لأول مرة.. عرض لقطات جديدة من حفل افتتاح أكبر متاحف العالم
يعمل القائمون على افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متاحف العالم، على إعداد مونتاج جديد يضم لقطات ومشاهد حصرية من الاحتفالية الكبرى التي أُقيمت أمس.
يُواصل فريق افتتاح المتحف المصري الكبير إعداد مونتاج جديد يضم لقطات ومشاهد غير معروضة سابقاً من الاحتفالية الكبرى التي أُقيمت أمس، استعداداً لعرضها اليوم أمام الجمهور ليتمكنوا من متابعة تفاصيل الحفل الذي شكّل حدثاً ثقافياً بارزاً على المستويين المحلي والعالمي.
لقطات جديدة من حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
كشفت مصادر قريبة من إدارة الفعالية أن المخرجين مازن المتجول وأحمد المرسي لم يتوليا مهمة الإخراج التلفزيوني لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، إذ تولى هذه المهمة المخرج التلفزيوني هاني مهنا، وذلك بعد أن وُجهت إليهما انتقادات حادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت المصادر أن المتجول والمرسي كانا مسؤولين فقط عن تصوير المشاهد الخارجية الخاصة بالتحضيرات في الولايات المتحدة واليونان، إضافة إلى تنفيذ الفقرة الفرعونية الأولى التي شارك فيها الفنانون أحمد غزي، أحمد مالك، هدى المفتي، وسلمى أبو ضيف، إلى جانب الأبطال الأولمبيين أحمد الجندي، فريال أشرف، وفريدة عثمان، فضلاً عن تصوير المسلات الفرعونية المنتشرة في عدد من الدول.

أكبر متحف في العالم للحضارة المصرية القديمة
يُعد المتحف المصري الكبير، الواقع على مقربة من أهرامات الجيزة، أضخم متحف مخصص للحضارة المصرية القديمة في العالم، إذ يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تغطي نحو سبعة آلاف عام من التاريخ المصري، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات وصولاً إلى الحقبتين اليونانية والرومانية.
ويبرز ضمن معروضاته "مركب الملك خوفو"، أو ما يُعرف بـ"مركب الشمس"، الذي يعود إلى فترة حكم الملك خوفو، وقد اكتُشف في خمسينيات القرن الماضي على يد عالم الآثار المصري كمال الملاخ.

أهم معروضات المتحف المصري الكبير
بدأت وزارة الثقافة المصرية عام 1961/ كانون الثاني أعمال بناء المركب في الموقع نفسه الذي عُثر فيه على أجزائه الأصلية، وبلغ طوله 43.5 متراً، فيما وصل عرضه إلى ستة أمتار، وارتفعت مقدمته خمسة أمتار عن سطح الماء. كما ضمت المقصورة المخصصة لجسد الملك مساحة بلغت تسعة أمتار مربعة.
في عام 1954/ تموز، اكتشف الأثري كمال الملاخ حفرتين إلى الجنوب من قاعدة الهرم الأكبر، وُجد في إحداهما عدد كبير من أجزاء المركب الخشبي الضخم المصنوع من خشب الأرز. كان المركب مفكك الأجزاء وموزعاً بدقة داخل الحفرة دون أي دليل على طريقة تركيبه الأصلية.

وبجهود هيئة الآثار المصرية آنذاك، أُعيد ترميم المركب وتجميع أجزائه، حيث تبين أن الأخشاب كانت موضوعة بعناية في 13 طبقة ضمت 651 جزءاً، مكونة من 1,224 قطعة خشبية تراوحت أطوالها بين 23 متراً للأجزاء الكبرى و10 سنتيمترات للصغرى.
وعُثر بجوار المركب على كمية من الحبال والمجاديف التي بلغ طول الواحد منها نحو تسعة أمتار، إضافة إلى وجود 4,159 فتحة في بدن المركب دون استخدام مسامير، إذ استخدم المصري القديم الحبال لربط الأخشاب من خلال فتحات خفية لا تُرى بعد تركيبها.

"مركب الشمس" أهم مقتنيات المتحف المصري الكبير
استغرقت عملية إعادة تركيب المركب نحو عشر سنوات، وأُقيم له عرض متحفي خاص في منطقة الاكتشاف. ويُعد المركب نموذجاً فريداً يمثل أقدم وأكبر السفن المصرية القديمة، ويعكس تطور تقنيات بناء السفن التي استخدمت الأخشاب المستوردة، على الأرجح من مناطق لبنان الحالية.
وقد عُثر على المركب في واحدة من حفرتين جنوبي الهرم الأكبر، وتشير نصوص متون الأهرام العائدة إلى عصر الدولة القديمة إلى أن الملك خوفو كان يمتلك قاربين استخدمهما في تنقلاته.
كانت مراكب الشمس في الديانة المصرية القديمة ذات رمزية روحية عميقة، إذ مثّلت وسيلة إله الشمس "رع" في رحلتيه اليومية والليلية لتطهير العالم من الأرواح الشريرة. وزُوّدت هذه المراكب بمجاديف مسننة لحماية الإله خلال رحلته، بينما يرى باحثون أن "مركب الشمس" كان وسيلة لاصطحاب الملك في رحلته إلى العالم الآخر، وفقاً للمعتقدات الدينية في ذلك العصر.
ويؤكد العلماء أن طريقة ربط الأخشاب بالحبال وفرت للمركب متانة عالية في مواجهة المياه، إذ يحدث تفاعل متوازن بين تمدد الخشب وانكماش الحبال أثناء الإبحار، مما يزيد من تماسك أجزائه ويمنحه مقاومة استثنائية ضد الغرق.