تعيين جورسوتش.. أكبر نصر لترامب منذ توليه منصبه
مجلس الشيوخ يصادق أخيرا على تعيين جورسوتش في المحكمة العليا بعد أكثر من عام من الشد والجذب بين الجمهوريين بقيادة ترامب والديمقراطيين
بعد عام من الشد والجذب داخل الكونجرس، أصبح نيل جورسوتش، الجمعة، القاضي التاسع في المحكمة العليا للولايات المتحدة، وهو ما يجعل الرئيس دونالد ترامب يتنفس الصعداء أمام التعيين الذي يزيد عدد قضاة المحكمة المنتمين لاتجاهه المحافظ.
ويعد هذا التعيين لمرشح ترامب أكبر نصر للرئيس الأمريكي منذ تولى منصبه حتى الآن.
ووقعت مواجهة وخلافات لأكثر من عام بين الأغلبية الجمهورية والمعارضة الديمقراطية في الكونجرس حول مرشح المقعد الشاغر في المحكمة، حتى أقر مجلس الشيوخ، تعيين جورسوتش (49 عاما) والذي رشحه ترامب لهذا المنصب.
وخفَّض الجمهوريون الأغلبية المطلوبة لإجراء التصويت على الترشيح في تغيير تاريخي للقواعد في المجلس، وتم إقرار تعيين جورسوتش بـ 54 صوتا مقابل 45.
وبهذا أنهى اختيار القاضي الجديد أطول فترة فراغ للمنصب من عام 1862 عقب الحرب الأهلية، منذ وفاة القاضي أنطونين سكاليا في 13 فبراير/شباط 2016.
وهنأ ترامب في بيان القاضي المحافظ، مؤكدا أنه كان "الخيار الأمثل ليؤدي مهمة في أعلى محكمة للأمة".
وسيؤدي جورسوتش قسمين، يوم الاثنين.
فسيقسم أولا على احترام الدستور في مراسم في المحكمة العليا، ثم سيقسم على خدمة العدالة في مراسم في البيت الأبيض.
وسيبدأ القاضي الجديد، الذي يتولى منصبه مدى الحياة، مهامه اعتبارا من النصف الثاني من إبريل/نيسان الحالي في المبنى الأنيق الذي يقع مقابل الكابيتول مقر الكونجرس.
وجورسوتش (49 عاما) هو أصغر قاضٍ بالمحكمة العليا، والتي يوجد بها الآن إيلينا كاجان (56 عاما) وسونيا سوتومايور (62 عاما) اللتان عينهما باراك أوباما، وستيفن براير (78 عاما) وروث بادر جينسبورج (84 عاما) اللذان عينهما بيل كلينتون، وجون روبرتس (62 عاما) وصامويل أليتو (67 عاما) اللذان عينهما جورج بوش الابن، وكلارنس توماس (68 عاما) التي عينها جورج بوش الأب، وأنتوني كينيدي (80 عاما) الذي عينه رونالد ريجان.
وبتعيين جورسوتش يصبح عدد المحافظين في المحكمة 5 قضاة مقابل 4 ليبراليين.
وبوجود جورسوتش المحافظ ستميل هذه المؤسسة، التي تحسم النقاشات حول القضايا الكبرى في البلاد، إلى التيار المحافظ ربما لجيل كامل؛ ما يثير ارتياح المتدينين التقليديين والمدافعين عن حيازة الأسلحة النارية ومعارضي الإجهاض وأصحاب المصالح المالية الكبرى.
وكان البيت الأبيض ينتظر بفارغ الصبر وصول جورسوتش إلى المحكمة إذ إن السلطة القضائية باتت تحد من قدرات ترامب على التحرك.
فقد علق قاضيان فيدراليان صيغتي قراري الرئيس ترامب حول الهجرة.
وبعد هذا الإخفاق، امتنع الرئيس الأمريكي عن اللجوء إلى المحكمة العليا خوفا من رفض جديد. لكن مع توجه المؤسسة يمينا تتغير الاحتمالات.
وقال لي ابستين، الأستاذ في جامعة واشنطن بسانت لويس، إن المحكمة بميلها للتيار المحافظ قد تحسم الخلاف لصالح البيت الأبيض فيما يخص موقفه من الهجرة، ومن عدم التشدد في فرض قيود على حمل المواطنين للسلاح ورفض الإجهاض.
وللمحكمة العليا الأمريكية مكانة كبيرة، فهي أعلى هيئة قضائية، وصاحبة القرار النهائي في المسائل القانونية الأساسية في المجتمع، على رأسها التمييز العرقي، وعقوبة الإعدام، والإجهاض، والمساواة بين الجنسين، وحيازة السلاح الفردي.
كما أن مدة تولي المنصب لمدي الحياة، وهذا لا يسمح بتغيير رئيس المحكمة أو القضاة المعاونين إلا في حالة الوفاة، أو التقاعد، أو تقديم الاستقالة أو الإقالة في حالة توجيه تهمة وإثباتها على شخص القاضي.
لذا تصبح أدوار القضاة التسعة المعينين بالمحكمة في غاية الأهمية، والتي تتحدد بناءً على التوجه السياسي لكل واحد منهم.
وفي وقت سابق، أظهر عدد من النواب الديمقراطيين رفضهم لهذا الترشيح والتعيين من قبل ترامب، معتبرًا أن مواقف جورسوتش المتشددة والمحافظة، في قضايا مجتمعية، وتأييده لمواقف الشركات الرافضة منح أموال لشركات التأمين تتعلق بتعويضات تحديد النسل، معتمدًا في هذا الموقف على منطق ووجهة نظر دينية، أمر يدعو للقلق، فضلًا عن أن لديه ميلا كبيرا لأصحاب الشركات الكبرى؛ ما يؤثر سلبًا على طبيعة القرارات التي يصدرها ومواقفه من مصالح العمال.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز