خبيران تونسيان: كلمة المشيشي حول الاحتجاجات "بلا محتوى"
اعتبر خبيران تونسيان أن كلمة رئيس الوزراء هشام المشيشي حول الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 6 أيام، كانت بلا محتوى.
واستخدم المشيشي، في كلمته التي خاطب بها الشعب التونسي، "عبارات جافة"، في وصف 6 أيام من التحركات الليلية، وهو ما أفقده المتابعة والاستجابة الشعبية الإيجابية.
فقد تضمنت كلمة رئيس الوزراء التونسي، تعبيرات من قبيل تفهم خلفيات الاحتجاجات، والتشبث بتطبيق القانون ضد مخالفي الحجر ومثيري الشغب والعنف، دون التطرق لأسباب هذه الاحتجاجات وطرح رؤى عامة لآلية معالجتها.
وتجمهر، اليوم الأربعاء، أنصار حزب الوطنيين الديمقراطيين ذي التوجهات اليسارية، أمام وزارة الداخلية التونسية، للمطالبة بكشف حقيقة الاغتيالات السياسية ومن يقف وراءها.
وأوضح معز البرهومي الخبير التونسي في الاتصال السياسي، أن خطاب المشيشي "كان مغالطة كبيرة لم تنجح في اللعب على مشاعر المحتجين"، مؤكدا "أنه وفريقه أول من فتح باب الرضوخ لضغوط الأحزاب الإرهابية مثل حركة النهضة، لتحقيق مطالب تسببت في تعجيز ميزانية الدولة، مثل دفع تعويضات لأبناء حركة الإخوان تقدر 3 مليارات دينار، ما أدخل البلد المنهك اقتصاديا واجتماعيا في دوامة غير معقولة".
وتابع لـ"العين الإخبارية" أن "رئيس الحكومة التونسية فشل في امتصاص غضب الجماهير التي تحتج بصفة سلمية، دون أن يكشف أيادي المتورطين في التخريب وعمليات النهب".
وأعلن وزير الدفاع التونسي إبراهيم البرتاجي، اليوم الأربعاء، في جلسة برلمانية، وجود عناصر إرهابية تسللت إلى المحتجين لتنفيذ مخططات مشبوهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وضرب الأمن القومي.
رفض عام
من جهتها، حملت عديد المنظمات الحقوقية التونسية الحكومة التونسية والجهات الرسمية، تبعات السياسات الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة للإخوان، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
جاء ذلك في بيان حمل توقيع 5 منظمات هي: المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعي، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والجمعية التونسية للمحامين الشبان، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.
وعبرت هذه المنظمات عن دهشتها من "مضمون كلمة رئيس الحكومة التونسية، الذي لم يستوعب جيدا رسالة الشباب المحتج".
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي التونسي بسام حمدي، أن فشل المشيشي في خطابه للمحتجين، يعود إلى "تحالفاته المشبوهة مع حزام برلماني عجز عن توفير الحياة الكريمة للتونسيين"، وهو حركة النهضة وأذرعها الإخوانية.
واعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن إصرار المشيشي على القرب من حركة النهضة للحصول على الدعم البرلماني، سيفقده استقلاليته التي أعلن عنها في أول خطاب له يوم 6 سبتمبر/أيلول 2020.
وتابع قائلا: "إن الانفجار الاجتماعي الذي تعرفه تونس، يجب أن يتم مواجهته بالحلول الواقعية ومحاسبة الفاسدين، وليس بالخطاب الجاف والذي لا يحمل محتوى عقلانيًا يقي البلاد خطر الانهيار الاقتصادي والصحي".