جارديان: أردوغان سبب الأزمة التركية
مع تراجع الليرة، القطاع الخاص التركي يجد تكاليف اقتراضه، المقيمة بالعملات الأجنبية، قد ارتفعت ارتفاعا حادا.
لا يمكن للتصريحات الغريبة التي ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن "العمليات ضد تركيا" التي تديرها "جماعات ضغط أسعار الفائدة" إخفاء حقيقة أن سياساته الخاصة وراء الانهيار السريع لليرة.
طبقا لافتتاحية صحيفة "جارديان" البريطانية، فإن الخلاف الغريب بشأن القس الأمريكي المسجون استخدمته الإدارة الأمريكية كذريعة لفرض رسوم عقابية على الواردات التركية من الصلب والألومنيوم؛ حيث أسهم هذا في التراجع غير المنظم لليرة في الأسواق، لكن الأزمة التركية منبعها من الداخل.
- أردوغان يصطاد في "مستنقع العقوبات" تحالفا لدعم الاقتصاد
- انهيار الليرة التركية.. قصة رجل ضرب بأبجديات الاقتصاد عرض الحائط
وأشارت "جارديان" إلى أن مشكلة المنطق الاقتصادي لأردوغان أنه لا يعتمد على حقائق بل على معتقدات في غير محلها في شخصية الرئيس للفوز بالنقاشات، فمنذ عام 2016، تتبع أردوغان سياسة فضلت الائتمان الرخيص والنمو المرتفع على حساب معدلات تضخم غير مسبوقة.
ظاهريا، حقق هذا نجاحا، لكن رجل تركيا القوي قايض سيادة بلاده مقابل النمو، وتحت حكمه، غرقت البنوك والشركات في ديون مقومة بالدولار الأمريكي، وهذا الاقتراض، الذي غذى الاستهلاك والإنفاق، أفضى إلى إدارة تركيا عجزا كبيرا في الحساب الجاري، فعندما تراجعت الليرة، وجد القطاع الخاص التركي تكاليف اقتراضه، المقيمة بالعملات الأجنبية، ارتفعت ارتفاعا حادا.
وأشارت افتتاحية "جارديان" إلى أن الوضع الحالي يُعَد حالة طارئة في الاقتصاد الحقيقي، غير أنه من المرجح ألا تكون إجراءات الطوارئ التي اتخذها أردوغان كافية؛ فهو لا يستطيع فعل شيء سوى البحث عن المشاكل خاصة مع الدائنين، وغير مرجح أن يلجأ لطلب قرض من صندوق النقد الدولي.
كما أوضحت أنه من المحتمل أن يرفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة بشكل حاد، ما سيقود إلى اضطراب اقتصادي وبطالة واسعة النطاق.
وانتقدت افتتاحية الصحيفة أردوغان بأنه قضى سنوات طويلة يفضل الاهتمام بتعزيز شعبيته على حساب استقرار بلاده الاقتصادي، لكن يتعين عليه الآن الإقرار بالاضطراب الذي كان هو وراء خلقه.
وتراجعت الليرة التركية لمستويات تاريخية غير مسبوقة، ليبلغ الدولار الواحد ما قيمته 7.24 ليرة.
ورغم الأوضاع المتدهور في البلاد، يتمسك أردوغان بخفض الفائدة؛ لأنها من وجهة نظره أداة استغلال تجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أشد فقرا، وأن خفض تكلفة الائتمان من البنوك يحفز الاقتصاد، فضلا عن أنه لدى أردوغان قناعات لها مرجعية دينية بخصوص سعر الفائدة.