إعادة بناء بيروت.. مهمة صعبة تواجه لبنان المفلس

نحو 300 ألف لبناني تشردوا بفعل الانفجار، فيما لم يتضح بعد حجم ما تم إنقاذه من البنية التحتية في شرقي بيروت.

وجه الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء، ضربة قوية لمدينة تعاني بالفعل بسبب محدودية الموارد وضعف البنية التحتية.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه بينما تبدأ المدينة التعافي من صدمة الانفجار المدمر، أدرك أهل بيروت حجم مهمة إعادة البناء التي تنتظرهم.

وتشرد نحو 300 ألف لبناني بفعل الانفجار، فيما لم يتضح بعد حجم ما تم إنقاذه من البنية التحتية في شرقي بيروت، لكن من المتوقع أن تهدم كثير من المباني الموجودة بأحياء الطبقة العاملة شرقي المرفأ، التي تدمرت عدة مرات بالفعل خلال الحرب الأهلية.

وقدر محافظ بيروت مروان عبود، الأربعاء، أن تكلفة الضرر قد تتخطى 5 مليارات دولار.

إنقاذ الذكريات

الكثير من الزجاج يمكنك أن تجده في شتى أرجاء بيروت، لكن ولا قطعة منه في مكانها الصحيح.

خلال اليومين الماضيين، أمضت ماتيلدا عبده وزوجها جورج و5 من أبناء أخواتهم وقتهم في تنظيف وترتيب الفوضى التي تسبب فيها انفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة، لكنهم لم يقتربوا حتى من إعادة شقتهم الموجودة بمنطقة الأشرفية، أحد الأحياء التي تضررت بشدة جراء الانفجار، إلى وضعها الطبيعي.

• "سي إن إن" تكشف حقيقة صاروخ "انفجار بيروت"
• مجلة أمريكية: حزب الله المسؤول عن انفجار بيروت

وقالت ماتيلدا: "لا يزال هناك زجاج في كل مكان. أعتقد أننا سنمضي ما تبقى من حياتنا نجمع ملابسنا ومقتنياتنا. دائمًا ما أردت أن يعود أبنائي إلى الديار بعد انتهاء دراستهم الجامعة في فرنسا والمساهمة في مستقبل لبنان. الآن أقول لهم ألا يعودوا أبدا. لا شيء للشباب هنا".

ماتيلدا وزوجها من بين مئات آلاف العائلات في المدينة الذين يحاولون إنقاذ ما تبقى من ذكرياتهم من بين الحطام، سواء كان ذلك صورا، أم جوائز مدرسية، أم إرث عائلي عزيز، والتي إما ضاعت وإما أصبح من غير الممكن إصلاحها.

ماتيلدا وزوجها معلمان، وقد خسرا بالفعل مدخراتهما خلال الأزمة المالية التي تشهدها البلاد من العام الماضي. وقال جورج: "هناك بالفعل العديد من المشاكل في هذا البلد. لم نتخيل أن يكون أحدها عدم وجود مال لإعادة بناء منزلنا".

وأضاف جارين (21 عاما)، طالب متطوع للبحث بين الأنقاض: "نبذل قصارى جهدنا، لكننا لا نحصل على أي دعم من الحكومة".

هذا وقد أقيمت أولى الجنازات لنحو 137 حالة وفاة الناجمة عن الانفجار، الخميس، فيما تتواصل جهود البحث بين أنقاض المباني المنهارة في شرقي بيروت.