أسطورة راسينغ سانتاندير لـ«العين الإخبارية»: هذه أسباب قلة المواهب العربية في الليغا

تعد بطولة الدوري الإسباني من أقوى المسابقات الكروية على مستوى العالم وتحظى بشعبية كبيرة حول العالم.
هذه الشعبية يريد القائمون على الكرة الإسبانية استغلالها بصورة كبيرة، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن بين الوسائل لاستغلال هذه الشعبية، العمل على اكتشاف مواهب في عدد من الدول العربية ومن بينها مصر.
وأراد عدد من المسؤولين عن الكرة الإسبانية اكتشاف هذه المواهب في مصر، من التواجد ومتابعة بطولة دوري زد الدولية للناشئين تحت 17 عاماً التي ضمت عدداً من الأندية الأفريقية والأوروبية.
وشارك في هذه البطولة أندية زد، وأستون فيلا الإنجليزي، وهيرتا برلين الألماني، وراسينغ سانتاندير الإسباني، وأسيك الإيفواري، ومنتخب مصر مواليد 2009.
ومن بين الحضور، تواجد غونزالو كولسا، أحد أبرز اللاعبين في تاريخ وراسينغ سانتاندير، حيث لعب له بين 1998 و2001 ثم بين 2006 إلى 2012.
"العين الإخبارية" التقت مع غونزالو كولسا، والذي حضر إلى مصر لمرافقة النادي الإسباني المشارك ببطولة دوري زد الدولية، حيث تحدثت معه عن بطولة زد الدولية، فضلاً عن أسباب قلة اللاعبين العرب في الملاعب الإسبانية وغيرها من الأمور.
أهمية المشاركة في بطولة بمصر
وفيما يخص أهمية المشاركة ببطولة زد، يقول كولسا: "المشاركة في هذه البطولة تمثل فرصة هائلة لنادٍ صغير لكنه يحظى بتاريخ كبير مثل راسينغ سانتاندير".
وتابع: "كما أنها فرصة للتعرف على بلد آخر وثقافة أخرى وعلى طريقة مغايرة لفهم ولعب كرة القدم. مواجهة فرق أفريقية وأوروبية بمثابة طريقة رائعة لمعرفة مستوانا وتأقلمنا في اللعب على أي موقف، نشعر بالفخر لوجودنا في القاهرة".
وعن توقعاته لمشروع المواهب في مصر والعالم العربي، قال كولسا: "من الرائع رؤية المواهب الخفية في كرة القدم في أي مكان في العالم".
وأكمل: "على سبيل المثال شاهدت مباريات لفريق زد تحت 15 و17 و18 عاماً ولا يمكن تصديق العمل الذي تم إنجازه في وقت قصير فهو نادٍ جديد وفي مرحلة الإنشاء، ولكنه يراهن على الناشئين ويستثمر الوقت والمال على تطوير المواهب المحلية. هو مشروع واعد ولكن هناك حاجة للعمل على تعزيز المواهب منذ الصغر".
قلة اللاعبين العرب في الليغا
وبالنسبة لمسألة قلة اللاعبين العرب في الملاعب الإسبانية، يقول كولسا: "هناك عوائق مثل اللغة والثقافة المختلفة لكل دولة بالإضافة إلى فلسفة وهوية كل ناد".
وأضاف: "جميع هذه العوامل تجعل الأمر يحدث ببطء كما يجب أن تنتظر أداء هذه المواهب على المدى المتوسط والطويل".
وواصل: "يجب التحلي بالصبر دائماً مع أي لاعب ناشئ، وأن ندرك الصعوبات التي يواجهها اللاعب الناشئ الذي لا يحظى بالخبرة، لأنه بمجرد اكتشاف الموهبة التي تناسب النادي، تظل المهمة الأصعب هي تركيب القطع معاً حتى يتمكن اللاعب من تطوير إمكانياته الكاملة بثقة وهدوء والتأقلم مع النادي".
وحول ما إذا كان راسينغ يخطط للتوقيع مع مواهب عربية، أجاب كولسا: "سوقنا محدود للغاية ونحن في الأساس نادٍ تدريبي يعتمد على لاعبين محليين من منطقة كانتابريا".
وأوضح: "لكننا نبدأ في البحث عن مواهب جديدة والمشاركة في بطولة زد أمر بالغ الأهمية بالنسبة للناديين من أجل تبادل الخبرات ولكي نجعل لاعبينا الشباب يعيشون تجربة كروية وشخصية مختلفة، ونحن نسعى للعمل مع زد للتعرف بشكل أكبر على المواهب المصرية كما سنسعى أيضا للتعرف على المواهب العربية".
طموحات راسينغ سانتاندير
وبشأن طموحات ناديه، قال كولسا: "دوري الأضواء في إسبانيا هو الهدف الذي يقترب منه الفريق يوماً بعد الآخر، لكن هذا الهدف ليس شرطاً جوهرياً لإعادة بناء نادينا".
واستطرد: "النادي تغيرت ملكيته منذ نحو موسمين وقد تحسن بشكل كبير كما تم استثمار الكثير في التكنولوجيا والعوامل البشرية واللوجستية من أجل تنفيذ الخطة الإستراتيجية للأعوام الخمس المقبلة".
تكرار تجربة محمد صلاح في الليغا
وتطرق كولسا للحديث عن إمكانية تكرار تجربة محمد صلاح الناجحة في الدوري الإنجليزي رفقة ليفربول، لكن عبر الدوري الإسباني.
وقال كولسا: "نحن قادرون على ذلك وأنا واثق من أن هذا الأمر سيحدث، عندما يتحد اثنان من الكيانات الرياضية في مناطق مختلفة من العالم مثل راسينغ وزد، يصبح الأمر سهلا خاصة وأننا نتقاسم العمل على اكتشاف مواهب من قطاعات الناشئين والعمل على تطوير مستواهم".
وأوضح: "صلاح المستقبلي موجود في مكان ما في مصر وعلينا أولا أن نعثر عليه وبعدها نقوم بتعزيز مواهبه والتحلي بالصبر معه لكي يقدم أفضل ما لديه".
كولسا واصل تصريحاته: لو تأهلنا إلى الليغا، سنبدأ في استكشاف سوق غير معروف بالنسبة لنا لكنه يتمتع بإمكانيات كبيرة، اللاعبون العرب مميزون للغاية ومختلفون".
وأتم: "علينا أن نستغل كل مميزاتهم ونعززها ونعمل على الجوانب التكتيكية الأساسية لكرة القدم الإسبانية حتى يتمكنوا من التأقلم بشكل أفضل وأسرع، ولهذا السبب من المهم أن نبدأ باللاعبين الشباب، الذين يعرفون نادي راسينغ، ومدينته سانتاندير، وبالطبع هوية النادي".