القمة العالمية للمرأة 2023.. ريادة إماراتية في مناصرة حقوق النساء
تتوج "القمة العالمية للمرأة 2023" التي تستضيفها الإمارات، الثلاثاء والأربعاء، جهودها الرائدة في مناصرة حقوق نساء العالم.
وتقف دولة الإمارات في مقدمة دول العالم المناصرة لحقوق المرأة على المستوى الدولي عبر مبادرات وبرامج نوعية تستهدف دعم وتمكين المرأة، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت محل إشادة وتقدير إقليمي ودولي.
من أبرز تلك المبادرات، مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن.
المبادرة تجسد أحد أبرز أهداف "القمة العالمية للمرأة 2023" التي تنطلق تحت عنوان "دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي وصنع الازدهار"، برعاية كريمة من الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات".
وترسخ رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك للقمة العالمية للمرأة مكانتها، باعتبارها نصيرة المرأة الأولى على المستوى العالمي، نتيجة دورها الكبير في دعم قضايا المرأة أينما وجدت ومناصرة حقوقها.
توقيت مهم
وتنطلق القمة التي ينظمها المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام في وقت تواصل فيه الإماراتيات تحقيق إنجازات تاريخية على الصعيدين المحلي والدولي، أضحت مصدر إلهام لأقرانهن من بنات حواء بالعالم أجمع.
وتتزامن القمة مع استضافة دولة الإمارات نهاية العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
ويضم فريق قيادة COP28 المرأة إلى جانب الرجل، في رسالة هامة بثقة القيادة الإماراتية في قدرات المرأة في المساهمة في مواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ.
كما تأتي القمة بعدما شهد العالم الدور رائد والصورة المشرفة التي قدمتها المرأة الإماراتية في إغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، والتي توجت بإنقاذ العديد من الأشخاص وانتشالهم من تحت الأنقاض.
أيضا تستضيف الإمارات القمة العالمية للمرأة، بعدما نجحت المرأة الإماراتية في تخطي التأثير والحضور المحلي لتصل بكفاءتها ومؤهلاتها لشغل أرفع وأهم المناصب والمسؤوليات في العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية، منتزعة بذلك اعترافاً عالمياً بنجاح مسيرة تمكين المرأة في الإمارات ووصولها إلى أعلى قمم النجاح والعطاء.
مشاركة نسائية بارزة
وتشهد "القمة العالمية للمرأة 2023" مشاركة نخبة من القيادات النسائية في المجالات السياسية والدينية وريادة الأعمال والعمل المجتمعي والشخصيات الثقافية، والفنية، والإعلامية، والعلمية.
ومن أبرز المشاركات في القمة دروبادي مورمو رئيسة جمهورية الهند، ومايا غويكوفيتش نائبة رئيس وزراء صربيا، وأي جوستي ايوبنتانج درماواتي وزيرة تمكين المرأة وحماية الطفولة في إندونيسيا، وآمال توفيق عبدالهادي وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية.
مشاركة نسائية بارزة تبرز ثقة نساء العالم في جهود الإمارات لدعم حقوق المرأة عبر سلسلة من المبادرات النوعية والبرامج الرائدة.
المرأة وبناء السلام
من أبرز تلك المبادرات، مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن، والتي تجسد على أرض الواقع أحد أبرز محاور القمة وهو "دور القيادات النسائية في بناء السلام".
وتعد الإمارات الدولة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تمتلك برنامجا وطنيا لدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن مع إطلاقها في العام 2019 "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن"، وذلك تنفيذا للقرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تأكيداً على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في قطاعي السلام والأمن.
ويهدف البرنامج التدريبي الرائد إلى بناء وتطوير قدرات المرأة في مجال العمل العسكري وقطاعي الأمن والسلام حول العالم، حيث يستند البرنامج على مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2018 بين كل من وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الأمر الذي يؤكد ثقة المؤسسات الدولية بقدرة الإمارات على بناء وتطوير قدرات المرأة ليس على المستوى المحلي فقط بل إقليمياً وعالمياً.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، احتفل الاتحاد النسائي العام بتخريج 159 مشاركة من 15 دولة عربية وأفريقية بالدورة التدريبية العسكرية الثالثة لمبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن، ليرتفع إجمالي المتدربات ضمن المبادرة إلى 516 متدربة.
أيضا تدعم دولة الإمارات أجندة المرأة والسلام والأمن في إطار هيئة الأمم المتحدة، خصوصاً في ظل عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة من 2022 - 2023، وبتعاون حثيث بين مختلف الجهات حيث تسعى بشكل دائم للتأكيد على أهمية المشاركة الفاعلة للمرأة في شؤون السلام والأمن كأولوية للمساهمة في بناء السلام حول العالم، وذلك إيماناً بدور المرأة المحوري والأساسي في ترسيخ الأمن العالمي والمشاركة في تهدئة النزاعات وفي عمليات حفظ السلام ومفاوضات ما بعد الحروب.
وترأست لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، والممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، مارس/آذار الماضي مجلس الأمن الدولي كأول سيدة عربية تحقق هذا الإنجاز، في خطوة تبرز ثقة القيادة الإماراتية في المرأة.
قيادة أهم مؤتمر دولي
ومن رئاستها إلى أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، تشارك المرأة الإماراتية أيضا في قيادة أهم مؤتمر دولي معني بالمناخ.
وبتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة في الإمارات، 12 يناير/كانون الثاني الماضي، قراراً بتكليف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيساً معيَّناً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”.
كما جرى تكليف كل من شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع بصفتها "رائدة المناخ للشباب في المؤتمر" ورزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بصفتها رائدة المناخ في المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويضم فريق قيادة COP28 المرأة إلى جانب الرجل، في رسالة هامة بثقة القيادة الإماراتية في قدرات المرأة وإنجازاتها ونجاحاتها ولاسيما في مجال حماية البيئة، وهو النموذج التي تمثله رزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة التي تم تكليفها بمهمة "رائدة المناخ" في المؤتمر.
وستتولى المبارك عبر مهمتها كرائدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28 مسؤولية تعزيز المشاركة وحشد الجهود من الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك القطاع الخاص والمدن، والحكومات المحلية، والشعوب الأصلية والمجتمع المدني.
وتمتلك الخبرات اللازمة لتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لتحفيز العمل المناخي، وذلك بفضل مسيرتها الحافلة بالإنجازات في هذا المجال، ودورها المهم في مجال الحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة.. وبصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تشرف على تنفيذ رؤية الاتحاد ورسالته واستراتيجيته والذي يضمّ أكثر من 1,400 عضو يمثلون دولاً وهيئات ومنظمات حكومية وغير حكومية من 160 دولة.
بدورها ستعمل المزروعي (28 عاما) مع المعنيين داخل دولة الإمارات وخارجها لدعم الشباب وخلق مزيد من الفرص لهم، إضافة إلى إنشاء آليات لتمويل ابتكارات الشباب في مجال العمل المناخي.
وجاء تكليف المزروعي بهذه المهمة إدراكاً لأهمية تمكين الشباب وتفعيل دورهم الحيوي في العمل المناخي، وذلك للاستفادة من المهارات والقدرات الابتكارية لنحو ملياري شاب في مختلف أنحاء العالم.
العصر الذهبي للمرأة.. الاندماج الاجتماعي
وتجسد إنجازات المرأة الإماراتية على أرض الواقع شعار القمة العالمية للمرأة وهو "دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي وصنع الازدهار".
وتنطلق القمة في وقت تعيش فيه المرأة الإماراتية أزهى عصورها تمكيناً وريادة بدعم من القيادة الإماراتية، تجسد في توليها مناصب هامة ومشاركتها في مسيرة التنمية والإنجازات التي تحققها الإمارات.
وفي كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للاتحاد ديسمبر الماضي، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقا وعزة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: "خلال المرحلة المقبلة، يتعزز دور المرأة الإماراتية في كل المجالات".
وتابع: "فلا يمكن لأي مجتمع في أي مكان وزمان أن يحقق ما يصبو إليه في أي ميدان من ميادين الارتقاء والنهضة من دون مشاركة المرأة".
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومواصلةً لمرحلة التمكين التي قادها رئيس الإمارات الراحل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقد جسد التعديل الوزاري الذي جرى في 7 فبراير /شباط الجاري ثقة القيادة بالمرأة ودعم تمكينها وإسهامها بالتنمية وصناعة المستقبل.
وبموجب التعديل ارتفع عدد وزيرات الإمارات إلى 10 وزيرات، لترفع المرأة الإماراتية نسبة مشاركتها في الحكومة إلى نحو (28%)، لتواصل تبوّء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
أيضا دولة الإمارات تحقق ريادة إقليمية وعربية في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، وذلك بعد صدور قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لعام 2019 برفع نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى "50%".
وتبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، نسبة تعد الأعلى في تاريخ مسيرة الحياة البرلمانية في دولة الإمارات، وعلى مستوى دول المنطقة والعالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
على الصعيد الدبلوماسي، تتولى المرأة باقتدار وتقدم مهام وأدوار بارزة.
وتشكّل المرأة الإماراتية اليوم نحو 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، الأمر الذي يبرز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات.
أيضا حققت الإمارات إنجازا جديدا في يوليو/ تموز الماضي في ملف التوازن بين الجنسين بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقاء أداء دولة الإمارات 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز 72 عالمياً في نسخة العام 2021.
إنجاز يعكس تقديراً عالمياً للتجربة الإماراتية الملهمة في دعم المرأة وما حققته المرأة من مكتسبات بفضل الرعاية التي تحظى بها من القيادة الرشيدة.
وفي خطوة تسهم بتعزيز ريادة الإمارات في مجال تمكين المرأة وتحقيق نقلة نوعية بملف التوازن بين الجنسين، تم في مارس/ آذار الماضي إطلاق استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، التي تهدف إلى تحقيق ريادة الإمارات وتأثيرها عالمياً في هذا الملف، وتعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية والقطاع الاقتصادي.
وتستند الاستراتيجية إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين.
إنجازات تاريخية.. صنع الازدهار
وتنطلق القمة العالمية للمرأة في وقت تواصل فيها المرأة المساهمة في صنع الازدهار الإماراتي بتحقيق إنجازات تاريخية.
وتترقب الإمارات تحقيق إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء بوصول المستكشف "راشد" إلى سطح القمر أبريل/ نيسان المقبل، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
إنجاز شاركت فيه المرأة ممثلة بالدكتورة سارة المعيني مسؤولة أنظمة الاتصال والفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء.
وسبق أن ساهمت المرأة في تحقيق إنجازات تاريخية لدولة الإمارات في قطاع الفضاء، كان أبرزها إسهامها البارز في تحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
ويتميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%.
كما سجلت المرأة الإماراتية أرقاما عالمية قياسية أيضا في قطاع الطاقة النووية الذي تصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية فيه إلى 20% من إجمالي القوى العاملة والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالميا.