«الطاقة الدولية»: السيارات الكهربائية تلتهم ربع السوق العالمي في 2025

توقعت وكالة الطاقة الدولية، أن تستحوذ السيارات الكهربائية على ربع مبيعات السوق عالميا بحصة تقارب 25% وبنحو 20 مليون سيارة في 2025.
وبحسب التقرير العالمي لمستقبل السيارات الكهربائية الذي يرصد تطورات مجال التنقل الكهربائي ويتم إعداده بدعم من أعضاء مبادرة السيارات الكهربائية (EVI)، فإن مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تجاوزت 17 مليون سيارة في عام 2024.
ويعتمد تقرير (Global EV Outlook) على أحدث البيانات لتحليل اتجاهات انتشار السيارات الكهربائية، والطلب على بطارياتها، والبنية التحتية لمحطات الشحن.
المبيعات
وقال التقرير إن مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تجاوزت 17 مليون سيارة في عام 2024، وهو ما يعادل أكثر من 20% من إجمالي المبيعات. ويُعَدّ الفرق الإضافي البالغ 3.5 مليون سيارة كهربائية مُباعة في عام 2024 مقارنة بالعام السابق أكثر من إجمالي ما تم بيعه عالميًا من السيارات الكهربائية في عام 2020.
وحافظت الصين على موقع الصدارة، حيث شكّلت السيارات الكهربائية نحو نصف جميع مبيعات السيارات في 2024؛ إذ تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين 11 مليون سيارة، وهو ما يفوق المبيعات العالمية قبل عامين فقط. نتيجة لهذا النمو القوي، باتت سيارة من كل عشر سيارات على الطرق الصينية كهربائية.
وفي أوروبا، شهدت المبيعات ركودًا في 2024 مع تراجع برامج الدعم والسياسات التحفيزية، إلا أن حصة السيارات الكهربائية بقيت قريبة من 20%، حيث عوضت الزيادة في بعض الدول الانخفاض في دول أخرى. أما في الولايات المتحدة، فنمت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة تقارب 10% على أساس سنوي، لتتجاوز سيارة واحدة من كل عشر سيارات مباعة.
مراكز نمو جديدة
وأوضح التقرير إن مبيعات السيارات الكهربائية في الأسواق الناشئة بآسيا وأمريكا اللاتينية ارتفعت بنسبة تزيد عن 60% في عام 2024 لتقترب من 600 ألف سيارة – ما يعادل حجم السوق الأوروبي قبل خمس سنوات. وفي جنوب شرق آسيا، نمت المبيعات بنحو 50% لتشكّل 9% من إجمالي المبيعات، مع حصص مبيعات أعلى بشكل ملحوظ في تايلاند وفيتنام. في البرازيل، أكبر سوق سيارات في أمريكا اللاتينية، تضاعفت المبيعات لتصل إلى 125 ألف سيارة في عام 2024، بحصة سوقية تجاوزت 6%. كذلك تضاعفت المبيعات في إفريقيا، بفضل النمو في مصر والمغرب، رغم أن السيارات الكهربائية لا تزال تشكل أقل من 1% من إجمالي المبيعات في القارة.
وساهمت السياسات الداعمة والواردات الصينية ذات الأسعار المناسبة في زيادة المبيعات في بعض الأسواق الناشئة، حيث مثلت السيارات الصينية 85% من مبيعات السيارات الكهربائية في البرازيل وتايلاند على سبيل المثال. وبشكل عام، شكلت الواردات الصينية 75% من الزيادة في المبيعات في الأسواق الناشئة خارج الصين عام 2024.
نمو متوقع تقوده الصين وأوروبا
وقال التقرير إنه من المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية 20 مليون سيارة عالميًا في عام 2025، بما يزيد عن ربع إجمالي المبيعات. وقد ارتفعت المبيعات بنسبة 35% في الربع الأول من عام 2025 في جميع الأسواق الكبرى. في الصين، من المتوقع أن تبلغ حصة السيارات الكهربائية حوالي 60% من إجمالي المبيعات، بدعم من الحوافز وانخفاض الأسعار.
أما في أوروبا، فإن معايير الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ستتطلب زيادة حصة السيارات عديمة الانبعاثات. ومن المتوقع أن ترتفع الحصة إلى 25%، رغم التسهيلات الممنوحة للمصنعين. في الولايات المتحدة، رغم الغموض السياسي، من المتوقع أن تستمر المبيعات في النمو بنسبة 10% لتصل إلى 11% من المبيعات السنوية.
أما في الأسواق الناشئة (باستثناء الصين)، فمن المتوقع أن تنمو المبيعات بنسبة 50% لتصل إلى مليون سيارة في عام 2025.
وستواصل الصين تصدر المبيعات بحصة متوقعة تصل إلى 80% في 2030، مدعومة بزخم السوق والأسعار التنافسية. أما أوروبا، فستدعم أهداف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تحقيق حصة تبلغ نحو 60%. في الولايات المتحدة، النمو أبطأ، حيث من المتوقع أن تصل الحصة إلى 20% فقط بحلول 2030. في جنوب شرق آسيا، ستُشكّل السيارات الكهربائية 25% من المبيعات، مع تسارع كهربة الدراجات والسيارات الخفيفة، لتصل إلى ثلث المبيعات في 2030.
وسيؤدي انتشار السيارات الكهربائية إلى تقليل استهلاك النفط بأكثر من 5 ملايين برميل يوميًا بحلول 2030، نصفها نتيجة لاعتماد السيارات الكهربائية في الصين.
وقد تؤثر التعريفات الجمركية على تكلفة السيارات ومكوناتها. كما أن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يقلل من الطلب على السيارات، وأسعار النفط المنخفضة قد تقلل من ميزة التوفير في الوقود للسيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن هذه العوامل قد تؤثر على حجم المبيعات الإجمالية أكثر من تأثيرها على حصة السيارات الكهربائية.
الصين
وتمثل الصين أكثر من 70% من الإنتاج العالمي. وفي 2024، توقفت الزيادة في إنتاج الاتحاد الأوروبي عند 2.4 مليون سيارة، في حين انخفض الإنتاج في الولايات المتحدة وزاد في المكسيك. وارتفعت التجارة العالمية للسيارات الكهربائية بنسبة 20% في 2024، وتمثل الواردات الآن خُمس المبيعات. الصين شكلت 40% من الصادرات العالمية، بينما بقي الاتحاد الأوروبي مُصدرًا صافيًا. زادت واردات الولايات المتحدة بنحو 40%، فيما انخفضت صادراتها بنسبة 15%.
رغم انخفاض متوسط أسعار السيارات الكهربائية عالميًا في 2024، فإن الفجوة السعرية مع السيارات التقليدية لا تزال قائمة، خصوصًا في ألمانيا والولايات المتحدة. في الصين، كانت ثلثا السيارات الكهربائية أرخص من نظيراتها التقليدية، ما دعم المبيعات حتى مع تراجع الحوافز. ساعدت واردات السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة في تقليص الفجوة السعرية في تايلاند والبرازيل والمكسيك.
وساهم انخفاض أسعار المعادن الأساسية وزيادة المنافسة بين مصنعي البطاريات في انخفاض أسعار البطاريات عالميًا – بنسبة 30% في الصين و10-15% في أوروبا والولايات المتحدة.
البنية التحتية للشحن
وتضاعف عدد محطات الشحن خلال عامين. حافظت الصين والاتحاد الأوروبي على وتيرة مستقرة، بينما لم تواكب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة النمو في عدد السيارات الكهربائية. نمت محطات الشحن فائق السرعة بنسبة 50%، وتشكل الآن نحو 10% من محطات الشحن السريع.
تحتاج قدرة الشحن العامة للسيارات الكهربائية الخفيفة إلى زيادة بنحو تسعة أضعاف بحلول 2030 لتلبية الطلب المتوقع، رغم أن السيارات الكهربائية لن تمثل سوى 2.5% من إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء.
وتسهم تقنيات مثل الشحن الذكي والتكامل مع الشبكة (vehicle-to-grid) في تسهيل التحول. الصين والمملكة المتحدة تتصدران في التنفيذ والسياسات التجريبية. كما أن الابتكارات في تكنولوجيا البطاريات تتيح الشحن السريع، لكن تطبيقها يتطلب بنية تحتية كافية.
ونمت مبيعات الشاحنات الكهربائية بنسبة تقارب 80% عالميًا في 2024، لتصل إلى ما يقارب 2% من مبيعات الشاحنات. في الصين، تضاعفت المبيعات لتبلغ 75 ألف شاحنة، أي أكثر من 80% من المبيعات العالمية. في أوروبا والولايات المتحدة، بقيت المبيعات مستقرة.
وانخفض إجمالي تكلفة ملكية الشاحنات الكهربائية في الصين عن مثيلاتها من الديزل في بعض الحالات، ومن المتوقع أن تحقق الشاحنات الكهربائية التكافؤ في التكلفة الكلية مع شاحنات الديزل في أوروبا والولايات المتحدة بحلول عام 2030.
وتتيح فترة الراحة الإلزامية البالغة 45 دقيقة في الاتحاد الأوروبي شحن ما يعادل 150 كم باستخدام شاحن بقوة 350 كيلوواط، أو حتى 400 كم باستخدام شاحن ميغاواط، ما يدعم استخدام الشاحنات الكهربائية في النقل الطويل.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My4xMTEg
جزيرة ام اند امز