أسواق الطاقة العالمية.. "خريف" أسعار في الربيع
لا يزال قطاع الطاقة عالميا أحد أبرز العناوين الرئيسة، مع عودة الربيع لمصادر الطاقة التقليدية، لتتحول لسلعة نادرة في بلدان مثل ألمانيا.
واستجابت أسعار الطاقة العالمية في الأيام القليلة الماضية، للأخبار القادمة من بنوك استثمار أمريكية قرب حول دخول الولايات المتحدة في حالة ركود.
في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين، بلغ سعر برميل برنت تسليم سبتمبر/أيلول نحو 111.3 دولارا متراجعا بمقدار 30 سنتا عن إغلاق الجمعة، ومتراجعا بمقدار 8 دولارات عن متوسط سعر يونيو/حزيران الماضي.
وفي حين أثرت المخاوف من الركود على السوق خلال الأسبوعين الماضيين، لا تزال المخاوف بشأن المعروض قائمة، ما يحول دون حدوث انخفاض حاد في الأسعار.
مشكلة إمدادات في ليبيا
وربما كانت الأسعار لتسجل مستويات متدنية أكثر خلال الأسبوعين الفائتين، لولا حدوث مشكلة إمدادات في ليبيا، أدت إلى تقليص الإنتاج والتصدير معا.
وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، الأسبوع الماضي، إن صادرات ليبيا تراجعت إلى ما بين 365 ألف برميل يوميا و409 آلاف برميل يوميا، بانخفاض نحو 865 ألف برميل يوميا مقارنة بالمستويات العادية.
ولدى ليبيا القدرة الفورية على زيادة الإنتاج حتى 1.36 مليون برميل يوميا، ما يعني أن السوق فقدت قرابة مليون برميل يوميا بسبب احتجاجات وخلافات سياسية.
وفي ضربة أخرى للإمدادات، قد يؤدي إضراب مخطط لعمال النفط والغاز النرويجيين هذا الأسبوع إلى خفض إنتاج البلاد من النفط والمكثفات بمقدار 130 ألف برميل يوميا.
ضغوط على الأسعار
ما يعني أن الأسعار الحالية للنفط، قد تواجه ضغوطات أكبر للفترة المقبلة، في حال حل أزمة ليبيا والنرويج، والسبب المخاوف العالمية من حدوث ركود عالمي.
ويعني حدوث ركود عالمي أن الطلب على الطاقة سيشهد تراجعا، وبالتالي تراجع الطلب على النفط الخام، يفاقم ذلك، الارتفاع الحاد في أسعار المشتقات النفطية، مع بداية شهر جديدة (يوليو/تموز 2022).
لكن الشهر الجاري، سيكون أحد أكثر الشهور قسوة على أكبر اقتصاد أوروبي بسبب الطاقة، إذ يتوقع أن يغلق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 لمدة 10 أيام اعتبارا من 11 يوليو الجاري وحتى 21 من نفس الشهر بسبب أعمال صيانة.
والسبت، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن على ألمانيا مواجهة احتمال أن تستمر روسيا في تعليق تدفقات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى ما بعد فترة إغلاق الصيانة المقررة هذا الشهر.
وقال هابيك لصحيفة دي تسايت الأسبوعية في مقابلة عبر الإنترنت "تشهدون سياقا يمكن أن يؤدي إلى هذا السيناريو".
وأضاف "ربما يكون هذا منطقيا (بهدف) الإبقاء على ارتفاع الأسعار إجمالا وأسعار الطاقة في ألمانيا (خصوصا)، والقضاء على الوحدة والتضامن في البلاد. لا يمكن لأي عاقل أن يستبعد ذلك في هذه المرحلة".