الخضر واليسار.. قلاع الإخوان في ألمانيا تتهاوى
بتصدر حزبي "الخضر" و"اليسار" في ألمانيا دعوات التصدي لجماعة الإخوان، تخسر الجماعة أبرز قلاعها بالبلد الأوروبي لتواجه أصعب مراحلها.
ففي السنوات الماضية، أبدى الحزبان تعاطفهما مع الجماعات التي تتخذ من الإسلام ستارا لرغباتها الإرهابية، لكن تنامي التطرف وتواتر الحوادث الإرهابية نبه إلى الخطر المتسلل إلى ألمانيا عبر الفكر المتطرف، وجعلهما ينضمان إلى الداعين لتدابير مشددة ضد الجماعة.
وعادة ما تتهم أحزاب اليسار الألماني بالتعاطف مع تنظيمات الإسلام السياسي مثل الإخوان وغيرها، وتبني مواقف ضعيفة حيال أنشطتها لا تقارن بمواقف اليمين المتطرف المتشددة.
اليسار: لا تسامح
قبل أيام، طالب زعيم الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني ديتمار باريتش أحزاب اليسار بإنهاء صمتها عن "إرهاب الجماعات"، رافضا أي تسامح مع تنظيمات الإخوان وحماس وحزب الله، وأنشطتها الإرهابية.
باريتش قال في تصريحات لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، ذائعة الصيت، إن "الإسلام السياسي هو النقطة العمياء لليسار في ألمانيا، ولدينا عجز كبير في الأحزاب اليسارية حيال هذه النقطة"، في إشارة إلى أن اليسار أقل الاتجاهات السياسية انتقادا للتنظيمات المتطرفة.
وأوضح "عندما يتعلق الأمر بإرهاب اليمين المتطرف، على سبيل المثال، يتخذ اليسار مواقف واضحة وقوية، ويطرح أسئلة هيكلية ويطالب بعقوبات قوية".
وتابع "لكن فيما يتعلق بالأحداث المجنونة مثل التي حدثت في فرنسا مؤخرا ومقتل مدرس بسبب رسومات مسيئة للإسلام، تكون مواقف اليسار أقل وضوحا واتساقا".
ومضى قائلا :"لكن يجب أن تكون هناك معايير موحدة: كل من ينهي حياة شخص هو إرهابي يجب إدانته في كل الأحوال بغض النظر عن المنظمة أو الاتجاه الذي ينتمي له".
وشدد على أن "الإسلام والمسلمين ينتمون إلى ألمانيا وأوروبا، لكن الإسلاموية تعني التعصب والإرهاب وتتعارض مع قيمنا الديمقراطية ويجب مكافحتها".
وختم: "لأكون واضحا، إذا كان الأمر يتعلق بالإخوان وحماس وحزب الله وأنشطتها الإرهابية، لن يكون هناك أي تسامح".
الخضر.. حان وقت التدخل
عندما يطالب زعيم حزب الخضر روبرت هابيك، فجأة، باتخاذ إجراءات قوية ضد الإسلاميين فإن هذا يحمل في طياته الكثير، لأن حزبه كان يحتل المرتبة الأولى في دعم التنظيمات المتطرفة في إطار تأييد التعددية الثقافية والحريات الدينية، وفق موقع "تشي أينبليك" الألماني المستقل.
وقال هابيك، في تصريحات إعلامية قبل أيام: "جريمة قتل مروعة في باريس لمعلم يدافع عن حرية التعبير، وهجوم قاتل بسكين على اثنين من المصطافين في وسط مدينة دريسدن الألمانية، لقد أظهرت الأسابيع القليلة الماضية مرة أخرى مدى حقيقة التهديد من الجماعات المتطرفة".
وتابع "علينا أن نتحرك باستمرار ضد هذا العنف.. إنه تهديد لتعايشنا ومجتمعنا المفتوح"، مضيفا "يجب اتخاذ إجراءات قوية ضد تلك الجماعات".
انتهى صمت اليسار
الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان هايكو هاينش، اعتبر أن هجمات أحزاب اليسار المتكررة على التنظيمات المتطرفة مؤخرا "تعكس بداية مرحلة جديدة في مكافحة الإسلام السياسي في ألمانيا".
وتابع هاينش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "تنظيمات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان، كانت تحتمي بمواقف أحزاب اليسار، وتستغلها في تخفيف الضغوط الواقعة عليها، لكن الوضع تغير الآن، وباتت جميع الأحزاب الألمانية تتخذ مواقف قوية من هذه التنظيمات".
ولفت إلى أن "وضع التنظيمات المتطرفة بات صعبا من الناحية السياسية، وسيتزايد الضغط عليها كثيرا خلال الأشهر المقبلة".
وقبل 10 أيام، خرج كيفين كونرت، القيادي البارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، بتصريحات قوية لمجلة دير شبيجل الألمانية، طالب فيها أحزاب اليسار، بموقف قوي ضد الجماعات المتطرفة، وإنهاء صمتها عن الإرهاب الذي تمارسه التنظيمات المتطرفة.
وقال كونرت إن "الإسلام السياسي هو النقطة العمياء لأحزاب اليسار"، مضيفا "اليسار مطالب بإنهاء صمته، واتخاذ موقف قوي ضد هذه التنظيمات".
بعدها، خرجت تصريحات ديتمار باريتش وروبرت هابيك ضد الجماعات المتطرفة والإخوان على وجه الخصوص، وبات واضحا أن هناك أمرا يتغير، وأن التنظيمات المتطرفة تخسر داعمها الأخير في ألمانيا، وفق موقع "تشي أينبليك".
وللإخوان الإرهابية وجود قوي في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد. وتخضع هيئة حماية الدستور مؤسسات الإخوان وقياداتها في ألمانيا لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA=
جزيرة ام اند امز