حرائق ضخمة تشتعل قرب «غراند كانيون» وتسرب كيميائي يهدد الأمريكيين

اندلعت سلسلة حرائق غابات واسعة شمال ولاية أريزونا، قرب متنزه "غراند كانيون" الشهير، وتوسعت بوتيرة متسارعة خلال الساعات الأخيرة، ما أدى إلى إجلاء مئات الزوار والسكان، وإغلاق أجزاء رئيسية من المتنزه. وقد تجاوزت رقعة الحريق 20 ألف فدان.
بدأ الحريق المعروف باسم "وايت سيج" في غابة كايباب الوطنية بتاريخ 9 يوليو/ تموز، وامتد بسرعة كبيرة خلال 24 ساعة الماضية. كما اشتعل حريق آخر يدعى "دراغون برافو" في 4 تموز/يوليو، ولا يزال خارج السيطرة. وقالت السلطات إن صواعق رعدية تسببت في اشتعال النيران، مدفوعة برياح جافة ودرجات حرارة تجاوزت 43 درجة مئوية.
وفي تطور خطير، أدى الحريق إلى اشتعال منشأة لمعالجة المياه داخل المتنزه بعد ظهر السبت، مما أسفر عن تسرب كميات من غاز الكلورين في الهواء. وتعد هذه المادة شديدة السمية، وقد تؤدي إلى مشاكل تنفسية حادة عند استنشاقها، خاصة في المناطق المنخفضة مثل أخاديد الوادي التي يقصدها المتنزهون.
السلطات الأمريكية أغلقت الحافة الشمالية من المتنزه، إضافة إلى عدد من المسارات الرئيسية مثل "كايباب الشمالي" و"مزرعة فانتوم"، بينما أبقت على الحافة الجنوبية مفتوحة بشكل جزئي. وتم إجلاء أكثر من 500 شخص، بينهم سائحون وعاملون في المنطقة.
وانتقل الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق إلى ولايات أخرى، منها مونتانا، داكوتا الشمالية، ويسكونسن، ومينيسوتا، ما دفع وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى إصدار تحذيرات بشأن تلوث الهواء، مع تسجيل مستويات "غير صحية" و"شديدة الخطورة" في بعض المناطق.
فرق الإطفاء التي يزيد عدد أفرادها عن 200 شخص تواصل العمل لإخماد النيران باستخدام الطائرات والمروحيات ومواد مقاومة للاشتعال، إلا أن سرعة الرياح وصعوبة التضاريس تزيدان من تعقيد الموقف.
كما أُعلن عن وفاة رجل يبلغ من العمر 67 عامًا خلال رحلة تسلق داخل المتنزه يوم الأربعاء الماضي، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد، في وقت طُلب فيه من الزوار تجنّب التحرك داخل الأخدود، والتزام التعليمات الصادرة من الجهات المختصة.
ولا تزال السلطات تراقب الوضع عن كثب، وسط ترجيحات بامتداد الحرائق إذا استمرت الظروف الجوية الحالية على حالها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز