خالد سلطان القاسمي؛ عيناي لم ترَ عيناك قبل أن تغلق للأبد. أذناي لم تأنس بصوتك قبل أن يصبح أثيرا كونيا.
خالد سلطان القاسمي؛ عيناي لم ترَ عيناك قبل أن تغلق للأبد. أذناي لم تأنس بصوتك قبل أن يصبح أثيرا كونيا. يداي لم تصافح يديك الرقيقتين، قبل أن تغادر هذا الزمن. لكن شيئا في ذاتي تألم ليس فقط لشبابك، فلست أول شاب يغادر. لا أدري لماذا شعرت بهذا الحزن الجافل، بهذا الأسى الذي يفطر القلب. لا أدري لماذا شعرت وكأن روحك لامست روحي. شعرت بحزن يشبه حزنك على الفراق.
من قلب أم اسمها "ريما" أحست بروح خالد وحيد جواهر، وآخر أبناء سلطان، إلى جنان الخلد يا روح خالد (الخالدة).
أيا خالد؛ سمعت عنك الكثير، وعن توق روحك المبدعة للتصميم والإبداع والخلق. سمعت عنك وعن الفجوة التي تفصلك عن رغبة الحكم. أحزنت والدك ربما، لكن تفرد روحك وشفافيتها كانت تحملك في هذا الكون "كفراشة رقيقة"، تطير فرحة مزهوة بألوانها وربيع الحياة من حولها. كان ربيعك قصيرا وقصيرا جدا، لكنه ترك أثرا، كما تفعل الفراشات في هذا الكون. تلامس جمال الكون برقتها اللامتناهية، تعيش قصيرا، وقصيرا جدا، وتغادر أزهارها وهي فرحة مستكينة.
روحك يا خالد، روح فراشة لم تكن تقوى على الانحباس في أي شكل وأي إطار، كأن الأطر تسرق من الصورة شيئا من رونقها. كأن الأطر شكلا من أشكال المهابة والسلطة والمكانة وأنت لا تريد سوى ذات مستكينة لذاتها وطاقاتها وتفجرها الذاتي.
كأن روحك تبحث عن آخر. تبحث عن حرية لا يعرف مذاقها سوى السجناء. وأنت، وإن امتلكت قوة الأمراء، لكنك فضّلت بساطك الربيعي القصير. كنت أميرا فوق عرش ممهدا لأرجلك الرقيقة كي تلامسه، كي تعبر على البسط الحمراء، تصفق لك الأيادي وتحيك. لكن روحك أبت إلا الطيران. كنت دائم التحليق، وروحك لا تعرف الهدوء والاستكانة، فأنت تستأنس لتلك الفراشة في دواخلك، وتأبى الحصار.
عاندت أي قضبان للحياة والرغبات الأسرية، كأن روح الفراشة في دواخلك أحست بقضبان الحياة. عاندت حتى قضبان قفصك الصدري، وحاولت كسر حواجز الذات والتحليق والإبداع. بحثت عميقا عن هذا العتق الداخلي. تذوقت عميقا هذا الرحيق لحرية لا تلامسها سوى روح من أبدع حلما واختصر التحليق برقصة حول ضي شمعة موقدة في ظلمة الحياة.
رحمك الله يا روح الفراشة الساكنة في صدر خالد، والتي كسرت قضبان الحياة وحلقت في فضاء السكينة الأبدية.
من قلب أم اسمها "ريما" أحست بروح خالد وحيد جواهر، وآخر أبناء سلطان، إلى جنان الخلد يا روح خالد (الخالدة).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة