الماء الأزرق في العين.. اكتشف أعراض الإصابة بالجلوكوما
تعتبر الماء الأزرق في العين واحدة من أكثر أمراض العيون شيوعاً، وتعرف باسم الجلوكوما، وعادة ما تنتج من تلف العصب البصري؛ نتيجة تراكم بعض السوائل في العين.
إن تراكم السوائل في العين يسبب تلف العصب البصري، وبالتالي يعتبر السبب الأساسي للإصابة بالجلوكوما أو الماء الأزرق في العين؛ ومن ثم قد يمثل ضغطاً على العين، الأمر الذي يؤثر على الرؤية.
حيث تعد الجلوكوما ثاني أشهر سبب رئيسي للإصابة بفقدان البصر، ومع هذا ما زالت العلاجات قادرة على إبطاء فقدان البصر، بل وشفاء العين.
ما هي جلوكوما العين؟
تعتبر الجلوكوما مصطلح عام نصف به مجموعة من الاضطرابات التي تصيب العين، وتلحق الضرر بالعصب البصري، وبحسب الموقع الطبي (Cleveland Clinic) فإنه الشكل الأكثر شيوعاً لتلف العصب البصري، الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر.
حيث تعتبر الجلوكوما من المشكلات الشائعة في العين، والمرتبطة بالعمر، وتؤثر على ما يقدر بنحو 3 ملايين فرد في أمريكا وحدها، أما عالمياً فهي ثاني سبب رئيسي للعمى بعد إعتام عدسة العين.
ما هي أنواع مياه العين الزرقاء؟
يذكر أن الجلوكوما لها عدة أنواع، وهي:
- الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة: الأكثر شيوعاً، وتحدث نتيجة تراكم السوائل في العين، وقد لا تلاحظ الأعراض لعدة سنوات.
- جلوكوما ذات زاوية مغلقة: نادرة الحدوث، تظهر عندما تكون الزاوية بين القزحية والقرنية ضيقة للغاية، وقد يحدث تغير في حدقة العين حيث تصبح كبيرة ومتسعة، ويصاحبها آلام العين والصداع الشديد.
- الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي: يعاني منها 1 من كل 3 أشخاص من تلف العصب البصري، وحتى الآن لم يصل الأطباء إلى أسباب الإصابة، وعادة ما تكون أكثر شيوعاً بين الأشخاص من الأصل الآسيوي أو الأمريكي الآسيوي.
- جلوكوما خلقية: يولد بها الأطفال، حيث لا تتشكل قنوات التصريف بصورة صحيحة في الرحم، وعادة ما تلاحظ في الصغر.
اكتشف: كيف تحمي الرياضة من مخاطر الجلوكوما؟
الفرق بين الماء البيضاء والزرقاء للعين
تعرف المياه البيضاء باسم كاتراكت Cataract، وتحدث عادة نتيجة إعتام عدسة العين، فتصبح الرؤية ضبابية، وباهتة، وغير واضحة. وبالتالي يكمن الفرق في كون أعراض الماء البيضاء للعين أكثر وضوحاً من أعراض المياه الزرقاء للعين.
كما أن المياه البيضاء كما ذكرنا تصيب عدسة العين، أما المياه الزرقاء فتصيب قنوات العين نتيجة تراكم السوائل فيها، وتسبب على المدى البعيد ضعف البصر الشديد، والعمى.
أسباب الإصابة بالماء الأزرق في العين
عادة ما تحدث الجلوكوما بدون أسباب، لكن مع هذا قد يؤثر في حدوثها بعض العوامل الأخرى، أهمها: ضغط العين داخل العين، حيث تنتج العين سائل يُعرف بالخلط المائي، والذي يعمل على تغذيتها، يتدفق هذا السائل عبر الحدقة، نحو مقدمة العين، وفي العين الطبيعية السليمة يخرج هذا السائل من خلال قنوات الصرف الموجودة بين القزحية والقرنية.
لكن عند الإصابة بالجلوكوما، تزداد المقاومة في قنوات التصريف، ولا يجد السائل مكان يذهب إليه، وبالتالي يتراكم داخل العين، مما يزيد الضغط عليها، الأمر الذي يسبب ارتفاع ضغط العين، وإتلاف العصب البصري، ومن ثم الإصابة بالعين الزرقاء أو الجلوكوما.
وبحسب الموقع الرسمي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، فإن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالجلوكوما لعل أهمها ما يلي:
- الفئة العمرية: كبار السن.
- العرق: الأشخاص من أصل إفريقي أو كاريبي أو أسيوي.
- التاريخ العائلي للمرض: إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بالجلوكوما.
- الإصابة ببعض الأمراض خاصة أمراض العيون: قصر النظر، طول النظر، مرض السكري، مرض ارتفاع ضغط الدم.
- حالات أخرى: إصابة سابقة في العين، عملية جراحية في العين، استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة.
ما هي أعراض جلوكوما العين؟
بحسب المعهد الوطني للعيون (NIH) فإن عوامل الخطر تزيد عندما يكون المصاب من أصل لاتيني وتجاوز سن الستين، أو من أصل إفريقي وتجاوز عمر الأربعين، فضلاً عن وجود تاريخ مرضي في العائلة لدى المقربين، وبالتالي عادة ما تكون أعراض الجلوكوما غير واضحة بالعين المجردة، وتتطلب التشخيص من الطبيب.
إلا أن في حالة الإصابة بالجلوكوما ذات الزاوية المغلقة أو الضيقة، تصبح الأعراض على النحو التالي:
- ألم في العين.
- ضغط العين.
- الصداع.
- هالات بألوان قوس قزح.
- ضعف الرؤية.
- الغثيان.
- القيء.
- عيون حمراء.
كيف يتم تشخيص الماء الأزرق؟
عادة ما يتم تشخيص المرض أثناء فحص العين الروتيني، لدى أخصائي العيون، وعادة ما يتم اكتشافها قبل ظهور أي عرض؛ لذا يُنصح دائماً بعمل فحص روتيني للعين مرة واحدة على الأقل كل عامين.
يذكر أن عادة ما يتم الكشف على العين ببعض الاختبارات السريعة غير المؤلمة، مثل: اختبار الرؤية، وقياس الضغط داخل العين، وحالة اكتشاف المرض سيبدأ الطبيب فوراً في مناقشة سبل العلاج مع المريض.
العلاجات المتاحة للماء الأزرق للعين
من المعروف أن علاج الجلوكوما يعمل على تأخير ومنع تدهور الرؤية، وعادة ما تكون خيارات العلاج بين ما يلي:
- قطرات العين: لتخفيف ضغط العين.
- العلاج بالليزر: لفتح أنابيب وقنوات الصرف المسدودة في العين.
- الجراحة: لتحسين تصريف سوائل العين المتراكمة.
هل يمكن الوقاية من الماء الأزرق؟
يعتبر الكشف المبكر من خلال الفحوصات الروتينية هو السبيل الوحيد لحماية العين من الإصابة بالأمراض المختلفة، خاصة مياه العين الزرقاء، ويفضل أن يكون الفحص الدوري على النحو التالي:
- 35 سنة: الفحص كل عام إلى 3 أعوام.
- 40 سنة: الفحص يتم 2-3 سنوات.
- 55-65 سنة: يتم الفحص كل سنة إلى سنتين.
- ما بعد 65 سنة: يتم الفحص كل 6 أشهر وحتى سنة.
يذكر أنه حالة الإصابة بأي تغير في الرؤية، لا بد من مراجعة الطبيب المختص، وحالة تشخيصك بالمرض عليك أن تتعرف من الطبيب حول نوع الجلوكوما المصاب بها، وسبل العلاج، والأسباب المحتملة لإصابتك بها.
المصادر:
- الموقع الطبي (Cleveland Clinic).
- الموقع الرسمي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS).