جوميز صاحب المتناقضات؛ فقد حباه الله ببسطة في الجسد وقوة وملامح صارمة وفي مقابلها قلب طفل رقيق وحنون.
لا تستهويني الكتابة عن الأفراد ليقيني بأن الأفكار نبات متلاقح والأسماء جماد فلا يلتقيان، وهذه من النوادر في الهاءات أن تختص لشخص، فعندما بحثت عن لاعب الهلال بافتيمبي جوميز وجدت في سيرته الذاتية هذه العبارة “حلمي أن أكون أكثر من لاعب كرة قدم”.
جوميز صاحب المتناقضات.. فقد حباه الله ببسطة في الجسد وقوة وملامح صارمة.. وفي مقابلها قلب طفل رقيق وحنون. الهلال محظوظ بلاعب مؤثر حريص على الحفاظ على موهبته وتطويرها وطموح لمزيد من الإنجازات في مقابل رقي أخلاقي وإنساني سواء بتفاعله وتعامله مع زملائه أو مع الجماهير.
ولد جوميز في السنغال ونشأ في عائلة فقيرة عددها كبير “درزن”؛ فبالإضافة إلى الوالدين هناك 10 من الأبناء اضطر والده العامل الفقير إلى الهجرة بالعائلة إلى فرنسا، وهناك نشأ واضطر لمغادرة مقاعد الدراسة وهو في سن الخامسة عشرة لمساعدة والده في إعالة عائلته من خلال ممارسة كرة القدم.
أول عقد احترافي وقعه اشترى بقيمته منزلا لأسرته وطلب من والده التوقف عن العمل والخلود للراحة: “لقد حان وقتي فاسترح يا أبي”.
بعد 10 سنوات من مغادرة المدرسة عاد لها مرة أخرى بعد شعوره بالخجل؛ لأنه لم يستطع التحدث في أول ظهور تلفزيوني، وشيئا فشيئا بدأ نجمه في السطوع فلعب لأندية مميزة في دوريات كبيرة قبل أن ينتقل أخيرا للدوري السعودي.
بعد مرور فترة من الزمن طلب من إدارة ناديه استئجار فيلا مجاورة لسكنه على حسابه الخاص؛ لأنه تعاقد مع مدرب لياقة خاص وخبير تغذية يساعدانه على تحسين وضعه الصحي والغذائي، وقد بدأت تظهر على تحركاته وتسديداته مرونة نادرة فيمن هم في عمره.
قبل لقاء الكلاسيكو قامت إدارة النادي برحلة برية لطواقم الفريق، وبعد العودة مساء غالبا يكون الجميع منهكا وراغبا في الراحة، لكن جوميز توجه مع مدربه الخاص لأداء تمارين خاصة بالمرونة وقوة التحمل في الكلاسيكو.
وبعد تسجيله لهدف خرافي احتفل بطريقته المميزة والخاصة، ولقربه من طفل صغير “حامل الكرات”، ولتدافع بقية رفاقه ولهدير المدرج الأزرق خلفهم مباشرة هلع الطفل وهرب من مكانه، وبعد نهاية المباراة بحث عنه جوميز فأهدى له قميصه الذي لم يقد لا من دبر ولا من قبل، وقبّله ثم غادر محتفلا مع بقية الرفاق، وهنا تظهر سريرة الجانب الإنساني لديه؛ فمجرد تنبهه للحادثة وبحثه عن الطفل هناك جوانب رقي وتواضع.
جوميز صاحب المتناقضات؛ فقد حباه الله ببسطة في الجسد وقوة وملامح صارمة، وفي مقابلها قلب طفل رقيق وحنون. الهلال محظوظ بلاعب مؤثر حريص على الحفاظ على موهبته وتطويرها وطموح لمزيد من الإنجازات، في مقابل رقي أخلاقي وإنساني سواء بتفاعله وتعامله مع زملائه أو مع الجماهير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة