مسلمو اليونان يشكون من "التهميش" في كوموتيني
نائب عن حزب رئيس الوزراء اليوناني يقول: إن العلاقات تدهورت في الستينيات وحتى 1990 كانت العديد من القرى في المنطقة تحيط بها حواجز عسكرية
تبدو مدينة كومتيني اليونانية من الخارج كغيرها من بلدات مدن اليونان لكن مع فارق كبير، ففيها 9 مساجد فيما ليس في أثينا أي مسجد.
والمدينة الواقعة بشمال شرق اليونان موجودة منذ القرن الثاني واحتلتها تركيا خلال الحكم العثماني في القرن الرابع عشر، وكانت نقطة وصل بين العاصمة آنذاك القسطنطينية، كما كانت تعرف إسطنبول، بالجزء الأوروبي من السلطنة.
وأصبحت المدينة تضم نحو 30 ألف مسلم، يشتكي العديد منهم من التهميش .
ولعقود من الزمن كانت علاقات اليونان بتركيا متوترة بسبب خلافات تتراوح من مسائل متعلقة ببحر إيجه إلى المشكلة القبرصية المستمرة منذ سنوات.
وقال مصطفى مصطفى، النائب عن حزب رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس من مدينته الحدودية البالغ عدد سكانها 60 ألفا: إن "أبناء الأقلية المسلمة ومواطنيهم اليونانيين يتعايشون مع بعضهم البعض لكن كل جانب في زاويته الخاصة".
وقال مصطفى: إن "العلاقات تدهورت في الستينيات وحتى 1990 كانت العديد من القرى في المنطقة تحيط بها حواجز عسكرية"، مضيفاً: "لم يكن بإمكاننا الوصول إلى ممتلكاتنا أو الحصول على رخصة سوق" .
يتم استخدامنا
وقال مصطفى: "نود أن نكون جسراً للسلام والصداقة، وألا نكون بمثابة عائق"، مشيراً إلى أن "مسألة الأقلية المسلمة واحدة من المسائل الحساسة في العلاقات بين الجارين".
وقالت شابة مسلمة طلبت عدم الكشف عن اسمها: "من المحزن أن يتم استخدامنا"، مضيفةً أن "أهالي كوموتيني التي تبعد نحو 100 كلم عن الحدود هم أشخاص عاديون مثلنا.. من يدفع ثمن السياسة؟".
ويسكن في منطقة تراقيا بغرب اليونان نحو 150 ألف مسلم منحوا وضع أقليات بعد معاهدة لوزان عام 1923 عقب انتهاء حرب بين تركيا واليونان، والتي أذنت بنهاية السلطنة العثمانية .
وتنص المعاهدة على تطبيق الشريعة لدى البت في خلافات عائلية واستخدام اللغة التركية في مؤسسات تعليمية، ويزيد وجود قنصلية تركية في المنطقة من مستوى التوتر.
وقال رئيس بلدية كوموتيني يورغوس بتريديس: "سيكون من الأفضل للجميع أن تتوقف القنصلية عن خدمة مصالح وزارة الخارجية التركية".
وقالت ثاليا دراغونا من جامعة أثينا الوطنية: إن "الذي يميز هؤلاء الأشخاص هو الهوية التعددية".
وتابعت: "الجيل الجديد مثقف ويريد التحرر عن التمييز بحقهم".
وروت شابة مسلمة كيف تعرضت عائلتها للانتقاد لأنها ألحقت أولادها بمدارس يونانية قائلة: "أصبحنا في أعينهم خونة".
والسبعينية خديجة ملا ساري أقامت في كوموتيني قبل الانتقال إلى إسطنبول. وكانت قد ورثت منزل زوجها وفقا للقانون اليوناني لكن بنات حماها طعنَّ في القرار وفقا للشريعة.
وبتت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لصالحها في كانون الأول/ديسمبر.
وقال محاميها يانيس كتيساكيس: إن "القرار يوضح الوضع، إذ إنه يجعل من المستحيل تطبيق قانون الشريعة على مواطنين أوروبيين".
وفي مجتمع غالبيته من الأرثوذكس إذ يعتبر 76% من اليونانيين مسيحيون في جوهر هويتهم بحسب دراسة لمركز بيو للأبحاث، فإن "العديد من الأشخاص يربطون الإسلام بتركيا" وفقا ليورغوس كالنتزيس الأمين العام للشؤون الدينية.
وقال: "عانت الدولة على يد تركيا وهذا لا يزال يثير ذكرى أليمة".
aXA6IDE4LjIyMC4xMDYuMjQxIA== جزيرة ام اند امز