"قمة الحكومات".. جهود إماراتية دولية لتحقيق التنمية المستدامة
عقدت مؤسسة القمة العالمية للحكومات، السبت، اجتماعاً افتراضياً "عن بعد" بعنوان "تعزيز التسارع العالمي لأهداف التنمية المستدامة".
وجاء ذلك بالشراكة مع البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة والمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وبالتزامن مع افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمال دورتها العادية الـ76.
وشهد الاجتماع إطلاق الدورة الثانية للمجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة 2021 - 2023، التي يترأس عددا منها وزراء ومسؤولون في الإمارات، وتتكون من 18 مجلساً تعمل على متابعة ودعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، ودعم الجهود الدولية لإعادة بناء عالم ما بعد جائحة "كوفيد- 19".
شارك في الاجتماع من الإمارات ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وعمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وعبدالله ناصر لوتاه مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة.
وتطرق المجتمعون إلى سبل تعزيز الجهود الدولية وابتكار الحلول والآليات الكفيلة بتعزيز التسارع العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبحثوا فرص التعاون وترسيخ الشراكة البناءة وإطلاق شراكات جديدة تجمع مختلف المعنيين بأهداف التنمية المستدامة من الدول والمنظمات والأفراد.
وأكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، أن الدورة الثانية للمجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة سوف تنتقل من التركيز على هدف واحد لكل مجلس إلى نموذج شامل ومتكامل بما يدعم عمل المجالس على تعزيز وتسريع تنفيذ الأهداف من خلال الشراكات المبتكرة والمشاريع الملهمة والتقارير التي من شأنها تعزيز فهمنا لبعضنا البعض وكذلك التحديات التي تواجهها المجتمعات العالمية.
وأضافت: "أتطلع إلى الترحيب بالمجالس العالمية في إكسبو 2020 دبي في يناير/كانون الثاني من العام المقبل، حيث سنحتفل بالإطلاق الرسمي للمجالس وبرامج عملها ولكن قبل ذلك، لا يزال هناك الكثير للقيام به، فالعالم يشاهد وينتظر وعلينا أن ننجح جميعاً".
وأكد عمر سلطان العلماء أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية يمثل محوراً لتوجهات حكومة دولة الإمارات، وملفاً دائم الحضور على أجندة القمة العالمية للحكومات التي حرصت منذ إطلاقها على دعم الجهود الدولية وتوفير منصة مفتوحة للجميع للتعاون والتشاور وتطوير المبادرات والحلول الكفيلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وقال إن القمة العالمية للحكومات تحرص على تعزيز الشراكة الشاملة لخير المجتمعات وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن مسؤولية تحقيق أهداف التنمية المستدامة تقع على عاتق الجميع، حكومات وشركات قطاع خاص ومنظمات دولية ومجتمعية وأفراد مجتمع.
وقال عبد الله ناصر لوتاه إن إطلاق الدورة الثانية للمجالس من خلال هذا الملتقى الذي تستضيفه حكومة دولة الإمارات وعبر منصة القمة العالمية للحكومات، يؤكد اهتمام الحكومة واللجنة الوطنية على دعم وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق الأهداف التنموية، والمشاركة الفاعلة في إيجاد الحلول والآليات الكفيلة بتسريع إنجازها.
وأضاف أن حكومة الإمارات حريصة على المشاركة الفاعلة في الجهود الدولية لإرساء نظام عالمي يبتنى مفاهيم التنمية المستدامة في تصميم وبناء المستقبل، مؤكدا أهمية البناء على إنجازات المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة بما يسهم في مواصلة المسيرة العالمية لمستقبل أكثر استدامة.
الدورة الثانية للمجالس العالمية
وتم خلال الاجتماع إعلان الدورة الثانية للمجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة 2021 - 2023، التي يترأس عددا منها وزراء ومسؤولون في دولة الإمارات، وتتكون من 18 مجلساً ستعمل على متابعة ودعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 من خلال التقارير والمبادرات والمشاريع المبتكرة لإعادة بناء عالم مستدام لما بعد جائحة كوفيد- 19.
وتتضمن التشكيلة الجديدة 10 من مجالس الدورة السابقة، فيما ستنضم 8 مجالس عالمية جديدة، ويترأس المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة، كل من سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية رئيس المجلس المعني بالهدف الـ11، وهيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا الـسابقة، المديرة السابقة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رئيس مجلس الهدف الـ16.
كما تتضمن التشكيلة الجديدة كل من الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي رئيس مجلس الهدف الأول، ومنى غانم المرّي نائب رئيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيس المجلس المعني بالهدف الخامس، والدكتور طارق محمد القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء ورئيس المجلس المعني بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
كما تضم تشكيلة مجالس أهداف التنمية المستدامة، فرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة رئيس المجلس العالمي المعني بالهدف السابع، والدكتور محمد علي بات مدير قطاع الممارسات العالمية للصحة والتغذية والسكان بالبنك الدولي الرئيس المشارك للمجلس المعني بالهدف الثالث، الدكتورة سوزانا جاكوبس نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الرئيس المشارك للمجلس المعني بالهدف الثالث.
استراتيجيات الإمارات للتنمية المستدامة
وأكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب الاحتباس الحراري والتغير المناخي تتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة، وتشجيع تبني سياسات وخطط ومبادرات فعالة في هذا الشأن.
وقال إن الإمارات لا تتوانى عن العمل الجماعي الجاد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي للحفاظ على البيئة واستدامتها وفق مستهدفات اتفاق باريس للتغير المناخي الذي كانت الإمارات من أولى الدول التي صادقت على بنوده".
وأضاف المزروعي أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة مسؤولية مشتركة، تتطلب نهجاً واضحاً من المعنيين للتغلب على التحديات التي تواجهها المدن والمجتمعات البشرية، بحيث يرتكز هذا النهج على وضع الحوكمة الصحيحة والاستراتيجية والسياسات، وتسخير قدرات الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع في جميع أنحاء العالم.
موضحاً أن الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، واستراتيجية الأمن المائي للإمارات 2036، تلعب دوراً جوهرياً في زيادة الاهتمام بالاقتصاد الأخضر وتعزيز المشاريع الخضراء، وهما يشكلان رافداً جوهرياً لدعم جهود الدولة والمساعي الحثيثة لاعتماد حلول خضراء مبتكرة تدعم أهداف التنمية المستدامة، واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية".
من جهته، قال الدكتور محمد محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي: "يشهد عالمنا اليوم مفترق طرق حرج حيث سببت جائحة كوفيد-19 عقبة كبيرة في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي كانت متأخرة عن المسار الصحيح قبل الجائحة.
وأضاف أن الطريق نحو التعافي أصعب من أي وقت مضى، نحن نواجه اليوم تحديات حرجة حيث كان للاقتصادات المتقدمة استجابة أفضل في مواجهة الجائحة، مقارنة بالأسواق الناشئة والاقتصادات النامية والتي كانت مقيدة مالياً ..إن العودة للمسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وضعها كأولوية للميزانيات الوطنية وبناء الشراكات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
موانئ دبي والتنمية المستدامة
وأكد محمد الهاشمي نائب المستشار العام لمجموعة "شركة موانئ دبي العالمية"، إيمان المجموعة بوصفها ممكنا للتجارة العالمية، بدورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال: "ندرك أن هذا العقد 2020-2030 هو عقد من العمل، لذا هذه الفترة هي فترة تسريع حاسمة لضمان مستقبل أكثر استدامة وشمولية للجميع ..إن استراتيجية الاستدامة الخاصة بموانئ دبي العالمية بعنوان "عالمنا مستقبلنا" لا تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة فقط، بل تعتمد نهجاً قائماً على البيانات والمستهدفات لضمان التقدم المستمر، سنقضي العقد المقبل في الاستفادة من نقاط القوة في عملنا، وبناء شراكات مع المعنيين، وإبقاء المجتمع في مقدمة أولوياتنا للقيام بدورنا في بناء عالم لا يتخلف فيه أحد عن الركب.
وقالت هناء الرستماني الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول: "لدينا هدف مشترك يتمثل في قيادة روح الاستدامة القوية في العمل وفي مجتمعاتنا لتجنب دفع الأجيال القادمة ثمناً باهظاً لتقاعسنا عن العمل ..وبإمكاننا اليوم من خلال الجمع بين معرفتنا المشتركة وشبكتنا وخبراتنا المكتسبة في العديد من القطاعات المختلفة، اتخاذ خطوات حيوية لدفع التغيير الحقيقي وإحداث تأثير ملموس نحو مستقبل أفضل للجميع".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز