إرث من التميز.. رحلة 20 عاما لسهم غوغل في البورصة
اعترف رائد الأعمال الملياردير الأمريكي وارن بافيت قبل سنوات بأن عدم الاستثمار في شركة غوغل، كان خطأ كبيرا يندم عليه منذ 20 عاما.
وخلال عام 2024 الجاري، تتم شركة غوغل، المشغلة لأضخم محرك بحث عبر الإنترنت في العالم، عامها الـ20 من الاكتتاب في سوق الأسهم.
ولم يستثمر بافيت في غوغل وفق تصريحاته، خلال الاكتتاب العام الأولي للشركة التابعة الآن لمجموعة ألفابت عام 2004، على الرغم من كونه السبب وراء قرار مؤسسي الشركة لاري بيغ وسيرجي برين بالمضي قدما في الاكتتاب العام الأولي لشركة التكنولوجيا العملاقة منذ عقدين.
ولكن ماذا عن أولئك الذين كانوا ذو حظ أكبر من بافيت، الذين استثمروا في الاكتتاب العام الأولي لشركة التكنولوجيا العملاقة قبل حوالي عقدين من الزمن، وما مدى ثراء هؤلاء المستثمرين الآن.
متى أطلقت غوغل الاكتتاب العام؟
في الخميس 19 أغسطس/آب من عام 2004، بينما كان السباحون الأمريكيون يحصدون الميداليات الذهبية باكتساح في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في أثينا، اليونان، لم تكن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لأول ظهور لسهم Google في بورصة ناسداك.
على الرغم من الزخم الكبير الذي سبق الاكتتاب العام للشركة، لم يبدُ المستثمرون حريصين على ما كان في ذلك الوقت مجرد سهم محرك بحث كما كانت تأمل الإدارة.
انتهت الشركة بتسعير الأسهم عند 85 دولارا، وهو الحد الأدنى لنطاقها المنقح من 85 دولارا إلى 95 دولارا، وكان هذا النطاق أقل بكثير من هدفه الأصلي البالغ 108 دولارات إلى 135 دولارا.
علاوة على ذلك، لم تكن حركة التداول في اليوم الأول من الاكتتاب تعكس حماسة المستثمرين، إذ افتتح سهم Google عند 100 دولار، أي أعلى بنسبة 17% من سعر العرض، وأغلق اليوم عند 100.34 دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18% عن سعر الاكتتاب العام.
ويعد هذا أداء قويا ولكن ليس أداء يليق بما وصف به طرح سهم غوغل آنذاك، بأنه أهم طرح عام أولي للتكنولوجيا منذ ظهور "الدوت كوم" في عام 2000.
وخلال الطرح الأولي للشركة، نجحت غوغل في بيع 22.5 مليون سهم وجمع أكثر من 1.9 مليار دولار من خلال الاكتتاب العام في عام 2004.
ما هو سعر سهم غوغل اليوم مقارنة بتاريخ الطرح الأولي؟
بعد ما يقرب من 20 عاما من الاكتتاب العام الأولي، يبلغ سعر سهم Google، المدرجة باسم الشركة الأم Alphabet، وقت كتابة هذا التقرير، الإثنين 29 أبريل 2024، نحو 173.69 دولار في ناسداك.
وبمقارنة ذلك بسعر سهم الاكتتاب العام الأولي البالغ 85 دولارا، قفزت قيمة سهم Google بنسبة تزيد على 100%.
رئيس غوغل يعلق على رحلة الـ 20 عاما
بالتزامن مع الذكرى العشرين على طرح الشركة للاكتتاب للمرة الأولى، حرص ساندر بيتشاي، رئيس شركة ألفابت المالكة لغوغل على مشاركة متابعيه على إنستغرام، ما يشعر به حول مرور عقدين على انطلاقته مع غوغل التي يتزامن ذكراها خلال هذا العام أيضا.
وكتب سوناك قائلا، "كان يوم 26 أبريل/نيسان 2004 هو أول يوم لي في Google، لقد تغير الكثير منذ ذلك الحين، التكنولوجيا، وعدد الأشخاص الذين يستخدمون منتجاتنا وشعري".
وتابع قائلاً "ما لم يتغير بالنسبة لي هو التشويق الذي أشعر به من العمل في هذه الشركة الرائعة".
ولاقى منشوره صدى لدى العديد من المهنئين، حيث غمر المستخدمون قسم التعليقات لتهنئته على الوصول إلى هذا الإنجاز الرائع.
وأشاد أحد المستخدمين قائلاً "عقدان من التفاني، وعشرين عاماً من الانتصارات، وإرث من التميز".
أول توزيعات أرباح
في أبريل 2024، أي بعد نحو 20 عاما أعلنت Alphabet، الشركة الأم لـ Google، عن توزيع أرباحها الافتتاحية وكشفت عن خطة إعادة شراء الأسهم بقيمة 70 مليار دولار، مما أدى إلى زيادة سعر سهمها بنسبة 16% تقريبا في سعر السهم في تعاملات ما بعد ساعات التداول في جلسة الخميس 26 أبريل/ نيسان 2024..
يمثل قرار الشركة بالبدء في توزيع أرباح نقدية بقيمة 20 سنتا للسهم الواحد خطوة مهمة في استراتيجيتها لإعادة رأس المال، حيث تواصل الاستثمار بكثافة في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي التوليدي للحفاظ على قدرتها التنافسية.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب إعلان شركة Meta Platforms، عملاق التكنولوجيا الآخر، عن أول توزيعات أرباح على الإطلاق قبل ثلاثة أشهر، مما عزز قيمتها السوقية بشكل كبير في اليوم التالي.
ومع استمرار شركة أمازون في عدم توزيع أرباح على المساهمين، فإن خطوة ألفابيت تضعها في مكانة مواتية بين أقرانها في قطاع التكنولوجيا الكبرى.
بذلك تجاوزت ألفابيت توقعات السوق في مجالات رئيسية مثل المبيعات والأرباح وإيرادات الإعلانات للربع المنتهي في 31 مارس الماضي.
فقد حققت الشركة إيرادات بلغت 80.54 مليار دولار، متجاوزة بذلك الإيرادات المقدرة بـ 78.59 مليار دولار.
مبيعات الإعلانات
شهدت مبيعات الإعلانات ارتفاعا 13% لتصل إلى 61.7 مليار دولار، مقابل 60.2 مليار دولار المتوقعة.
ويُعزى هذا النمو إلى زيادة الطلب على الخدمات السحابية، مدفوعا بتبني الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، بالإضافة إلى الإنفاق الإعلاني الثابت.
أدى ارتفاع سعر السهم بعد ساعات العمل عقب تقرير الأرباح إلى ارتفاع القيمة السوقية لشركة ألفابت بحوالي 300 مليار دولار، مما دفعها إلى تجاوز حاجز 2 تريليون دولار. يؤكد هذا الارتفاع على استقبال السوق الإيجابي لأداء ألفابت المالي ومبادراتها الاستراتيجية في إعادة رأس المال إلى المساهمين مع الاستثمار في مجالات النمو المستقبلية.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز