ما هي أسباب صرير الأسنان.. وعوامل الخطر وطرق الوقاية؟
يواجه الكثيرون مشكلة صرير الأسنان أثناء النوم، بسبب احتكاك الأسنان ببعضها البعض بشدة، مما يُحدث صوتا مزعجًا وألمًا شديدًا، فما هي أسبابه وأعراضه وطرق العلاج؟
صرير الأسنان أو طحن الأسنان أو الجز على الأسنان أو بروكسزم (Bruxism)، هو حالة شائعة تحدث غالبًا أثناء النوم. تنطوي على طحن أسنانك أو صريرها دون وعي سواء عند اليقظة أو أثناء النوم. وتم تصنيف صرير الأسنان على أنه "اضطراب حركي مرتبط بالنوم"، ومن المرجح أن يصيب أولئك الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم المعروف باسم انقطاع النفس النومي.
ويندرج صرير الأسنان ضمن مشاكل الأسنان المزعجة والخطيرة، نظرا لأنه قد يُلحق ضررًا جسيمًا بالأسنان تصل إلى حد تكسرها. وهناك العديد من العوامل، التي تعزز من فرص حدوث صرير الأسنان كالتوتر النفسي والتدخين وبعض الأدوية، لذا تلعب تقنيات الاسترخاء دورًا مهمًا في العلاج إلى جانب جبيرة لصرير الأسنان للحد من الشعور بالألم.
ما هو صرير الأسنان؟
وأوضحت طبيبة الأسنان البروفيسورة إنجريد بيروز أن صرير الأسنان يعني عملية إطباق الأسنان أو احتكاكها ببعضها البعض بشدة، مما يُحدث صوتًا مزعجًا وألمًا شديدًا، وعلى المدى الطويل قد يؤدي الصرير إلى الصداع وشد بالفك وتكسر الأسنان.
وغالبًا ما يحدث صرير الأسنان أثناء النوم، لكن يوجد أشخاص يعانون من هذه الحالة أثناء فترة النهار وهم مستيقظون، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ما هي أسباب صرير الأسنان أثناء النوم؟
ويُعتقد أن صرير الأسنان ناتج عن مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية والوراثية، ويمكن أن يلعب التوتر والقلق والغضب والإحباط دورًا في صرير الأسنان اليقظ، أو قد يكون عادة أثناء التركيز العميق.
وتشمل عوامل الخطر للمعاناة من صرير الأسنان الإجهاد، ونوع الشخصية، واستهلاك بعض الأدوية أيضًا. ويمكن أن يؤدي امتلاك شخصية "تنافسية أو عدوانية أو مفرطة النشاط" إلى زيادة خطر الإصابة بصرير الأسنان.
وقد يكون صرير الأسنان من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب وتدخين التبغ وتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
أسباب صرير الأسنان عند الأطفال
الأطفال يمكن أن يطحنوا أسنانهم نتيجة للعديد من الأسباب وفقًا لموقع WebMD، منها:
- كاستجابة للتوتر أو القلق، خاصةً إذا كانوا يمرون بفترات من الضغط النفسي، مثل الامتحانات أو المشاكل العائلية.
- آلام التسنين أو التهابات الأذن يمكن أن تحفز الأطفال على طحن أسنانهم كمحاولة لتخفيف الألم.
- سوء إطباق الأسنان، حيث لا تتلاقى الأسنان العلوية والسفلية بشكل صحيح، قد يؤدي إلى صرير الأسنان.
- اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم (sleep apnea) قد يكونون أكثر عرضة لطحن الأسنان.
- بعض العادات مثل مص الأصابع أو عض الأقلام يمكن أن تساهم في تطور صرير الأسنان.
- يمكن أن تؤثر بعض العوامل مثل نقص الفيتامينات والمعادن، خاصة المغنيسيوم، أو استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين، على حدوث صرير الأسنان.
- قد يكون هناك عامل وراثي، حيث أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من صرير الأسنان قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
اقرأ أيضًا: موت الأسنان.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
تأثير صرير الأسنان على صحة الفم
يمكن أن يكون لصرير الأسنان تأثيرات سلبية متعددة على صحة الفم، منها:
- يمكن أن يؤدي الطحن المستمر إلى تآكل طبقة المينا التي تحمي الأسنان، مما يجعلها أكثر عرضة للتسوس والحساسية.
- الضغط الزائد على الأسنان يمكن أن يؤدي إلى تشققها أو كسرها.
- إجهاد للعضلات والمفاصل في الفك، مما يؤدي إلى صرير الأسنان وألم الفك وصداع وآلام في الوجه.
- تهيج والتهاب اللثة، مما يزيد من خطر الإصابة بأعراض صرير الأسنان وأمراض اللثة.
- تغيرات في شكل الوجه بسبب الضغط المستمر على العضلات والمفاصل.
- مشاكل في المفصل الفكي الصدغي (TMJ)، مما يسبب آلامًا عند فتح الفم أو مضغ الطعام.
- تأثيرات على التركيبات السنية مثل تقويم الأسنان أو الحشوات أو التيجان.
طرق طبيعية للتخلص من صرير الأسنان
من الطرق الطبيعية التي قد تساعد في التخلص من صرير الأسنان أو تقليل تأثيراته، ما يلي:
- تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو اليوجا يمكن أن تساعد في تقليل التوتر الذي قد يكون سببًا رئيسيًا في صرير الأسنان.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل التوتر والقلق.
- الحفاظ على جدول نوم منتظم لتحسين جودة النوم وتقليل صرير الأسنان.
- التأكد من أن غرفة النوم مظلمة، هادئة، ودرجة الحرارة مناسبة للنوم الجيد.
- تجنب القهوة والشاي والمشروبات الغازية، حيث يمكن أن يزيد الكافيين من نشاط العضلات ويسبب صرير الأسنان.
- ابتعد عن تناول الكحول، حيث يمكن أن يزيد من صرير الأسنان عن طريق التأثير على الجهاز العصبي.
- ممارسة تمارين فك الإرخاء التي تستهدف عضلات الفك في تقليل توتر العضلات، مثل فتح الفم ببطء ثم إغلاقه ببطء.
- تدليك خفيف لعضلات الفك والرقبة يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر.
- تناول وجبات خفيفة صحية ومتوازنة لتقليل التوتر.
- الحفاظ على الترطيب الجيد لتقليل التوتر العضلي.
- تطبيق كمادات دافئة على الفك لتقليل الألم والتوتر.
- في حالات الألم الشديد، يمكن استخدام كمادات باردة لتقليل الالتهاب والتورم.
- تجنب العادات التي تسبب ضغطًا زائدًا على الأسنان.
- يمكن وضع بضع قطرات من زيت النعناع المخفف على المنطقة المؤلمة. زيت النعناع له خصائص مهدئة يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر.
اقرأ أيضًا: إهمال العناية بالأسنان يهددك بألزهايمر
الأعراض الجانبية لصرير الأسنان
وفقًا لموقع Cleveland Clinic هناك العديد من الأعراض الجانبية لصرير الأسنان، والتي يمكن أن تؤثر على الصحة العامة، منها:
- الصداع النصفي أو الصداع التوتري يمكن أن يكون ناتجًا عن توتر العضلات في الفك والرقبة.
- قد يشع الألم إلى منطقة الأذن بسبب الضغط على مفصل الفك.
- قد يحدث صرير أو طقطقة في الفك عند فتح الفم.
- صعوبات في النوم نتيجة الألم أو التوتر.
- زيادة الحساسية تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
- فقدان الأسنان أو الحاجة إلى إجراءات تصحيحية.
- مشاكل للثة مثل التورم أو النزيف.
كيفية علاج صرير الأسنان أثناء النوم
يتطلب علاج صرير الأسنان أثناء النوم تحديد الأسباب الكامنة وراء الحالة وتطبيق استراتيجيات للحد من الأعراض، منها:
1. استخدام واقيات الأسنان
يمكن أن تساعد واقيات الأسنان أو الحرس الفموي المصنوع خصيصًا في حماية الأسنان من التآكل وتقليل الضغط على الفك. تُصنع هذه الواقيات من مواد مرنة تتناسب مع شكل الأسنان وتخفف الضغط الناتج عن الصرير.
2. إدارة التوتر والقلق
تقنيات الاسترخاء مثل تقنيات التأمل، واليوجا، وتمارين التنفس يمكن أن تساعد في تقليل التوتر الذي قد يسهم في صرير الأسنان. أما إذا كان الصرير ناتجًا عن القلق أو التوتر، يمكن أن يكون العلاج النفسي أو الاستشارات مفيدًا.
3. تعديل نمط الحياة
تقليل تناول الكافيين والكحول، خاصة في المساء، يمكن أن يساعد في تقليل الصرير. مع ضرورة الحفاظ على جدول نوم منتظم وخلق بيئة نوم مريحة يمكن أن يساعد في تقليل صرير الأسنان.
4. تدليك الفك والعضلات
يمكن أن يساعد تدليك عضلات الفك على تقليل صرير الأسنان والتوتر والألم. يمكنك القيام بذلك برفق قبل النوم.
5. تمارين الفك
تمارين الفك الخفيفة يمكن أن تساعد في تقليل توتر العضلات حول الفك. استشر طبيب الأسنان أو أخصائي العلاج الطبيعي للحصول على تمارين مناسبة.
6. العلاج الطبي
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم أو تقليل توتر العضلات. أدوية مثل مرخيات العضلات أو أدوية القلق يمكن أن تكون مفيدة حسب الحالة. كما يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في معالجة الأسباب النفسية أو السلوكية للصرير.
7. تعديل عادات النوم
تجنب النوم على الظهر، حيث قد يؤثر ذلك على الفك. النوم على الجنب قد يكون أكثر راحة لبعض الأشخاص.
طرق الوقاية من صرير الأسنان
وأوضحت بيروز أنه يمكن تخفيف متاعب صرير الأسنان أثناء النوم بواسطة جبيرة، والتي تتمثل مهمتها في المقام الأول في حماية الأسنان.
ومن جانبه، أشار أخصائي العلاج الطبيعي الألماني، هانز أوتو رول، إلى أن هناك نظرية في طب العلاج الطبيعي مفادها أن التشوهات في منطقة الحوض يمكن أن تؤدي إلى شد حتى منطقة الرأس، لذا قد يرجع سبب صرير الأسنان إلى الوضع المائل للحوض، وهو ما ينبغي أخذه في الاعتبار أيضا.
وبدوره أشار أخصائي علم النفس الألماني توماس فيلكر إلى أن تقنيات الاسترخاء يمكنها أيضا أن تساعد في تخفيف متاعب صرير الأسنان مثل الاسترخاء العضلي التدريجي وتمرين التحفيز الذاتي.
وأخيرًا، إذا كنت تعاني من صرير الأسنان بشكل مستمر أو إذا كان له تأثير كبير على حياتك اليومية، فمن الأفضل استشارة طبيب الأسنان للحصول على تقييم دقيق وتحديد العلاج الأنسب بناءً على حالتك الخاصة.