الذهب VS شهادات الادخار.. ما الاستثمار الأفضل للمصريين؟
يعتبر الذهب وسيلة تحوط جيدة ضد مخاطر التضخم، لأن ارتفاع تكلفة السلع والخدمات يميل إلى تآكل قيمة الدولار.
رفعت مصر أسعار الفائدة الرئيسية في السوق المحلية، الخميس، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن البنوك العاملة في السوق المحلية، قد تصدر شهادات ادخار بفوائد مرتفعة، قد تتجاوز 30%.
والخميس، ذكر البنك المركزي المصري في بيان، أنه رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس ليصل إلى 18.25 بالمئة، و19.25 بالمئة، و18.75 بالمئة على التوالي.
أمام هذه التطورات والتوقعات بإصدار شهادات ادخار بفوائد مرتفعة، ستكون شريحة من المستثمرين الصغار في السوق المصرية، أمام حيرة الاستثمار، هل يتجهون للاستثمار في هذه الشهادات، أم في الذهب "الملاذ الآمن"؟
الذهب.. الملاذ الآمن
مستويات مخاوف المستثمرين مرتفعة بشكل خاص في الوقت الحالي، حيث تحوّل التضخم العالمي وفي مصر كذلك إلى أزمة اقتصادية مرهقة للدولة وللأفراد، وليس من المؤكد متى ستتعافى مصر من جائحة التضخم.
في مثل هذه الأوقات من عدم اليقين، يوصف الذهب بأنه "ملاذ آمن" لأولئك الذين يبحثون عن مأوى من الاستثمارات الأكثر تقلبا تقليديا، فالذهب هو استثمار قليل المخاطر، لكنه لا يحقق عائدا كما الاستثمارات الأخرى في مصر، وأبرزها اليوم شهادات الادخار.
لكن باعتباره أول شكل من أشكال العملات في العالم، فإن الخصائص المادية للذهب تعني أنه منذ فترة طويلة يعتبر مخزنا موثوقا للقيمة. إنه متاح على نطاق واسع بما يكفي للتداول ولكنه محدود العرض، لذلك فهو نادر بما يكفي لاعتباره ذا قيمة.
حاليا يبلغ سعر أونصة الذهب عالميا قرابة 1970 دولارا، قريبا من أعلى مستوى على الإطلاق المسجل في عام 2020، والبالغ حينها 2073 دولارا.
يتحرك سعر الذهب، والذي يكون عادة بالدولار في الاتجاه المعاكس للدولار؛ هذا لأنه إذا ارتفعت قيمة العملة الأمريكية، فستحتاج إلى دولارات أقل لشراء أونصة من الذهب، لكن الدولار ما يزال قويا رغم التذبذبات الأخيرة، وبالتالي فإن المستثمر المصري قد يواجه بعض المخاطر في حيازة الذهب، مع فرضية عودة الوهج للعملة الأمريكية.
لكن، يعتبر الذهب أيضا وسيلة تحوط جيدة ضد مخاطر التضخم، لأن ارتفاع تكلفة السلع والخدمات يميل إلى تآكل قيمة الدولار.
والسبب الرئيسي للناس للاستثمار في الذهب هو للحماية، لأنه لا يدفع أرباحا أو فوائد، لذلك يمكن أيضا أن تخسر المال إذا لم يتحقق ما تخشاه.
شهادات الادخار
يبدو أن بعض البنوك المصرية تتجه لطرح شهادات ادخار ذات عائد مرتفع للغاية، لأجل عام على الأغلب، أي أنه استثمار قصير الأجل، لكنه سريع تحقيق العائد.
الصورة من بعيد تشير إلى أن الاستثمار في شهادات الادخار أمر مجد ماليا، خاصة إن كانت الفائدة تتجاوز 25%، أي أن استثمارا بـ100 ألف جنيه، يعني الحصول على عائد بعد عام، يصل إلى 25 ألف جنيه.
هذا أمر جيد، ولكنّ هناك مسألتين مهمتين قبل التفكير بالاستثمار في شهادات الادخار، الأول: هل العملة المصرية وصلت إلى مرحلة نهائية من الاستقرار على المدى المتوسط؟
في آخر عام، تم خفض قيمة الجنيه بنسبة تقترب من 50% من 15.7 جنيه، وصولا إلى 30.7 جنيه مطلع الشهر الجاري، أي أن مخاطر انخفاض العملة قد تشكل مخاطرة على الاستثمار في شهادات الادخار.
تشير بنوك استثمار أمريكية إلى أن الجنيه المصري قد يتجه إلى مزيد من الخفض خلال الفترة المقبلة، ما يعني أن الاستثمار في شهادات الادخار قد يحقق عائداً، لكن هذا العائد سيتآكل بسبب تراجع أسعار الصرف.
تعد شهادات الادخار من ضمن أشكال حسابات الودائع البنكية، وتكون لها مدة زمنية محددة، ويشترط على صاحب المال من خلال هذه الشهادة عدم سحب أو إيداع أي مبلغ من مال في الحساب، مقابل فوائد، يتم الاتفاق عليها، ويأخذها في نهاية المدة الزمنية لشهادة الادخار بشكل شهري أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنوي.
وتختلف شهادات الادخار عن باقي الشهادات الأخرى، حيث تمتلك نسبة فائدة عالية، بسبب تعهد صاحب المال بعدم سحبه قبل الموعد المحدد، وإذا أراد كسر الوديعة، يجب أن يمضي 6 أشهر بالحد الأدنى على إيداعها في البنك.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز