البرلمان اليوناني يحسم اليوم نزاعا استمر 30 عاما مع مقدونيا
البرلمان اليوناني يصوت اليوم على اتفاقية تغيير اسم مقدونيا في خطوة لتسوية نزاع دبلوماسي استمر نحو 30 عاما وسط معارضة
يصوت البرلمان اليوناني، الجمعة، على اتفاقية تغيير اسم دولة مقدونيا في خطوة لتسوية نزاع دبلوماسي استمر بين البلدين نحو 30 عاما.
وكان المئات من اليونانيين خرجوا مساء أمس الخميس؛ احتجاجا على الاتفاق أمام البرلمان، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
- بعد احتجاجات أثينا.. "مقدونيا" ورحلة 30 عاما من صراع الهوية
- الشرطة اليونانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين
ويصوت النواب، ظهر اليوم بتوقيت جرينتش، على الاتفاقية التي بموجبها يصبح اسم مقدونيا "جمهورية مقدونيا الشمالية".
وكان يفترض أن يتم التصويت على الاتفاق منتصف ليل الخميس، لكنه أرجئ إلى الجمعة بسبب رغبة 230 نائبا مناقشته، حسبما ذكر رئيس البرلمان.
ووصف رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أمام مجلس النواب مساء أمس، التصويت بأنه سيكون حاسما لإنهاء النزاع ويؤسس للتعاون المستقبلي.
من جهته، رأى زعيم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن الاتفاق "يسبب مشاكل جديدة" و"يحيي النزعات القومية".
ويرى كثير من اليونانيين خصوصا في شمال البلاد، أن اسم "مقدونيا"، حيث ولد الإسكندر الأكبر، ينتمي حصريا للتراث التاريخي اليوناني. ويخشى بعضهم أن تكون للبلد المجاور نوايا توسعية بضم المقاطعة اليونانية التي تحمل التسمية ذاتها.
وكان برلمان سكوبيي صادق قبل عشرة أيام على الاتفاق، وبذلك ستكون مصادقة البرلمان اليوناني الفصل الأخير من خلاف يعود إلى تسعينيات القرن الماضي عند قيام هذا البلد الواقع في البلقان.
وإلى جانب تطبيع العلاقات بين البلدين، سيمهد هذا الاتفاق لانضمام مقدونيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي يعرقله اعتراض أثينا.
ويعترض معظم الأحزاب السياسية اليونانية على الاسم الجديد لمقدونيا، من اليمين القومي إلى الاشتراكيين في حركة التغيير (كينال) والشيوعيين، مرورا بأكبر أحزاب اليمين "الديمقراطية الجديدة" الذي يمثله 78 نائبا.
لكن على الرغم من هذه المعارضة، يتوقع أن تتم المصادقة على الاتفاق بـ151 صوتا على الأقل من أصل 300 نائب في البرلمان.
وإلى جانب النواب الـ145 لحزبه سيريزا، يعول رئيس الحكومة على أصوات ستة نواب آخرين على الأقل منشقين عن حزبي يسار الوسط الصغيرين؛ حركة التغيير و"النهر" بوتامي.
وكان آلاف اليونانيين خرجوا في احتجاجات، الأحد الماضي، انتهت باشتباكات بين مجموعة ملثمة منهم وقوات مكافحة الشغب، أسفرت عن سقوط نحو أربعين جريحا، بينهم أربعة صحفيين على الأقل و25 شرطيا. وحملت الحكومة "متطرفين" من الحزب اليميني القومي "الفجر الذهبي" مسؤولية ما جرى.