قمة غلاسكو.. 5 حقائق مهمة عن صندوق المناخ الأخضر
صندوق المناخ الأخضر أكبر مجموعة لتمويل المناخ في العالم، وهو منظمة متعددة الأطراف تعمل لمساعدة البلدان على تخفيف أسباب تغير المناخ.
أنشيء صندوق المناخ الأخضر GCF، رسميًا، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP15) عام 2010، لكنه بدأ في العمل عقب اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
نظرًا لأن الدول الغنية أطلقت غالبية التلوث الذي تسبب في تغير المناخ، فقد تقرر كنوع من العدالة جمع 100 مليار دولار سنويًا منها لتمويل مشاريع المناخ في البلدان الفقيرة.
وتم تكليف الصندوق الأخضر للمناخ بتعبئة جزءا من هذا التمويل والإشراف عليه وتوجيهه إلى المشاريع في جميع أنحاء العالم.
منذ بدايته، خصص الصندوق الأخضر للمناخ 10 مليارات دولار لـ190 مشروعًا في مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وفي عام 2021 أطلقت المجموعة 13 مشروعًا جديدًا.
يفتخر الصندوق بالشفافية والمساءلة، ويتيح عبر موقعه على الإنترنت كل ما يتعلق بكيفية حصوله على التمويل، وأين تذهب كل أمواله، وكيف يتم اتخاذ القرارات، وتفاصيل حول أكثر من 200 شريك، حتى أنه يتيح نصوص اجتماعات مجلس الإدارة.
حقائق عن صندوق المناخ الأخضر
بالتزامن مع أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، المستمرة حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على معلومات أساسية وحقائق مهمة عن هذا الصندوق الدولي.
1- عملية يقودها البلد
تاريخ التنمية الدولية له نصيبه من التدخلات الضارة، لذا قرر الصندوق الأخضر للمناخ ألا يضيف إلى هذا الإرث المؤسف، ويمول فقط المشاريع التي تدعم الأهداف المناخية الأوسع للبلد.
يحقق الصندوق الأخضر للمناخ هذا من خلال عملية صارمة لتحليل المشروع، وينقسم مجلس إدارته بالتساوي بين البلدان النامية والمتقدمة للحد من تأثير القوى الاقتصادية والسياسية التي تهيمن في كثير من الأحيان على الصناديق المماثلة.
يجب أن تتوصل جميع المشاريع إما إلى إجماع واسع أو الحصول على دعم 80٪ من الأعضاء قبل الموافقة عليها.
ساعدت عملية التفاوض المستمرة لمجلس الإدارة، التي تم بثها مباشرة ليراها الجميع، على بناء الثقة بين الأعضاء ومنع الخلافات الجيوسياسية من خلق خلل وظيفي.
أيضا سمحت هذه العملية للبلدان النامية باقتراح مشاريع حددت بوضوح الأهداف ومبادئ العدالة المناخية.
على سبيل المثال، وافق المجلس مؤخرًا على منح 33 مليون دولار لمشروع في تايلاند يحمي المزارعين من زيادة الفيضانات ويساعدهم على إدارة إمدادات المياه المتضائلة بشكل أفضل، ويعود بالنفع على 25 مليونا يعيشون في حوض نهر تشاو فرايا الكبير، ليشهدوا تحسنًا في أمنهم الغذائي والمائي وسبل عيشهم.
2- نهج شامل لتمويل المناخ
تغير المناخ لا يدور في فراغ، بل يؤثر على جميع جوانب الحياة، من الطعام الذي نتناوله إلى الهواء الذي نتنفسه إلى طرق كسب المجتمعات للدخل وهكذا.
لذا فإن جميع أشكال العمل المناخي لها تأثيرات تتجاوز نطاق تركيزها المباشر، فمثلا إذا تم إغلاق منجم فحم ستستفيد الحياة البرية المحيطة على الفور، لكن المجتمع الذي يعتمد على الإيرادات من منجم الفحم سيحتاج إلى دعم مالي للانتقال إلى اقتصاد جديد وإلا فقد يعاني.
هذه هي الفكرة العامة وراء ما يسمى بـ"الانتقال العادل"، وهو أمر يسعى الصندوق الأخضر للمناخ جاهدًا لتحقيقه.
تبدأ المنظمة بإعطاء الأولوية للمشاريع في أفقر دول العالم الأكثر عرضة لتغير المناخ، بهدف ضمان عدم تخلف أحد عن الركب، حيث يسعى إلى تعزيز المساواة والاستثمار في مجتمعات السكان الأصليين، مع الحرص على عدم إحداث أضرار اجتماعية غير مباشرة.
3- استراتيجية 50-50 التخفيف والتكيف
لسنوات، ركز العمل المناخي على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، فيما يُعرف باسم "التخفيف من حدة المناخ".
لكن مع تفاقم آثار تغير المناخ، أصبح من الواضح أن المجتمعات تحتاج أيضًا إلى المساعدة في التكيف مع الظروف البيئية المتطورة.
ودعت الأمم المتحدة منذ ذلك الحين إلى تقسيم التمويل المناخي بالتساوي بين التكيف والتخفيف، وهو التفويض الذي تبناه الصندوق الأخضر للمناخ، حيث زادت في السنوات الأخيرة من دعمها لمشاريع التكيف، لا سيما في البلدان المعرضة للخطر.
يركز أحد هذه المشاريع على مساعدة الناس على التعامل مع موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة في 9 بلدان في إفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في الوقت نفسه، تواصل المنظمة الاستثمار في حلول الطاقة المتجددة، مثل تحسين كفاءة الألواح الشمسية في تشيلي، ودعم واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم بمصر، وتوفير مواقد طهي نظيفة في نيبال.
4- التمويل السريع
يمكن للعمليات البيروقراطية أن تبطئ الأمور في المنظمات متعددة الأطراف، مع التأخير في بعض الأحيان مما يؤدي إلى تبديد أهداف المشروع.
يعمل الصندوق الأخضر للمناخ على تبسيط عمليات التطبيق والموافقة والرقابة لضمان حصول المجموعات المشاركة في العمل المناخي على التمويل والدعم في أقرب وقت ممكن.
على وجه الخصوص، لدى المنظمة "عملية موافقة مبسطة" تساعد الأطراف المهتمة في جمع المعلومات المطلوبة اللازمة لتقديم طلب الحصول على تمويل.
بعد ذلك، يهدف المجلس إلى مراجعة واعتماد التمويل للمشاريع المؤهلة في غضون أسابيع أو أشهر، ويمكن أن يعني هذا الجدول الزمني المعجل الفرق بين المجتمعات التي تتكيف مع تأثيرات المناخ المتفاقمة والمجتمعات التي تواجه قرارات صعبة مثل الهجرة أم لا.
5- التعاون على مستوى القطاع
تمويل المناخ مجال هائل، وسيتطلب تحويل الاقتصاد العالمي والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والاستثمار الكافي في تدابير التكيف تمويلًا بقيمة تريليونات الدولارات.
يلعب الصندوق الأخضر للمناخ دورًا صغيرًا ولكنه مهما في هذا المجال، والأهم من ذلك أن المجموعة تعمل كنوع من المنارة، وتوجه المستثمرين من القطاعين العام والخاص نحو استثمارات أكثر ذكاءً وفعالية وتقاطعًا.
تساعد المجموعة في إدارة مجموعة من المشاريع بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى تعزيز التمويل طويل الأجل، وتعمل مع مئات الوكالات والمؤسسات والمنظمات غير الربحية التي تعمل على مكافحة الفقر وتغير المناخ.
بسبب موقعها المركزي، فإن القيم التي يدعمها الصندوق الأخضر للمناخ تكتسب قوة دفع في قاعات السلطة في أماكن أخرى.
الأفكار الهامشية للعدالة المناخية والانتقال العادل والتقاطع هي الآن أفكار سائدة في الفضاء المناخي، ولا يمكن أن يُعزى ذلك إلى الصندوق الأخضر للمناخ فقط لكن دعمه لهذه الأفكار يضفي عليها شرعية مؤسسية.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز