أردوغان يصطاد في "مستنقع العقوبات" تحالفا لدعم الاقتصاد
روسيا أم قطر أم الصين تحالفات أردوغان الأخيرة بحثا عن الدعم لاقتصاد تركيا، الأمر الذي سيقوض العلاقات الضعيفة بين أمريكا وتركيا.
مع مواصلة الأزمة التركية فصولها المتوالية، تظهر العديد من التساؤلات بشأن مستقبل اقتصاد تركيا وإلى أي مدى سيذهب جراء الضغوط الأمريكية؟ وما التحالفات المتاحة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاولة أخيرة لدعم الاقتصاد قبل مواجهة الأسوأ؟
يرى بعض المراقبين أنه على تركيا جذب أكثر من 200 مليار دولار سنويًا كي يبقى اقتصادها صامدًا، موضحين أنه لا خيار أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوى الاستسلام في النهاية والتنازل أمام مطالب نظيره الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق سراح القس الأمريكي المسجون وإعلان حزمة من الإجراءات التي تستهدف تطمين المستثمرين.
وأوضحت "فايننشيال تايمز" أن أردوغان سيلجأ إلى حليفه الرئيسي في المنطقة، وهي قطر، للبحث عن دعم اقتصادي في تلك الأزمة، بل إنه سيضطر إلى تخفيف حدة العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يعتبر ذا أهمية استراتيجية للغرب، خاصة وأنّ المستثمرين غير مقتنعين بقدرة المصرف المركزي التركي على تحقيق استقرار العملة والسيطرة على التضخم.
وأصبحت تركيا حليفا مهما لإمارة قطر وعززت العلاقات الاقتصادية معها منذ مقاطعة الرباعي العربي.
وقال مصرفي مقيم في الخليج، إن قطر ستكون على الأرجح أحد أوائل الدول التي ستتطلع تركيا للحصول على دعمها، لكن المقاطعة كبدت الإمارة تحديات مالية خاصة بها، كما أن الوقوف بجانب تركيا في نزاعها مع الولايات المتحدة قد يكون محرجا لقطر.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي قد يحاول التوجه إلى روسيا أو الصين أيضا بحثا عن الدعم، الأمر الذي سيقوض العلاقات الضعيفة بالفعل بين عضو الناتو ذي الأهمية الاستراتيجية والغرب.
- مؤشرات "الخطر" تلف المشهد الاقتصادي في تركيا.. وأردوغان يراها "مؤامرة"
- الليرة التركية تحصل على لقب أسوأ عملة في العالم
ونقلت الصحيفة عن مقال كتبه أردوغان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يوم السبت، حذر فيه واشنطن من أنه يجب عليها التوقف عن رؤية تركيا كشريك أقل أهمية وإلا "ستواجه حقيقة أن لتركيا بدائل".
وقال أردوغان أمس الأحد، إن رد تركيا على الشخص الذي يشن حربا تجارية ضد العالم بأكمله، ومن ضمنه تركيا، هو التوجه نحو أسواق وتحالفات جديدة.
وأوضح أتيلا يسيلادا، استشاري في شركة "جلوبال سورس بارتنرز"، مقيم في أسطنبول، أن حديث أردوغان يرجح أنه يستكشف الخيارات الأخرى، مضيفا: "أعتقد أن أردوغان تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ربما وعده ببعض القروض. هذا تكهني..".
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيزور العاصمة التركية لإجراءات لقاءات على مدار يومين، حيث قال الوزير إن المحادثات ستركز على الصراع في سوريا وحالة عدم الاستقرار الإقليمية، لكنه أوضح أنها ستتضمن نقاشات حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وحاولت تركيا التودد إلى الصين من أجل الحصول على دعمها، فبعد ساعات من تهديد ترامب بالعقوبات الشهر الماضي، أعلن بيرات البيرق صهر أردوغان ووزير المالية أن البنك الصناعي والتجاري الصيني سيقدم حزمة قروض للبلاد بقيمة 3.6 مليار دولار من أجل قطاعي الطاقة والنقل.