رئيس شعبة الذهب في مصر: الفضة أصبحت ملاذا استثماريا ينافس «الأصفر» في 2025

تشهد أسواق المعادن الثمينة العالمية تحولا جذريا في موازين العرض والطلب، يقف في مركزه المعدن الأبيض "الفضة"، الذي عاد إلى واجهة الاهتمام الاستثماري والصناعي على حد سواء.
بينما تستمر أسعار الذهب في استقرار نسبي، تتجه الفضة بخطى متسارعة نحو مستويات تاريخية مدفوعة بعوامل إنتاجية وطلب صناعي متزايد في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
ويُجمع الخبراء على أن العالم يدخل مرحلة جديدة يمكن وصفها بـ"الندرة السعرية"، مع تقلص المعروض العالمي من الفضة مقابل اتساع قاعدة الطلب، ما يفتح الباب أمام حقبة مختلفة في تسعير هذا المعدن الذي يجمع بين اللمسة الاستثمارية والقيمة الصناعية العالية.
وفي هذا الإطار، تحدث إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، لـ"العين الإخبارية"، كاشفا عن ملامح التحول في سوق الفضة عالميا ومحليا، والعوامل التي تدفع الأسعار إلى الاقتراب من مستوياتها التاريخية غير المسبوقة.
قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن أسواق الفضة العالمية تشهد تحولا استثنائيا في معادلة العرض والطلب، مع بروز مؤشرات قوية على دخول المعدن الأبيض مرحلة وصفها الخبراء بـ"الندرة السعرية"، نتيجة التراجع الواضح في المعروض العالمي مقابل الطلب المتنامي على الفضة في الاستخدامات الصناعية والاستثمارية.
وأضاف واصف، أن أسعار الفضة واصلت ارتفاعها عالميا وتخطت حادز 50 دولارًا للأوقية، موضحًا أن هذا الصعود يختلف جذريًا عن الطفرة التي شهدتها الأسواق عام 1980، عندما حاول الأخوان نيلسون وويليام هانت احتكار السوق بشراء كميات ضخمة من الفضة، ما أدى حينها إلى فقاعة سعرية أعقبها انهيار حاد بعد تدخل السلطات الأمريكية.
وأوضح رئيس شعبة الذهب أن الارتفاع الحالي مدفوع بعوامل واقعية تتعلق بزيادة الطلب الصناعي على الفضة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، خاصة في تصنيع الألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية، إلى جانب عودة المستثمرين إلى الفضة كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية.
وأشار واصف إلى أن الطلب الاستثماري أصبح يتجاوز الطلب على المشغولات الفضية، إذ يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالمعدن الخام في صورة سبائك أو عملات، نظرا لسهولة تداوله وقدرته على التحوط من التضخم، مؤكدًا أن الأسواق تتجه نحو مرحلة من النمو السعري المستقر المدعوم بتوازن طبيعي بين العرض والطلب، بعيدًا عن المضاربات قصيرة الأجل.
وتوقع واصف أن تحافظ الفضة على مستويات مرتفعة نسبيًا خلال الفترة المقبلة في ظل محدودية الإنتاج العالمي وزيادة الطلب الصناعي والاستثماري، لافتًا إلى أن استمرار توسع الشركات العالمية في مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة سيُبقي على الضغوط الصعودية للأسعار، مما يجعل الفضة إحدى أكثر المعادن جذبًا للاستثمار في السنوات القادمة.
أسعار الفضة في مصر
محليًا، شهدت أسعار الفضة في مصر اليوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 استقرارًا نسبيًا، بعد تحركات طفيفة خلال الأيام الماضية، وسط متابعة دقيقة لتقلبات السوق العالمي وتطورات الأوضاع الاقتصادية.
وسجل غرام الفضة النقية عيار 999 نحو 84.26 جنيه للشراء و83.29 جنيه للبيع، فيما بلغ سعر الفضة البريطانية عيار 958 حوالي 80.80 جنيه للشراء و79.87 جنيه للبيع.
أما الفضة الاسترليني عيار 925 فقد استقرت عند 78.02 جنيه للشراء و77.12 جنيه للبيع، في حين سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 67.47 جنيه للشراء و66.70 جنيه للبيع، وسط حالة من الهدوء النسبي في تعاملات السوق المحلي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز