هذا الإنجاز الجديد للإمارات هو حدث استثنائي بكل المقاييس، لأنه ينطوي على العديد من الدلالات المهمة على جميع المستويات
في خطوة عززت إحساس الفخر في نفس كل إماراتي، بل في نفوس كل الشعوب العربية والإسلامية، وزادت تفاؤل باقي شعوب العالم بإمكانية الخروج من النفق المظلم الذي تمر به البشرية منذ مطلع العام الحالي، بسبب وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي نجاح فريق من الأطباء والباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في تطوير علاج مبتكر وواعد لالتهابات فيروس كورونا المستجد باستخدام تقنية الخلايا الجذعية، عبر استخراج هذه الخلايا من دم المريض وإعادة إدخالها إلى الرئتين بعد تنشيطها.
هذا الإنجاز الجديد للإمارات هو حدث استثنائي بكل المقاييس، لأنه ينطوي على العديد من الدلالات المهمة، على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، أول هذه الدلالات أن الإمارات عززت بهذا الإنجاز مكانتها بوصفها طرفاً فاعلاً وأصيلاً ورئيسياً في الجهود العالمية المبذولة للقضاء على وباء كورونا المستجد، وجهودها لم تقتصر على تقديم الدعم المادي والتضامن الإنساني مع الدول والشعوب المتضررة من هذا الوباء، وإنما أيضاً الدخول في السباق العالمي لابتكار وتطوير علاج من هذا الفيروس والوقاية، بل تحقيق التقدم فيه، الأمر الذي عزز المكانة الدولية للإمارات ودورها الإنساني العالمي.
هذا الإنجاز الجديد للإمارات هو حدث استثنائي بكل المقاييس، لأنه ينطوي على العديد من الدلالات المهمة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وثانيها، أن الإمارات بهذا الإنجاز نجحت في زرع الأمل في نفوس ملايين المصابين بهذا الوباء حول العالم، وزرع الطمأنة في نفوس المليارات الأخرى التي تخشى من أن تكون ضحايا لهذا الفيروس القاتل، وهو الأمر الذي يتفق مع النهج الإنساني للإمارات، ويعزز قوتها الناعمة على المستويين الإقليمي والدولي لا سيما أن الإمارات بهذا الإنجاز الحضاري العلمي قدمت رداً قوياً على المشككين في قدرة العالمين العربي والإسلامي على الإسهام في مسيرة التطور الإنساني العلمي التي ظلت حكراً على الغرب لعقود طويلة.
وثالثها، أكد هذا الإنجاز الطبي صواب رؤية قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، منذ عهد زايد الخير، طيب الله ثراه، القائمة على الاستثمار في بناء الإنسان، والاستثمار في التعليم والصحة بصورة خاصة، بوصفهما أهم مجالين من مجالات التنمية البشرية. فهذا الإنجاز الطبي الذي تحقق اليوم على أرض الإمارات يؤكد أن استثمار قيادتنا في الإنسان كان استثماراً ناجحاً، وأنها بدأت تقطف ثمار هذا النجاح من خلال تحقيق هذه الإنجازات التي وضعت الإمارات في عداد الدول المتطورة علمياً وطبياً، بعد نجاحها في تعزيز نموذجها التنموي الرائد إقليمياً وعالمياً.
ورابعها، أن هذا الإنجاز الطبي والعلمي يؤكد قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على التصدي بنجاح للقضايا العالمية الكبرى، والإسهام الفاعل في مسيرة التطور الحضاري البشري. وهذا ديدن الدول التي تطمح لتحقيق الريادة العالمية.
فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل سنوات، إن "الأحلام العظيمة تحرك الرجال والجبال، وكلما عظمت الإنجازات عظمت الأحلام"، ودولة الإمارات التي تخطط لتحقيق الريادة في المستقبل، آلت على نفسها أن تتصدى لتحقيق الطموحات العظيمة، ليس فقط على المستويين الوطني والإقليمي، وإنما أيضاً على المستوى العالمي، وفي كل مرة تثبت أنه لا يوجد مستحيل في قاموسها وفي قاموس قيادتها الرشيدة.
لقد نجحت الإمارات مجدداً في أن تزرع الأمل في نفوس مليارات البشر عبر العالم بإنجازها الطبي المبتكر في وقت يواصل هذا الوباء حصد الملايين من الضحايا عبر العالم. وقدمت مرة أخرى الدليل والبرهان على أنها دولة مسؤولة تسعى لتحقيق أمن وسلام ورفاهية البشرية كلها، وأنها ماضية بعزم في تعزيز ريادتها الإقليمية والعالمية في المستقبل، وهو أمر لم يعد فيه أي شك؛ لأن قيادتها الاستثنائية لا تعرف إلا طريق التميز والريادة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة