شيخ الأزهر: هجوم الكنيسة البطرسية جريمة وحشية مثلت إيذاء للجميع
في خطابة العالمي بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، قال إن الهجوم على الكنيسة البطرسية مثل إيذاء ليس فقط للمسيحيين في مصر
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية، الملاقصة للكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، وسط العاصمة المصرية القاهرة، الذي أسفر أمس عن مقتل 28 شخصاً، جريمة وحشية مثلت إيذاءً ليس فقط للمسيحيين في مصر ولكن للمسلمين في شتى بقاع العالم، وإلى نبيِّ الإسلام في ذكرى مولده الشريف.
جاء ذلك في افتتاح أعمال "القمة العالمية لرئيسات البرلمانات"، اليوم، تحت شعار "متحدون لصياغة المستقبل"، والتي ينظمها المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي.
ووصف شيخ الأزهر الجريمة بأنها "غادرة راح ضحيتها براء مسالمون كانوا يؤدون صلواتهم في إحدى الكنائس المصرية، وخلَّفت في قلوب المسلمين قبل المسيحيين آلاماً وأحزاناً ليس من السهل تجاوزها ولا نسيانها".
ومتطرقاً للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات، قال شيخ الأزهر: "قِمَّتكُم هذه قِمَّةٌ ذاتُ شأنٌ كبيرٌ، ومردودٍ بالِغِ التأثيرِ على مَنطِقَتِنا الشَّرق أوسَطِيَّة، بل رُبَّمَا على العالَمِ كلِّه، لَيْسَ فقط لأنَّها تختصرُ على أرضِ الإمارات العربيَّة معظم ثقافات العالم، وتعكِسُ خِبْراتِ عقولٍ عالميَّةٍ مُتنوِّعَة، لها وزنها في استشرافِ مُستقبلِ الشعوبِ - ولكِن لأنَّ هذه القِمَّة تتصدَّى بالتحليلِ العلميِّ لتحدياتٍ كُبرى موجودة على أرضِ الواقِعِ العربيِّ والإسلاميِّ".
وعدد شيخ الأزهر التحديات بقوله: "وباءُ الإرهاب الذي استشرى خطرُهُ في شرقِ الأرضِ وغربها، بعد ما ظَنَّ كثيرون مِمَّن صَمَتُوا عن ولادته وأسباب نشأتِه، أنَّه لَنْ يبرح مَوطِنَه الَّذي نشَأ فيه، فإذا به ينشُر الرُّعْبَ والفزعَ بين النَّاس في كلِّ مكان".
وتابع شيخ الأزهر: "كما تتصدَّى القِمَّة لتحَدٍ آخر، لا يقل خطراً عن الإرهاب، وهو تحدِّي السِّياسَات الحديثة في إصرارها على العبثِ بوَحْدَةِ الأُمَمِ والشُّعُوبِ، وتصميمِها على تفتيت الدول المستقرة وتفكيكها وتجزئتها، وتحويلها إلى خرائط مُهيأة للصِّراعِ الدِّينيِّ والطَّائفيِّ والعِرقي، وساحاتِ حروبٍ مُدَمِّرةٍ، وكأنه كُتِب على منطقتِنا هذه أن تكون سوقاً رابحة لما تنتجه مصانع الأسلحة الفتَّاكة، بعد أن تهيَئ لها السياساتُ الاستعماريَّةُ الجديدة مسارحَ الصِّراع وبُؤرَ التَّوتُّر وتُجَّارَ الحُروبِ".
ومتطلعاً لنتائج القمة قال شيخ الأزهر: "هَمِّي الأكبر أن اُعَوِّل على قِمَّة تَجمَعُ 50 قائدةً من قائدات برلمانات العالَم أن تسهم في هذه القمة البرلمانية وما يتلوها من قِمَمٍ قادمةٍ في إطفاء هذا الحريق الَّذي لا أتردَّد في وَصْفِه بأنَّه عارٌ على جبين الإنسانية في عصر الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومنظمات السلام العالمي والاستقرار المجتمعي".