لقاء الاتحاد والنصر في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أشبه بالتأكيد ورد الاعتبار بين الطرفين في ظل وجود أوراق رابحة داخل الملعب.
كثيرون لديهم توقُّع كبير بأن لقاء الكلاسيكو المنتظر بين الأصفرين العالمي والمونديالي لن يكون نسخة مكررة من اللقاء السابق، سواء من ناحية الاستعداد الذهني أو التكتيكي.. فالفوارق الفنية التي مالت لمصلحة النصر تراجعت أمام التكامل الاتحادي الفني والمعنوي، وكسب الرهان بغض النظر عن الأخطاء التحكيمية التي لا تبخس حقه في الفوز.
المراحل التي مرت بالاتحاد في السابق لا يمكن مقارنتها إطلاقًا بمرحلة سييرا والتغيير الجذري الذي أحدثه سواء على مستوى الإعداد الفني أو تركيبة الفريق وشخصيته داخل الفريق
لقاء الليلة أشبه بالتأكيد ورد الاعتبار بين الطرفين في ظل وجود أوراق رابحة داخل الملعب، مثل حمد الله وأمرابط وموسى وجوليانو في النصر، والمولد ورومارينيو وبريجوفيتش وفيلانويفا في الاتحاد، لكن بالتأكيد فيتوريا وسييرا لا يقلان قدرة وذكاء في إعطاء المباراة طابعًا تكتيكيًّا مغايرًا، يمكنه أن يميل الكفة لمصلحة أحدهما على الآخر.
في المقابل لا يمكن إغفال دكة البدلاء في قلب موازين اللعب، وهو ما حدث في إشراك عبدالعزيز البيشي في أواخر الشوط الثاني وقدرته على خلق مساحات مع الاندفاع النصراوي.
المراحل التي مرت بالاتحاد في السابق لا يمكن مقارنتها إطلاقًا بمرحلة سييرا، والتغيير الجذري الذي أحدثه سواء على مستوى الإعداد الفني، أو تركيبة الفريق، وشخصيته داخل الفريق، أما النصر فالأداء الجماعي، وانسيابية اللعب، أكدا حنكة فيتوريا بوصفه مدربًا يملك قراءة المباريات بشكل إيجابي في ظل امتلاكه حلولًا فردية، تستطيع تغيير مجريات اللعب، خاصة مع مشاركة نور الدين أمرابط الذي يمكن وصفه باللاعب الأفضل في دوري المحترفين بلا منازع.
في ظل هذه المعطيات لا يمكن ترجيح كفة فريق على الآخر، لكن بالتأكيد هناك نقاط فنية تكشف تفوق فريق على الآخر، فالنصر قادر على إحداث فوضى في الدفاع الاتحادي، وإرباكه عند ممارسة الضغط على لاعبيه في منتصف ملعبه، مع قدرة لاعبيه على الاستحواذ وتنويع الهجمات، لكن تبقى القدرة على التراجع لإغلاق المساحات عند فقدان الكرة، وهي الميزة التي نجح لاعبو الاتحاد في استغلالها أثناء اللقاء الأخير، وتسريع الهجمات الخاطفة التي يقودها فهد المولد.
القراءة الشخصية يمكن رسمها في اللقاء بأن الأهداف ستكون حاضرة، ولن تقتصر على هدف واحد على الرغم من أنها مباراة كأس، تتطلب الهدوء والتحفظ والحذر، لكنَّ حدسي يقول إن تسجيل هدف مبكر لأحدهما سيكون له أثره في بعثرة أوراق الفريقين.
نقطة أخيرة لابد من الإشارة إليها وهي أن فوز فريق على الآخر لا يعكس بالضرورة خيبة أمل لأنصارهما، فالمستوى النصراوي يجعل جمهوره فخورًا بالفريق وما قدمه من عطاءات جماعية وفردية طيلة مباريات الموسم، فيما جاءت عودة الاتحاد التصاعدية في المنعطف الأخير من الموسم مبشرة ومُرضية إلى حدٍّ كبير.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة