغسطس/آب الماضي بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 4.91 ليرة، إلا أن 9 أغسطس/آب كان تاريخا فارقا في صناعة السياسة النقدية في تركيا، بعد خلافات دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن.
وتسبب احتجاز تركيا "قسا" أمريكيا تتهمه بالتجسس، وإصرار أردوغان على محاكمته، في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، دفع العملة التركية إلى التراجع لمتوسط 6 ليرات/دولار واحد.
ودفع غياب اتخاذ إجراءات مباشرة من جانب البنك المركزي ووزارة المالية، وتصاعد الخلاف بين البلدين، إلى هبوط الليرة لمستويات جديدة بلغت 7.2 ليرة/دولار منتصف أغسطس 2018.
واستقرت الليرة التركية قليلا، بعد إعلان البنك المركزي التركي ووزارة المالية رزمة إجراءات ساعدت في صعود الليرة، مع بقائها أقل من مستوياتها مطلع أغسطس 2018، وبلغت 5.9 ليرة/دولار.
وتسببت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردا على أخرى للرئيس أردوغان منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قال خلالها إن بإمكانه الإضرار بالاقتصاد التركي، لتهبط الليرة إلى 6.5 أمام الدولار.
وبين مد وجزر راوحت الليرة التركية بين 6.5-5.9 حتى أكتوبر/تشرين أول 2018، حين أفرجت أنقرة على القس الأمريكي المحتجز لديها، ليبلغ سعر صرف الدولار 5.5 ليرة/دولار واحد.
ولم تدفع إجراءات البنك المركزي التركي تشديد سياستها النقدية ورفع أسعار الفائدة، في إنقاذ الليرة واستعادة مستويات صرف دون 5 ليرات، خفض نسب التضخم التي سجلت مستويات كانت الأعلى في 25 عاما، خلال نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
وفي الفترة بين ديسمبر 2018 ومارس/آذار 2019 راوحت الليرة بين 5.2-5.6 ليرة لكل دولار واحد، مع هدوء التوترات الخارجية، وسياسات اتخذها البنك المركزي التركي.
لكن العملة التركية عادت لتسجل تراجعات متتالية، مع تصاعد مؤشرات تراجع الاقتصاد المحلي من جهة، وتجدد التوترات مع الولايات المتحدة، بشأن عزم أنقرة شراء صواريخ "S400" الروسية.
وبلغ سعر الليرة في تعاملات أبريل الماضي نحو 5.9 ليرة/دولار، وتراجعت أكثر لتسجل 6.8 ليرة في مايو/أيار الماضي، دفع البنك المركزي التركي لزيادة الاحتياطيات على الودائع الأجنبية.
وعلى الرغم من رسائل الطمأنة العديدة من جانب أردوغان أو وزير خزانته بيرات ألبيرق وإجراءات للبنك المركزي خلال الشهرين الماضيين، إلا أن الليرة ظلت متراجعة عند متوسط 5.9 ليرة خلال تعاملات يونيو/حزيران 2019، وفق أرقام البنك المركزي التركي.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز